«استخدم صحناً أصغر حجماً وتأكد أنك ستجد نفسك تكتفي بكميات أقل من الأكل!». هذه النتيجة التي توصل إليها باحثون من جامعات بينسيلفانيا وأهايو وفيرجينيا، ونشروها في العدد الأخير لمجلة «طب الأطفال». وهذا الأمر لا ينطبق على الراشدين فقط أو في أماكن دون أخرى، بل على الجميع وفي أي مكان، الصغار كما الكبار وداخل البيت كما في خارجه؛ فالبيئة والظروف التي تحيط بتناول الطعام تضطلع بدور لا يقل أهمية عن العوامل الأخرى التي تسهم في طبيعة وزن الشخص، وفي رشاقته أو نحافته أو بدانته.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد أن راقبوا بشكل متكرر ومنتظم 42 من طلبة الصف الأول وهم يتناولون وجبات غذائهم في المدرسة باستخدام صحون وأطباق ذات أحجام من النوع الذي يستعمله الراشدون. إذ وجدوا أن الأطفال يضعون كميات طعام تعادل 90 سعرة حرارية أكثر في أطباقهم الكبيرة مقارنة مع ما يضعه أقرانهم ممن أعطيت لهم أطباق أصغر حجماً، علماً أنهم في الوقت ذاته يتناولون نصف الكمية التي يضعونها في هذه الصحون. وسجل الباحثون أيضاً أن الصحون الكبيرة تدفع الأطفال إلى الإكثار من الأطعمة المطبوخة والتقليل من الأطعمة الصحية الطازجة كالخضراوات والفواكه، وذلك بسبب شعورهم بالامتلاء في الوجبة الرئيسية وقبل الانتقال إلى غيرها.
ولاحظ الباحثون كذلك أن معظم الطلبة يميلون إلى وضع كميات طعام تتناسب مع حجم الصحن، فإذا كان الصحن كبيراً، وضعوا كميات أكبر، وإذا كان صغيراً وضعوا كميات أقل. قد يقول بعض الناس إن كمية ما يتناوله الأطفال من أكل في وجبات الغذاء المدرسية يُفترض أن يحددها الراشدون من أجل مراقبة ما يأكلون ومساعدتهم على التمتع بأوزان طبيعية، لكن الهدف من الدراسة بالأساس كان تزويد الراشدين ببعض الأفكار التي من شأنها تنويرهم أكثر وإلهامهم لتقديم وجبات أفضل لطلبة المدارس.
ويرى الباحثون أن تفويض الأطفال تحديد كميات الطعام التي يرغبون في تناولها هو أفضل من تحديد كميات خاصة لهم على نحو مسبق، فذلك يفيدهم على المستوى الاجتماعي والمهارات الحركية ويُكسبهم الشعور بالاستقلالية والمسؤولية عن تحديد مصير أوزانهم وصحة أجسامهم. ويضيف الباحثون أن تعويد الآباء أبناءهم على نمط غذائي حر يتيح لهم تحديد الكميات التي يحتاجونها هو أمر منصوح به من قبل خبراء الغذاء والتغذية.
وبالإضافة إلى هذا، تشجع السلطات المعنية في الولايات المتحدة على اتباع تعليمات حجم الصحن أو الطبق التي وردت في برنامج «اختر صحني» ضمن وسائل توعية المجتمع باتباع نظام غذائي صحي كماً وكيفاً.
وقد سبق لدراسات أن كشفت عن كون الأطفال الذين تقدم لهم كميات طعام كبيرة يأكلون أكثر ويعدون معرضين أكثر لمخاطر الإصابة بزيادة الوزن والسمنة.
عن «لوس أنجلوس تايمز»
عدد اليوم
