الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالخالق حسين: الفنون الإسلامية مازالت بكراً وتبوح بالمزيد من الأسرار

عبدالخالق حسين: الفنون الإسلامية مازالت بكراً وتبوح بالمزيد من الأسرار
5 سبتمبر 2008 01:15
يؤمن الفنان التشكيلي عبدالخالق حسين بأن الفنون الإسلامية لا ينضب معينها، وهي تمنح المتعمق في دلالاتها فرصة لاستعيابها وتوظيفها والانطلاق بها نحو مدارك وآفاق أكثر رحابة· وتنطوي أعمال الفنان حسين على رؤية إبداعية متجددة تؤكد تمرسه بمعرفة الفنون الإسلامية وتوظيفها، ووضعها في قالب فني معاصر· وتعتمد تجربته على الكتابات والخط العربي، حيث يقتصد في عدد الكلمات والمضامين، فيما تبقى للفظ الجلالة أهميته في أعماله، وكذلك جملة ''لا إله إلا الله''، وكلمة ''هو'' وبعض أسماء الله الحسنى، ويجاور هذه الكلمات الوحدات والموتيفات الإسلامية المعروفة من الزخارف النباتية والهندسية والأهلة والموزاييك، كما يزيّن هذه المفردات والوحدات بعشرات الألوان· ويؤكد الفنان أن الفنون الإسلامية في عالمنا العربي تتعرض لإهمال شديد، ومعظم المطروح منها تجاري وسطحي ولا يتعامل بعمق مع فلسفة هذه الفنون وإبداعاتها المتعددة· كما يرى أن الفنون الإسلامية مازالت بكراً، وهي تبوح بالمزيد من الأسرار لمن يجهد نفسه في التواصل معها واكتشاف مكنوناتها· ويضيف أنه يتعامل مع الفنون الإسلامية كقيمة جمالية صرفة، ولا يتقيد باستخدام ألوان محددة، مشدداً على أن الانطلاق والتجريد والبحث عن القيم الجمالية هو أساس أي عمل إبداعي· يقول الفنان عبدالخالق حسين انه بدأ تجربته الفنية التي تعتمد على استلهام الحروف والكتابات العربية منذ أواسط السبعينيات من القرن الماضي، ولكن صدى هذه الفنون والاهتمام بها تكوّن بداخله قبل أن يلتحق بالجامعة حيث كان جده شيخاً لإحدى الطرق الصوفية، وكان يواظب على حضور الجلسات الصوفية التي كوّنت لديه الإحساس بالإيقاع والجو الروحاني· ويضيف أنه عندما التحق بالجامعة تأثر بالدكتور عمر النجدي أحد رواد الفن الإسلامي في العالم العربي، ثم بدأ التحرر من تجربة النجدي، وتحوّل إلى ترسيخ تجربته الفنية التي اعتمدت على الحروف والخطوط العربية والتأثر بالفنون الإسلامية وتقديم فن معاصر يستلهم تلك الفنون· ويشرح أنه دخل إلى مجال الخطوط والحروف العربية من خلال فن الرسم، حيث تعامل مع لوحاته التي تعتمد على الكتابات بأسلوب يؤكد البعد القيمي للخطوط· واستطاع أن يحقّق علاقات فنية من خلال تواصل الخطوط والحروف، وتأكيد قيم الشكل والفراغ وسماكة الخط، وتكرار الحروف والعناصر الأخرى بهدف الوصول إلى قيمة تشكيلية تركز على إيقاع الخط· ويرى أن حروف الخط العربي ثرية بالمعطيات التشكيلية، وتمثل مجالاً خصباً لأي فنان تشكيلي لكي يستلهم منها قيماً جمالية متجددة· مشيراً إلى كونه غير معني بأن يكون الخط الموجود في اللوحة مقروءاً، لأنه لا يصنف نفسه كخطاط وإنما بوصفه فناناً يبحث عن القيمة الجمالية التشكيلية في الحروف، وهو يستفيد من إيقاع الخط وروحه ومزجه بكافة العناصر التشكيلية الأخرى· ويعتبر الفنان عبدالخالق حسين أن الأفكار والأشكال المُستلهمة من الفن الإسلامي لا زالت قاصرة عن إدراك الأعماق الثرية التي يكتنزها، بدليل ''أننا نلجأ إلى استلهام القيم الموجودة فيه، ولا تزال هناك أفكار عديدة تحتاج إلى من يكتشفها''· وإذا كان يصنف نفسه كناهلٍ من الفكر الإسلامي، فهو ينفي كونه امتداداً للفنانين الإسلاميين الأوائل، لأنه يحاول البحث عن أعمال فنية تستقي مفرداتها من الفنون الإسلامية، لكنها تحمل قيماً متجددة، مؤكداً أنه يستفيد من الفنون الإسلامية خاصة على مستوى الإيقاع والروحانيات والتجريد والموسيقى والتكرار غير المنتظم والتجريب والتوازن· ولا يلجأ الفنان عبدالخالق حسين إلى ''الاسكتش'' في أعماله الفنية، بل يعيش الفكرة التي يريد التعبير عنها، فهي تولد على اللوحة ومن خلال معايشة كاملة مع العمل، وبالحذف والإضافة تخرج اللوحة مكتملة· ويعتمد في ذلك على بعض الطقوس التي يرى أنها تعينه على العمل، مثل الوضوء قبل البدء في العمل، وقراءة بعض آيات القرآن الكريم، واستحضار جو روحاني معين· ويرى أن القيمة في الإبداع الفني تكون في الإضافة التي يقدمها الفنان والمعالجة التي يمارسها في العمل، وهذه ترتبط بالخبرة والخيال والرؤية إضافة إلى الثقافة التي يحملها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©