الشقيق الأصغر

هل تستطيع الدول الخليجية العيش من دون قطر؟ والسؤال الأهم هل تستطيع قطر أن تعيش من دون الدول الخليجية؟ تعتبر دولة بروناي من أغنى دول العالم الإسلامي، وعدد سكانها قليل وتتمتع بمستوى معيشي مرتفع نتيجة ثروتها من البترول ولديها استثمارات في بقاع الأرض كافة، وتعيش «مع وبين» جيرانها بسلام على الرغم من كبر حجمهم وقوتهم ولم تدّعِ يوماً أنها دولة عظمى أو استغلت ثروتها في غير إسعاد شعبها، والسؤال ما الفرق بينها وبين قطر؟ فالدولتان لديهما ثروة وعدد سكان قليل ومشاكلهما أبسط، ولكن قطر تبحث عن دور أكبر، وتعتقد أنه لن يكون لها حجم أو قيمة إلا إذا لعبت دور الأخ الأصغر المشاكس في العائلة الذي يريد إشعار العائلة بأنه موجود عن طريق خلق المشاكل لإثبات الوجود، فحينما يتفق الإخوة على حماية العائلة من شخص تعدى عليهم فيخططون أمام أخيهم الصغير باعتباره «منهم وفيهم» على تفادي الهجوم والتصدي لهذا الشخص، يقوم الأخ الأصغر ولأسباب نفسية بتحذير الشخص المراد التصدي له (وتمويله إذا اقتضى الأمر»، فيصبح للأخ الأصغر دور أكبر ومعاكس لما اتفق عليه الجميع فيقوم باستخدام المعلومات وتقديم متى وأين سوف يوجد إخوته الكبار، وبعد أن يضرب إخوته في خاصرتهم، يحس الأخ الأصغر بأن قيمته زادت، ولولاه ما استطاع ذلك الشخص ضرب عائلته (فيخلق لنفسه أهمية من خيانته لهم»، وبسبب غروره ينسى أن الخطر سوف يصل إليه في المستقبل بعد التخلص من الإخوة الكبار وقصة «الثيران الثلاثة مع الأسد الجائع»، والمثل الشهير «أكلت يوم أكل الثور الأبيض» فيه الكثير من العبر حتى لو حاولت الدول الخليجية الانعزال عن قطر والعيش وحدهم بسلام، فلن تقبل قطر انعزالهم عنها؛ لأن أهميتها من أهمية (الضرر الذي تسببه لإخوتها)، فقطر ليست متهمة بدعم الإرهاب فقط، بل هي متهمة بالتآمر على دول شقيقة، وعلى قادة عرب، فإذا تمت مقاطعة قطر انتهت أهميتها «لأشقائها ولأعداء العائلة أيضاً»، وأصبحت هي مجرد أخ صغير، وكم كنا نتمنى لو أن قطر عرفت حجمها وعاشت سعيدة بالإمكانات التي لديها مثل بروناي من دون «ضرر أو ضرار»، ولكن عقلية من يدير الأمور في قطر يريد إنهاء للأزمة، ولكن من دون أن توقف قطر عن عملها على خلق المشكلات وإثارة البلبلة في المنطقة، والاستمرار في دعم الإرهاب والإرهابيين، فأصبح الانعزال عن قطر أحد العلاجات التي استخدمت، وإذا الجسد الخليجي أصابته من أحد الأعضاء «الغرغرينا»، فالبتر هو الحل، وكما يقول المثل المحلي «قاله داوها تبرى قاله قصها تبرى».. وفهمكم كفاية.