السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بكين ونزاعات بحر جنوب الصين

9 أغسطس 2016 23:35
في أعقاب الحكم الذي أصدرته محكمة التحكيم الأسبوع الماضي والذي كبح مزاعم الصين الجارفة في بحر الصين الجنوبي كله تقريباً، يرصد المراقبون بقلق كيف ستستوعب الصين الحكم. وقد حصلوا على إجابة هذا الأسبوع. ولكنها ليست جيدة على الإطلاق. ومن الواضح أن كل مشاكل بكين هي نتيجة لخطأ أميركا. في الأيام القليلة الماضية، اتجهت أساطيل الصين البحرية الثلاثة إلى البحر للتدريب على صراع «مفاجئ وقاسٍ وقصير». ودعا وزير الدفاع الصيني «تشانج وان تشيوان» الشعب للاستعداد «للحرب في البحر» للدفاع عن أي تهديدات لـ«سيادة» الصين على الشعاب والصخور البعيدة. وربما كان الأسوأ من ذلك أن الصين أيضاً قامت بتغيير قوانينها لاعتقال وسجن كل من يُضبط أثناء الصيد في المياه التي تعتبرها بكين ملكاً لها، حتى على الرغم من أن مناطق عديدة من هذه المياه هي بالتحديد الأجزاء المتنازع عليها بين الدول المجاورة للصين في بحر الصين الجنوبي. وقبل ذلك، كانت سفن حرس السواحل الصينية تطارد فقط أي صيادين أجانب، وربما تصادر قواربهم. أما العقوبات التي ازدادت صرامة الآن، وفقاً لوسائل الإعلام الصينية، فهي تهدف إلى تقديم تبرير قانوني لوجود مزيد من الدوريات الصينية العدوانية حول الجزر والمياه الضحلة المتنازع عليها. وهذا مصدر حقيقي للقلق لأن الصيد يعد واحداً من نقاط الاحتكاك في الوضع المتفجر في هذه المنطقة. وقد كان الصيادون الصينيون، الذين تدعمهم بكين وترافقهم سفن خفر السواحل، يذهبون لأبعد من ذلك، ما يثير حفيظة الدول المجاورة. وهذه الدول، بدورها، ترد على هذه التصرفات، فقد قامت إندونيسيا بتفجير المئات من قوارب الصيد غير الشرعية، وليست فقط القادمة من الصين. والآن، فإن ماليزيا تشارك في هذا الأجراء. وانتقدت وسائل الإعلام الرسمية في الصين أستراليا لدعمها العلني للحكم الذي صدر في 12 يوليو من قبل محكمة التحكيم الدولية في لاهاي. ونددت صحيفة «جلوبال تايمز» بكانبيرا لتدخلها في الشجار في بحر الصين الجنوبي. كما غرّد «بيتر دوتون»، مدير معهد الدراسات البحرية الصينية في كلية الحرب البحرية الأميركية، قائلاً إن الرئيس الصيني «شي جين بينج» «كان عليه أن يختار بين التصعيد وتسوية الخلافات. واختار التصعيد». وبطبيعة الحال، فإن كل هذا الاستعراض للقوة ليس مجرد نتيجة للحكم الذي أصدرته محكمة لاهاي. حتى قبل أن يتولى «شي» منصبه، بدأت الصين في اتخاذ موقف أكثر تشدداً في النزاعات الإقليمية والسيادية، لا سيما في بحر الصين الجنوبي، حيث تتصادم مطالب بكين مع مطالب نصف دستة من المطالبين الآخرين. وبالنسبة إلى قيادة الحزب، فإن تغيير ما يطلق عليه «قرن من الإذلال»، خصوصاً في البحر، كان دائماً عنصراً رئيسيا لجاذبيته للمواطنين القوميين، وعلى وجه الخصوص هؤلاء الذين ينشطون على الإنترنت. ولكن كما يشير «دوتون»، كانت هناك زيادة طفيفة في الدعاية المناهضة للولايات المتحدة منذ الحكم الذي صدر في يوليو، والذي تسبب في خسارة مدوية للصين. ويرسم أحد مقاطع الفيديو الأخيرة رؤية لعالم فاسد تقريباً في مؤتمر الحزب الجمهوري، وتكتمل هذه الرؤية مع اشتباكات في البحر، وقوات حفظ السلام التي تتم مباغتتها، والانفصاليين الثائرين والإرهابيين في المناطق الغربية البعيدة. ويختتم قائلاً: «وراء كل شيء نستطيع أن نرى لمحة من ظل عميق للنجوم والخطوط (أي العلم الأميركي)». *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©