السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنواع كثيرة، كوكب واحد، مستقبل واحد

21 يونيو 2010 20:57
ربما يكون تخصيص يوم واحد كل عام ليكون يوم البيئة العالمي، بمثابة تذكير أو تحفيز لفتح الأدراج وإخراج التوصيات وما أنجز من مشاريع لاستعراضها من جديد في هذا اليوم، الذي صادف الخامس من الشهر الجاري. ولكن إلى أي مدى نفذت تلك التوصيات؟ وكم من القضايا التي شكلت عبئاً على البيئة تم حل جزء منها، خصوصاً أننا نعيش جنباً إلى جنب على كوكب واحد، وإن كانت هناك آلاف الأميال بين كل دولة وأخرى، ولكن هناك دول تتوضأ ودول تصلي، وليس كل من توضأ بمصلٍ، ولذلك فإن التنفيذ هو الفيصل. هناك دول تصدر منها إنبعاثات وملوثات ودول أخرى تدفع الثمن، فمن رماد بركان آيسلندا إلى تسرب النفط في خليج المكسيك إلى إعصار فيت الأخير، وصولا إلى ما تفرزه المفاعلات في دول أخرى..مجموعة من الأعباء والتحديات التي تنهك الكوكب. الكل يسعى للتقدم فيما القلة تخطط وتنفذ مشاريع لتنقذ الكوكب الذي يمنح مساحات من العطاء للبشرية، وفئات كثيرة من دول مختلفة ضمن القطاعات المختلفة هدفها الأول الربح لا تعبأ إلا بالربح، متجاهلة أنها لن تستمر في حصد نتائج الاستثمارات بسعادة ورفاهية، إن تدهور كوكب الأرض وماعليه من موارد في سبيل التقدم والثورة التكنولوجية، دون تقنين ولا وعي وبكثير من الهدر يجرنا إلى دمار نتيجة الأمراض وشح موارد الأرض. ولذلك عنوان هذا العام يأتي بشكل مخالف، ربما لتحريك مشاعر وعقول من لا يعبأ بحقيقة أنه جزء من أنواع كثيرة تعيش على كوكب الأرض، وأن الحصاد في النهاية سوف يجنى، ولكن أي حصاد سيحصل عليه؟ إن الطرق التي يتعامل بها البشر مع البيئة المحيطة تقود إلى المزيد من الكوارث، وما ينفق على الإصلاح هو قطرة في بحر الملوثات والإنباعثات الضارة، وتلك القطرة لن تصبح بحراً من الخير إن لم تتكاتف الحكومات. فلا يصح أن تحدث الدول المتطورة الكوارث وتقوم شعوب أخرى وكائنات أخرى بدفع الثمن، كما لا يصح أن نطالب بالتوعية البيئية عن طريق برامج ضعيفة وقليلة وغير مدروسة، ثم نعتقد أن المستهلك هو أحد أسباب تدهور البيئة. هذه المناسبة تأتي في وقت لا يمكن اعتبارها احتفالاً بقدر ماهي يوم لمواجهة التحديات والوقوف على مدى الإنجازات مقابل الاحباطات، يقابلها عدم تنفيذ الكثير من القرارات الدولية التي تعني بالبيئة، وربما تكون دولتنا إحدى أهم الدول التي تسعى جاهدة عبر أطر متعددة لتنفيذ ماعليها من التزامات وتفخر بالمبادرات التي قامت بها لتقليل المخاطر البيئية ولإبعاد شبح الفقر المائي وتقليص الانبعاثات الكربونية، ولا تزال جهود حكومة دولة الإمارات تعمل على تنفيذ الكثير من القرارات والقوانين التي سوف تعيد الصحة للبيئة المحيطة بنا. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©