معتقلون سابقون: تفجيرات بغداد نتيجة «غسل الأدمغة» في معسكر بوكا

قالت مصادر في الشرطة العراقية ومعتقلون سابقون إن معسكر بوكا شكل مرتعا خصبا لتنظيم “القاعدة” والجماعات المتطرفة التي تمارس عملية “غسل الأدمغة” تحت بصر وسمع الأميركيين، قبل أن يغلق في سبتمبر الماضي. في حين كشفت مصادر أمنية أن منفذي هجمات أغسطس وأكتوبر الأخيرة في العراق من معتقلي بوكا السابقين. وقال أبو محمد من الرمادي إن “معسكر بوكا مدرسة كانت تخرج أعدادا كبيرة من التكفيريين والمتطرفين بطريقة مدبرة ومقصودة وغير عشوائية”. وأضاف الشاب الذي أمضى 26 شهرا في المعسكر أن “التكفيريين كانوا يختارون الجهلة وأصحاب السوابق في الجريمة كونهم اللقمة السائغة لهم وبالإمكان إدخال الأفكار المتطرفة إلى عقولهم بسهولة”. وأكد أبو محمد أن “التكفيريين يركزون على الشباب الذين تقل أعمارهم عن 24 عاما، فبمجرد وصولهم يرحبون بهم بحرارة ويستفسرون منهم عن سبب اعتقالهم وارتباطاتهم الدينية، بعد ذلك يباشرون عملية تغيير أفكارهم بما فيها إطلاق اللحى وارتداء ملابس خاصة بهم وكيفية التعامل مع عناصر الحكومة خصوصا رجال الشرطة والجيش، لم أكن أتوقع أن أكون هناك حيث يعملون على تغيير توجهات الناس”. من جهته كشف الحاج أحمد أحد المعتقلين السابقين عن “دورات منتظمة داخل قسم المتشددين لتلقين الأبرياء الفكر التكفيري المتطرف فيخرجون بعد حقبة من الزمن متطرفين يحللون قتل الجيش والشرطة بوصفهم مرتدين، ويصبح الواحد منهم مفتيا بين ليلة وضحاها”. وتابع “لقد مارس التكفيريون عملية غسل دماغ للجهلة الذين يسارعون فور خروجهم إلى الانضمام للقاعدة ويصبحون قتلة متشددين يفتون بغير علم، الأمر الذي أثار استغراب الكثيرين”. بدوره قال أبو ياسر إن “الأميركيين مطلعون تماما، بمساعدة كاميراتهم وأجهزة التنصت على عمليات غسل الدماغ التي يقوم بها عناصر القاعدة”. وأكد مصدر رفيع المستوى في وزارة الداخلية أن “معظم المشتبه بهم الذين اعتقلناهم بعد هجوم 19 أغسطس الماضي كانوا معروفين في معسكر بوكا كما أن السيناريو ذاته تكرر في هجوم 25 أكتوبر”. وتؤكد أوساط أمنية أن الانتحاريين اللذين نفذا هجمات أغسطس وأكتوبر، كانوا معتقلين في بوكا. بدوره كشف مصدر أمني عراقي آخر أن “عناصر القاعدة الذين كانت تعتقلهم القوات الأميركية يدخلون إلى المعتقلات بأسماء وهويات مزورة. وقال براد كيمبرلي المتحدث باسم إدارة المعتقلات الاميركية “عدم تلقي أي دليل من الجانب العراقي على تورط أي معتقل سابق في هذه الهجمات”. وأكد أن “مراكز الاعتقال التابعة لنا هي أفضل المدارس لمساعدة المحتجزين على النجاح في المجتمع”