الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سعيد بن زايد يشهد محاضرة «عام على سولار إمبلس»

سعيد بن زايد يشهد محاضرة «عام على سولار إمبلس»
20 يونيو 2017 15:18
عمر الأحمد (أبوظبي) شهد سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي، أمس، في قصر البطين، محاضرة بعنوان «عام على انطلاق مشروع سولار إمبلس»، ألقاها الطياران بيرتراند بيكارد وأندريه بورشبيرغ اللذان قاما بقيادة الطائرة سولار إمبلس حول العالم، واللذان أشادا في المحاضرة بالدعم الكبير الذي تلقياه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لإنجاح المشروع الذي انطلق من العاصمة الإماراتية أبوظبي إلى العالم بتحليق طائرة حول العالم دون استخدام قطرة وقود واحدة، كما ثمنا رؤية دولة الإمارات في دعم مصادر الطاقة النظيفة على الرغم من أنها أحد أكبر منتجي النفط في العالم. حضر المحاضرة التي تعد السابعة ضمن محاضرات مجلس محمد بن زايد الرمضاني، سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة، رئيس مجلس إدارة «مصدر». بدأت المحاضرة التي أدارتها الدكتورة نوال الحوسني المدير التنفيذي لإدارة الاستدامة والهوية المؤسسية بـ «مصدر»، بمقطع فيديو يعرض الرحلة التي كانت قبل عام تقريباً، والتي طار الطياران بيكارد وبورشبيرغ خلالها حول العالم على متن طائرة تعمل بالطاقة الشمسية بشكل كامل. وعرض المقطع الإنجاز الذي جاء بعد أكثر من 15 عاماً من العمل، حيث انبثقت فكرته من الرحلة التي قام بها بيكارد للمرة الأولى حول العالم عام 1999 في منطاد مملوء بالهواء الساخن، واضطر للهبوط في مصر بعد نفاد الوقود، فصمم أن يطير مجدداً حول العالم، ولكن هذه المرة دون أن يكون مقيداً بتوافر الوقود، ظهر حلم الطيران الدائم إلى حيز الوجود. فرص العمل وذكر بيكارد أنه كان يؤمن بأن المشروع وفي حال نجاحه، سيبرهن للعالم أن بوسع التكنولوجيات النظيفة أن تغير طرق الإنتاج والاستهلاك، وهو ما سيحد من التأثير البيئي، وسيؤمن فرص العمل، وسيدفع عجلة النمو الاقتصادي. ومنذ اليوم الأيام الأولى، لم يكن مشروع سولار إمبلس مصمماً لنقل البشر، بل لإيصال رسالة مفادها أن التكنولوجيا النظيفة والفعالة يمكن أن تغير العالم. وأشار إلى خبراء الطيران سارعوا إلى استبعاد الفكرة باعتبارها أمراً مستحيلاً بالنظر إلى مقدار الطاقة الشمسية التي يمكن تخزينها، وكمية الطاقة اللازمة لرفع أي طائرة عن الأرض، لذا قبل الخطط والمفاهيم، وركز على كفاءة الطاقة بدلاً من استهلاك الطاقة والإنتاج، واستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن في نهاية المطاف وصلت كفاءة محركات سولار إمبلس إلى 97%، أي أكفأ بثلاثة أضعاف وبشكل أوسع من جناحي طائرة بوينغ 747، لكنها أخف وزناً من سيارة عائلية. وكان هذا الإنجاز بمثابة رحلة اكتشاف على الصعيدين التقني والشخصي، حيث جمع بين شخصين من عالمين مختلفين كل الاختلاف، حيث إن بيكارد طبيب نفسي ومستكشف، بينما بورشبيرغ مهندس ورجل أعمال، وينتمي كلا الرجلين إلى خلفيات وتجارب مختلفة جداً، لكنها تكمل بعضها بعضاً، وتوحدها رؤية مشتركة مكّنت كل منهما من إيجاد حلول لم يكن ليجدها بمفرده. التحديات كما واجهتهما تحديات شخصية خلال هذا المشروع، فعندما كان بيكارد يركز على تأمين شركاء يشاطرونه التفكير نفسه وعلى زيادة رأس المال للمحافظة على قوة المشروع، حوّل رؤيته للمشروع إلى رسالة قوية تروج لاستخدام التقنيات النظيفة، لكنه كان مصمماً أيضاً على قيادة الطائرة ذات المقعد الواحد والتي من شأنها أن تحقق حلمه في نهاية المطاف.. لم يكن بيكارد طياراً مدرباً، وقد كان من الصعب جداً عليه السيطرة على سولر إمبلس لكونها خفيفة الوزن، وبطبيعة الحال، كان المهندسون متحفظين على أن يقوم شخص محدود الخبرة بقيادة طائرتهم المتطورة، لكن تصميم ومثابرة بيكارد مكنته من الحصول على شهادة الطيران ونيل ثقة فريق الهندسة. أما بورشبيرغ فقد واجه تحديات مختلفة، وليس أقلها صناعة طائرة من نقطة الصفر، طائرة قال عنها الخبراء: «إنها لن تكون قادرة على الطيران»، ورغم أنه مهندس وطيار محترف، إلا أن هذه التجربة كانت جديدة بالنسبة له ولفريقه، فقد كان عليهم أن يعيدوا النظر في كل ما يعرفونه عن الطيران، وهذا يعني بناء فريق بمهارات وخلفيات مختلفة جداً، مع طرق غير نمطية في التفكير، لأن التقاء تلك الأفكار هو ما سيساعدهم في التقدم إلى الأمام. وكان على بورشبيرغ أيضاً مواجهة تحدٍ يتمثل في التركيز على الإعلام، وهو ما لم يكن مرتاحاً إليه، ولكنه كان أمراً في غاية الأهمية من أجل تسليط الضوء على سولار إمبلس باعتبارها أكثر من مجرد طائرة تعمل بالطاقة الشمسية، ولكونها رمزاً للناس في جميع أنحاء العالم. تحالف عالمي وهذا ما أصبحت عليه، فقد نجح بيكارد وبورشبيرغ وفريقهم في مهمتهم ونشر رسالتهم في جميع أنحاء العالم. واليوم، يسعى كلا الطيارين إلى إيصال هذه الرسالة إلى أبعد من ذلك، حيث يعمل بيكارد حالياً على تأسيس التحالف العالمي للحلول الفعالة ضمن مؤسسة سولر إمبلس، ويتطلع هذا التحالف إلى إيجاد 1000 حل نظيف وفعال مريح لمساعدة الحكومات على الوفاء بالتزاماتها حيال اتفاقية باريس للمناخ. من جانبه، ينصب تصميم بورشبيرغ على استخلاص العبر من مشروع سوبر إمبلس والارتقاء بتقنيات الطيران الإلكتروني، فمن خلال مغامرته الجديدة والتي يطلق عليها اسم H55، سيعمل على تطوير وتسخير إمكانات الدفع الكهربائي في عالم الطيران، ما سيجعل النقل الجوي أنظف وأكثر هدوءاً وأماناً وأقل تكلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©