إسرائيل تحذر الفلسطينيين من إعلان «الدولة»

حذرت اسرائيل الفلسطينيين امس، من مغبة القيام بأي خطوات احادية لاعلان دولة مستقلة، وهدد بعض الوزراء بإعادة احتلال مناطق في الضفة الغربية تسيطر عليها السلطة الفلسطينية. ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، القوى والدول والهيئات الدولية إلى إنقاذ مسيرة السلام، بينما ذكرت الإذاعة العبرية أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، سيزور إسرائيل قريبا لمواصلة مساعيه التي تهدف لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ونقلت الإذاعة عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الإدارة الأميركية “لا تمارس أي ضغوط” على إسرائيل، لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات، وخصوصاً بعدما أعربت عن استعدادها للدخول في هذه المفاوضات دون شروط مسبقة، بينما تطالب السلطة الفلسطينية بتجميد كامل للاستيطان قبل استئنافها. وقال عباس، في رسالة مكتوبة للشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لإعلان الاستقلال التي صادفت يوم امس: “أدعو القوى والدول والهيئات الدولية ذات الصلة خاصة المعنية والمسؤولة عن استحقاقات الأمن والسلام في العالم والمؤمنة بقيمة أن تبادر لتحمل مسؤولياتها لإنقاذ مسيرة السلام، والمضي قدما لتحقيق أهدافه وغاياته”. وحذر عباس من أن عملية السلام تتعرض في هذه المرحلة، إلى “تخريب وتغييب ممنهج ينذر بأوخم العواقب” ملقيا المسؤولية عن ذلك على إسرائيل. وأكد صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير، في بيان صحفي، إصرار الرئيس عباس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، على السعي للحصول على التأييد العربي والأوروبي والروسي والصيني، وباقي المجموعات الدولية، للذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، لاستصدار قرار اعتراف بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967. وكان عريقات قد اجتمع امس، مع المبعوث الأوروبي لعملية السلام مارك اوت والقنصل الأميركي العام دانيال روبنشتاين كل على حدة، في مدينة رام الله في الضفة الغربية. واكد عريقات أن القيادة الفلسطينية لا تسعى الى اعلان الدولة من طرف واحد، لان ذلك سيسمح لاسرائيل بفرض دولة ذات حدود مؤقتة على أجزاء من الاراضي الفلسطينية فقط. وصرح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، بأنه لا يمكن اقامة دولة فلسطينية دون التوصل الى اتفاقية سلام. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن بيريز أعرب في حديث ادلى به للصحفيين في البرازيل، التي زارها في إطار جولة في أميركا اللاتينية، عن رفضه ايضا حل الدولة الواحدة لشعبين، واصفا ذلك بأنه غير منطقي. ووصف بيريز من يطرح هذا الحل بأنه “يقترح بالفعل، استمرار الحرب بشكل دائم”. وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان من ان قيام دولة فلسطينية، سيحدو بـ”العرب الإسرائيليين” إلى طرح مطالب بمنحهم الحكم الذاتي في مناطق الجليل والنقب وتأسيس علاقة مباشرة بينهم وبين السلطة الفلسطينية. وقال سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء للصحافيين قبل الاجتماع الاسبوعي للحكومة، ان “اتخاذ اي خطوات احادية لن يؤدي الى النتائج التي نود تحقيقها.. النتيجة الوحيدة يجب ان تكون اجراء مفاوضات مباشرة”. وصرح وزير البنى التحتية المتشدد عوزي لاندو، انه اذا قام الفلسطينيون بخطوات احادية، فإن الجيش الاسرائيلي سيعيد الاستيلاء على مناطق في الضفة الغربية المحتلة تقع حاليا تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. واكد وزير الشتات يولي ادلشتاين، ان هذه الخطوة “تظهر ان الاعتقاد بانه يمكن تحقيق انجازات من خلال التشدد والارهاب لا يزال يسود بين العديد من القادة الفلسطينيين”.