السعر العادل للنفط ضمان لأمن الطاقة في الخليج ونطاقه 60-80 دولاراً

أكد خبراء ومسؤولون بقطاع النفط ضرورة تحديد سعر عادل للبترول لضمان أمن الطاقة في الخليج، مشيرين إلى أن السعر العادل يتراوح حالياً بين 60 و80 دولاراً للبرميل. وأشار المشاركون في جلسة "أمن الطاقة في الخليج وسعر النفط" خلال المؤتمر السنوي الخامس عشر للطاقة الذي عقد بأبوظبي أمس تحت عنوان "أمن الطاقة في الخليج"، إلى أهمية تركيز دول الخليج على تأمين الطلب، دون الاعتماد فقط على أمن الإمداد. وقال الدكتور محمد السهلاوي، أستاذ اقتصاديات الطاقة في "جامعة الملك فهد للبترول والمعادن" بالسعودية إن أمن الطاقة في الخليج تركز حول تأمين إمدادات مضمونة من النفط، مع بذل القليل من الاهتمام بقضايا الطلب على النفط أو تقلبات سعر الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى. آليات السوق وأشار السهلاوي إلى وجود عوامل عديدة تتحكم في سعر النفط، موضحا أن 70% من العوامل التي تؤثر في تحديد الأسعار ترجع إلى آليات العرض والطلب، و20% ترتبط بالسياسة النقدية للولايات المتحدة وتذبذب سعر الدولار، و10% ترجع للمضاربات. وبين السهلاوي أن آفاق آليات السوق متمثلة في العرض والطلب لها الأهمية الأكبر في الأسعار، موضحاً أن التوقعات تشير إلى نمو الطلب عالمياً بنسبة 1.5% سنويا، وفي الهند والصين بمتوسط 5 إلى 6% سنوياً. وذكر أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار النفط العام الماضي إلى 147 دولار، يرجع إلى التضخم وتذبذب سعر الدولار، إضافة إلى ارتفاع الطلب خلال الفترة من 2003 حتى 2007. وقال السهلاوي في كلمة له تحت عنوان "أمن الطاقة في الخليج وسعر النفط" أن منطقة الخليج تستحوذ على 60% من احتياطي العالم من النفط، وتنتج نحو 30% من الناتج العالمي، فيما لا تزيد نسبة الاستهلاك عن 6%. وأضاف أن منطقة الخليج تستحوذ على 40% من الاحتياطي العالمي من الغاز. سلة عملات وفيما يتعلق بمطالبة البعض بتحديد سلة عملات لتسعير النفط دون الاعتماد على الدولار، أكد السهلاوي أن الدولار لايزال الأكثر مصداقية، موضحاً أن الدولار قد يمر ببعض مراحل التذبذب، إلا أنه لا يمكن تجاهل إمكانية حدوث التذبذب في أي عملة أخرى. وقال "الدولار عملة موثوق بها، واستخدام سلة عملات قد يؤدي لأعباء إدارية، إضافة إلى احتمال التذبذب في الميزان التجاري للدول"، متوقعاً حدوث صدمات واهتزازات أخطر في حالة تغيير الدولار كعملة رئيسية في تسعير النفط. وأكد السهلاوي أهمية تحديد سعر مستقر وعادل للنفط، موضحاً أن السعر العادل يتراوح بين 60 و80 دولاراً للبرميل. وذكر السهلاوي أن أمن الطاقة كان ينظر إليه في دول الخليج باعتباره أمن الإمداد فقط، وهو ما يعني عدم اهتمام الدول المستهلكة بهذه القضية، فيما كان ينظر أيضا لأمن الطلب باعتباره قضية خاصة بالمستهلكين فقط، مشدداً على ضرورة التعاون بين المنتجين والمستهلكين لتحديد أمن الطاقة. الحوار بين المنتجين والمستهلكين وأضاف أن الوقائع أثبتت أن التكامل والتعاون بين المنتجين والمستهلكين ضروري لمصلحة الطرفين، حيث أصبحت الطاقة قضية دولية. وشدد السهلاوي على أهمية الاستقرار السياسي لضمان أمن الطاقة في الخليج، موضحاً أن حدوث أي توتر بالمنطقة سيؤثر على أسعار النفط دون شك. وأضاف أن أمن الخليج لا يمكن النظر إليه بمعزل عن الأمن العالمي والأمن في منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على ضرورة النظر بجدية لأي مشاكل داخلية بين دول الخليج. وأكد علي العيساوي، رئيس الاقتصادات والبحوث في "الشركة العربية للاستثمارات البترولية" (أبيكورب) أهمية تحديد سعر عادل للنفط في تحقيق أمن الطاقة. وشدد في كلمة له تحت عنوان "سعر النفط الملائم لدول مجلس التعاون وأمن الطاقة العالمي.. الانعكاسات المتوقعة على الاستثمار والميزانيات في دول المنطقة" على أهمية الحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط في تحديد السعر العادل، موضحاً أن الحوار بين الطرفين مستمر منذ قمة دول الثمانية التي عقدت في يوليو 2006. وأضاف العيساوي أنه رغم أن العوامل غير المرتبطة بآليات السوق لها أهمية في تحديد أسعار النفط، إلا أنها عوامل غير حاسمة، حيث يظل العرض والطلب العامل الرئيسي في تحديد أسعار البترول.