الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ظلال الجابري تنصح المرأة بالتغاضي عن خيانة الزوج وعدم الإصغاء للتدخل «الخارجي»

ظلال الجابري تنصح المرأة بالتغاضي عن خيانة الزوج وعدم الإصغاء للتدخل «الخارجي»
15 ابريل 2012
يشهد المجتمع العربي ارتفاعاً في نسبة الطلاق، ما يؤثر على البناء الاجتماعي، ما دفع باتجاه البحث عن المسببات، ومن ثم اقتراح حلول ناجعة لمحاصرة الانهيار الذي تشهده بعض الأسر، في هذا الصدد توسعت دائرة حملات التوعية والإرشاد الأسري التي أصبحت تركز عليها بعض المؤسسات، وتوجهها للمقبلين على الزواج والمتزوجين والمطلقين، مركزة على الأسرة كبناء وركيزة أساسية في المجتمع، ومن هذا المنطلق أصدرت ظلال الجابري الباحثة في العلاقات الزوجية كتابها الثاني بعنوان «خواطر في المشاكل الزوجية» تلخص فيه أهم المشاكل التي يتعرض لها الأزواج والمؤثرات المحفزة لذلك لاسيما الخيانة. ركزت الباحثة في العلاقات الزوجية ظلال الجابري في كتابها «خواطر في المشاكل الزوجية» على بعض الجوانب التي تعتقد أنها أحد العوامل الرئيسية لاستقرار أو انفراط عقد الحياة الزوجية، كما ركزت على تأثير تدخلات المحيطين بالزوجين من الأهل والأصدقاء والزملاء، بأقوالهم وأفعالهم في مسيرة حياة الزوجين الزوجية، ناصحة المرأة بتجاوز خيانة زوجها، وعدم الإصغاء للتدخلات الخارجية. مرجعية ودراسات تطرقت الجابري في كتابها هذا إلى مجموعة من القصص الحية والتفاصيل التي تسبب المشاكل بين الزوجين وتعمق الهوة بينهما، واستشهدت بقصص موثقة، وكانت مرجعيتها الدينية الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، بينما اعتمدت على كتب ودراسات تتحدث عن المرأة وتعطي حلولاً لبعض القضايا، واختارت الجابري عناوين متفرقة بأسلوب سلس، إذ جعلتها كقصص قصيرة طرحت المشكلة وطرحت الحل بالإضافة إلى تنبيه للأخطاء التي قد ترمي بالحياة الزوجية إلى الهاوية، ومن العناوين التي تطرقت لها «أفضل من تعاملت مع زوج غير مصلح»، و»كيف يتم اغتيال حياة زوجين»، و»قالت: ليلة مع مهند فطلقها»، و»لا أحب زوجي»، و»زواجهن مرة أخرى حق شرعي»، و»حقد صديقة» وغيرها من العناوين التي تحمل في طياتها قصصا من الواقع ما جعلها تصل للمتلقي بطريقة مؤثرة، وأعطت الجابري من خلال كتابها الكثير من الحلول والمهارات لتجاوز العديد من المشاكل التي تبدأ صغيرة وتكبر وتتعمق لتصبح جبالاً تحد الرؤية، وتقف حاجزاً في فهم الطرف الآخر من العلاقة، أو قد تعصف بالحياة الزوجية. وساعد الكاتبة في اختيار هذه المواضيع والتطرق لها، مستدلة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، قراءة الكتب القديمة والحديثة، والنهل من أصول الدين والفقه، والتعرف على أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في سياق تعامله مع زوجاته التعامل الأمثل. وأكدت أن الدين الإسلامي جعل النساء في مرتبة عالية، في حين تصرفات بعض الرجال وتعاملاتهم مع سيدات بيوتهن جعلتهن يشعرن بالدونية، ما زاد نسب الطلاق في المجتمعات العربية، ناهيك عن الثقافة المجتمعية الخاطئة، والتنشئة الذكورية في بعض البيوت وغياب الوازع الديني، بالإضافة إلى تدخل أطراف ثانية في العلاقة الزوجية، وأكدت أن التدخل سواء كان بالقول أو الفعل سلبا أو إيجابا يؤثر على الزوجين، بحيث تتولد الخلافات وترتفع نسبتها، مشددة على أهمية دور كل فرد من أفراد المجتمع بصورة مباشرة أو غير مباشرة في استقرار حياة الأسرة وديمومة الحياة الزوجية وقالت إن الهدف ليس مسؤولية الزوج أو الزوجة وحدهما، بل مسؤولية كل من يحيط بالزوجين والمجتمع ككل. التعامل مع الخيانة تناولت الجابري من خلال أول عنوان في كتابها «أفضل من تَعاملت مع زوج غير مخلص» قصص وآراء مجموعة من السيدات حول كيفية التعامل مع الخيانة، منهم من اقترحت أن يفضح الزوج إذا خان، ومن اعترضت على موضوع الفضح، بينما قالت أخرى سأطلب الطلاق فوراً. في حين قالت الجابري «كثيرات يشاركن هؤلاء السيدات بوجوب الانفصال عن الزوج في حالة وقوعه في الخيانة، وضربت مثلا بقصة المذيعة الأميركية الشهيرة كاثي لي، التي عاتبت زوجها بشكل علني وصعدت لغتها معه لتتراجع في الأخير، وتندم على صنيعها». وبعد طرح العديد من الآراء المختلفة خلصت الجابري إلى ضرورة تجاوز خيانة الزوج واعتبرته ليس ضعفا، بل هو في كثير من الأحيان صورة من صور قوة المرأة، إذا اختارت استمرار سفينة الحياة الزوجية. وقالت إن المرأة عندما تواجه زوجها بخيانته فإنه لا يظل هناك أي شيء يخافه أو يخجل منه، وحينها قد يضاعف الزوج من خياناته أمام عيني زوجته. وفي الشطر الثاني من العنوان نفسه الذي يتحدث عن الخيانة، اختارت الجابري أن تفصل في هذا الموضوع وتتطرق له في مدخل كتابها، وكونها تعمل في إطار الاستشارات الزوجية والأسرية فإنها تعرف خبايا وأسرار بعض الزوجات والأزواج أيضا في هذا المرض الذي يسحق الأسرة مهما حاول أحد الطرفين أن يتجنب الحديث فيه، إلى ذلك، قالت الجابري «قد تلاحظ إحدى الصديقات تصرفات غريبة على زوج صديقتها، مثلاً تراه يغازل سيدة، هنا هل تخبر صديقتها أم لا؟» وقالت الجابري في هذا الإطار إن جوهر المسألة أصعب من خيانة الزوج نفسها عند كثير من النساء، حين تكون مسألة خيانة معروفة لدى الآخرين خصوصا لدى صديقاتها. وأضافت أن الزوجة يجب أن تتحلى بالصبر والحكمة وألا تتهور في اتخاذ القرارات الصعبة، فالمرأة في مثل هذه المواقف يجب أن تتظاهر أمام الزوج بجهلها للأمر وفي الوقت نفسه تحاول إرضاء زوجها وإعطاءه المزيد من الحب والحنان، وهنا بالتأكيد ستنجح في استعادته، مؤكدة أن ذلك سيشعره بالقرف من الخيانة الزوجية لهذه المرأة التي تبذل كل جهدها لاستعادته إليها. البذخ والاستهزاء أوضحت الجابري في العنوان الثاني من كتابها «كيف يتم اغتيال حياة عروسين؟»، أن هناك دائما تأكيد على أن أسباب العنوسة الخليجية هي التكاليف الباهظة لحفلات الزفاف ومظاهر البذخ بها، وطرحت سؤالا قالت فيه «ما هو السبب الحقيقي الذي يدفع العرائس وذويهن للتمسك بهذه المظاهر التي تؤدي إلى العنوسة أو إفشال العرس وتعاسة العروسين مستقبلا بسبب الديون التي تثقل توابعها كاهل الأسرة الصغيرة؟»، وسردت قصة تلخص هذه الظاهرة، وهي تحكي عن سيدة بعد العقد الخامس من عمرها قررت إعادة عرسها نظرا للتهكم الذي تتعرض له من قريباتها وصديقاتها، حيث ضغطت على زوجها وهددته بالرحيل والإقامة في بيت أهلها إلى أن أقام لها عرساً شكل رداً على كل المتحدثين عن عرسها السابق، وبعد سردها القصة الحقيقية جاءت بأقوال وأحكام وأبيات شعرية تجمع على ضرورة تغيير هذه العادة وتوضح أن أبرك النساء أقلهن مهرا، كما توضح أن تدخل الأطراف الأخرى في حياة الزوجين يظل مؤثرا جدا ولو بعد والصول إلى سن متقدمة في الحياة الزوجية. ودعت إلى التراجع عن مثل هذا التباهي والتفاخر والانتباه لضرورة تأسيس أسرة مبنية على مجموعة من القيم. وفي الشق الثاني من العنوان، تطرقت الجابري لقصة فتاة كانت منبوذة من طرف العائلة وصديقاتها إذ كانت أقل حظاً من حيث الجمال، ما دفع بأفراد العائلة وصديقاتها إلى التهكم عليها، فتوجهت للدراسة وركزت على تطوير ذاتها، ونجحت في عملها وفي إدارة بيتها، وعندما توظفت لفتت الانتباه لها بمروءتها وأخلاقها العالية فتقدم لها ابن المدير للزواج، وكان على قدر من الوسامة، ما جعلها في موضع حسد كبير من جميع النساء، وفعلت الغيرة فعلها، وحدث أن رفضت راضية بطلة القصة السفر مع زوجها للدراسة ما دفع بزوجها للزواج بفتاة فرنسية، ومع انتشار الخبر تعرضت لأبشع أنواع الغمز واللمز والشماتة والسخرية، فرحا بما أصابها، وأشارت الجابري إلى أن الشماتة والسخرية والمعايرة قد تدخل في احتمالية إيصال المستهدفين بها إلى ردود أفعال تضيع دنياهم وآخرتهم، كما حصل في القصة سابقة الذكر حيث قتلت الزوجة زوجها انتقاماً لكرامتها، وأوردت الكاتبة أحاديث نبوية تنهى عن مثل هذه الأفعال التي تهدم الأسرة. أساليب مدمرة انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي خبر زوجة طلبت من زوجها معاملتها برقة بنفس طريقة الأفلام التركية، ما دفع زوجها لتطليقها ونعتها بأبشع النعوت، وعارضت الجابري هذا التصرف بقولها إن الزوج لم يحاول إرضاء زوجته، والسعي لمنحها السعادة بنفس الطريقة التي تتمناها، واعتبرت أن ذلك ليس معيبا بالنسبة لها عندما تطالب بأحد حقوقها، وسردت عدة قصص لسيدات كن يطلبن بعض التصرفات من أزواجهن، وساقت في هذا الإطار قصة عائشة بنت طلحة إذ كانت من أشد الزوجات مغايظة لأزواجها وكانت كثيرا ما تصف جمال مصعب زوجها السابق لزوجها الأخير عبدالله بن عمر فكان يموت غيظاً من ذلك، إذ دخل عليها يوما وقد ناله حر شديد وغبار فقال لها: انفضي التراب عني فأخذت منديلاً تنفض به عنه التراب، ثم قالت له: ما رأيت الغبار على وجه أحد قط كان أحسن منه على وجه مصعب فكاد يموت غيظاً من قولها هذا، ومع ذلك لم يطلقها ولم يسئ لها بقول أو فعل وتجاوز لها عن هذه الأخطاء، واستمرت الحياة بينهما بحب وود حتى أنه لما مات ندبته قائمة وكان ذلك علامة عند الناس لمن يريد الزواج بعد موت زوجها، ولم تندب أحداً من أزواجها السابقين إلا جالسة. وتحدثت أيضاً الكاتبة عن ضرورة تفهم رغبات الزوجة بل إشباعها بطريقة حضارية أثناء العلاقة الحميمة، مشددة على ضرورة التساوي في هذه العلاقة، مستشهدة بأقوال الرسول الكريم في هذا الصدد. وأضافت أن الطرفين متساويان متوازيان متكافئان فالمتعة متبادلة متفاعلة، وشراكة بين الطرفين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©