أبرز المعرض التشكيلي لـ «نون النسوة» الذي يقام في مرسم مطر بن لاحج، قدرات تشكيلية هائلة للنساء التشكيليات من الإماراتيات والعرب والأجانب المشاركات في المعرض الذي يقام للمرة الثالثة على التوالي، وتميز المعرض بتنوع الأعمال الفنية المعروضة من لوحات حديثة قدمت بأسلوب مميز ومعاصر نال استحسان وإعجاب الزوار الذين وقفوا متأملين لها كونها تعبر عن الحياة المعاصرة للحاضر والمستلهمة للمستقبل، إلى جانب أعمال عكست واقع التراث والبيئة التي جاءت منها الفنانات، بالإضافة إلى صور من واقع التراث والبيئة والعادات الأصيلة الإماراتية.
وضم المعرض الذي انطلق الأربعاء الماضي وتتواصل فعالياته، تسعين عملاً فنياً لأكثر من خمسة وعشرين فنانة من مختلف دول العالم، ولم تقتصر تلك الأعمال على اللوحات الفنية، بل استمتع الزائر بالتصوير الضوئي والخط العربي وهو ما يعكس تنوع عطاءات الفنانات المشاركات، فالمتجول في المرسم لم تغفل عيناه الأعمال الإماراتية والعربية المميزة للفنانات والتي تدحض عبر لوحاتها الإبداعية المعروضة، مقولة إن المرأة أميل بطبيعتها إلى الزخرفة، والتطريز، وإلى المنمنمات والفنون التطبيقية والأشغال الخاصة بالمنزل، والاستعمالات المنزلية اليومية وهذا أمر لا يقلل من أهمية عمل المرأة وعطائها الفني.
معرض الموهوبات
الفنان التشكيلي مطر بن لاحج مدير المرسم، قال إن المرسم يقوم على تشجيع وتعزيز مكانة المرأة التشكيلية حيث لا يرتقي دورها في الحركة التشكيلية إلى المستوى الحقيقي طيلة السنوات الماضية، ونحاول أن نعتني بمثل هذه النشاطات الثقافية ولتفعيل دور المرأة في الحياة الفنية، معرباً عن سعادته بالإقبال الذي يلقاه المعرض على مدى سنوات تنظيمه، حيث يحظى باهتمام كبير. ويضيف: لقد حاولنا أن نختار لهذا المعرض 90 عملاً فنياً من بين المئات من لوحات التي وصلتنا للمشاركة وأتحنا الفرصة لعدد من الموهوبات في الخط العربي والتشكيل لإبراز إبداعاتهن، وبالفعل عملنا على أن يكون هذا المعرض مميزاً وملفتاً للأنظار، موضحا أن هذا المعرض يأتي استمراراً لأنشطته المختلفة منها المعرض الشخصي الذي قدمته قبل أيام هو ضمن برنامج «إرث زون» الذي يستمر لمدة شهرين ويحتوي على أربع فعاليات، بالإضافة إلى معرضه الشخصي ومعرض «نون النسوة» حيث إن هناك معرضاً للتصوير الفوتوغرافي الذي سيجمع عدداً كبيراً من المصورين المخضرمين والمعاصرين مع تقديم مجموعة جدد، يتوقع لهم مستقبل باهر، وأخيراً معرض اكتشاف الموهوبين المأمورين الذين لا يستطيعون الانتشار.
صورة المرأة
أسماء الغرير حرصت على المشاركة في هذا المعرض بعدد من اللوحات التي تبرز صورة المرأة وإمكاناتها بالإضافة إلى لوحات تبرز جماليات النخيل عند طلوع القمر، وقد استلهمت لوحاتها من واقع تراثنا القديم كونها قارئة جيدة له.
وقالت: حاولت أن أقدم عصارة جهد خمسة عشر عاماً من العمل العصامي في الفن التشكيلي، موضحه أنها تهوى الرسم الحر لأنها تعتمد على القصص في تجسيد شخصيات اللوحة المرسومة، حيث قدمت ستة معارض منذ بداية احترافها للفن التشكيلي، منها معرضان فردان وأربعة مشتركة، معترفة أنها مقلة في المشاركة بالمعارض، لكنها من خلال هذا المعرض تحاول أن تعكس واقع المرأة في مجتمعاتنا الشرقية.
المشاركة الخارجية
أما مريم البلوشي التي قدمت عدداً من اللوحات المجسدة للخط العربي الجميل فتقول إنها سعيدة بالمشاركة في هذا المعرض مع كوكبة من الخطاطات والفنانات التشكيلات من الإمارات والوطن العربي، حيث بدأت العملية الاحترافية عام 2009 واستطاعت أن تطور من قدراتها الفنية بالدراسة في معهد الشارقة للخط العربي. أما عائشة خليفة الحوسني عضوة جمعية الإمارات الضوئي مرسم مطر بن لاحج، فأوضحت أن المعرض بالنسبة لها متنفساً تشكيلياً فوتوغرافياً يفتح لها آفاقاً من المعرفة والخبرة لعرض إبداعاتها الفنية المختلفة مشيرة إلى ما قدمته في هذا المعرض سلسلة أعمال السلامة الداخلية التي تتحدث عن كيفية توصيل الحقيقية وهي بالمناسبة قصة حقيقية عاشتها واقعياً وهي تمر بمراحل البحث وكيفية الوصول بالإضافة إلى التساؤلات، وتسترسل: برزت موهبتي نتيجة تأثري بوالدي الذي هو مصور فوتوغرافي على درجة عالية من الإحساس والإبداع، موضحة أنها عززت معرفتها بالدراسة والعلم حيث تخرجت من ماليزيا بشهادة تسمح لها بقيام بدورات تدريبية للمصورين المبتدئين.
وتبرز مشاركة لينا العكيلي بست لوحات رسمت بين عامي 2013 و2014 وتعكس تلك اللوحات نوعاً تشكيلياً جديداً يعتمد على أسلوب التمازج بين التجريد والتكنيك بنكهة خاصة حاولت أن تتميز به، وتقول إنها شاركت في مرسم مطر الذي يحظى بإقبال واسع، مؤكدة أنها حريصة على الدوام في المشاركة بلوحات تقدم للزائر وجبة تشكيلية اكتسبتها من واقع تجربتها ودراستها في بريطانيا حيث نالت شهادة بكالوريوس في مجال التصميم وأفادها هذا التخصص في تقديم لوحات تتسم بالتعقيد والوضوح حيث تترك حرية التفكير والتقدير للزائر والمتأمل في لوحاتها.
الإمارات مبهرة
فيما تقول جنان موسى التي بدأت ممارسة فن التشغيل بشكل احترافي عام 2006: لوحتي «شفق الروح» تجسد علاقة الإنسان بأرضه ومبادئه، أما لوحة «انعكاس الذات» فتكشف رؤية الفنان للعالم وتقول إنها جاءت من لبنان لغرض المشاركة في هذا المعرض وهي المرة الأولى التي تزور دولة الإمارات.
وتضيف: شاركت في 36 معرضاً في دول كمصر والمغرب وألمانيا بالإضافة إلى بلدي لبنان مؤكدة أنهما سعيدة بهذه المشاركة التي ألهمتها في تقديم لوحات تشكيلية قادمة من وحي البيت الإماراتي.
معرض مدهش
سحر العوضي، إحدى الزائرات، حرصت على الحضور لرؤية الإبداعات النسائية بالرغم من عملها مع لغة الأرقام، واندهشت من مستوى اللوحات الفنية العالية، التي تعطي انطباعاً بأن جميع المشاركات مختلفات وصاحبات خبرة طويلة.
(دبي - الاتحاد)
عدد اليوم
