تناسق ألوان غرفة الطعام يمنحها ثراءً بصرياً

تفرض غرفة الطعام وجودها على مخطط بناء المنزل لتكون أحد أركانه الأساسية فهي تلعب دوراً جمالياً في استقبال الضيوف بطريقة منظمة وراقية لتناول الطعام وتقوية الروابط الاجتماعية. ويتم اختيار غرفة طعام مناسبة تقوم بالغرض الذي أنشأت من أجله من خلال التعرف إلى طراز المنزل ومساحة الغرفة وما تحتويه من نوافذ وأبواب، ودراسة جزيئاتها الصغيرة بدقة متناهية من دون تقديم خطوة على حساب خطوة أخرى. تجنباً للوقوع في الأخطاء الديكورية التي تخلق نظرة منفرة للغرفة الطعام بحيث يفقد الضيف راحته فيها خلال الفترة التي قد يجلس فيها، لا بد من أخذ مجموعة من العوامل في الحسبان منها معرفة مساحة غرفة الطعام، وعدد النوافذ والأبواب التي تحتويها، ومن ثم شراء الغرفة المناسبة. كيفية الاختيار يتوقف حجم المائدة وشكلها على مساحة الغرفة، فمثلاً الشكل المستدير يناسب الغرف الصغيرة، ويراعى الابتعاد عن الطاولات التي تنبسط لتصبح أكبر فهي غير عملية وتسبب إعاقة في الحركة عند تناول الطعام خاصة إذا كانت مساحة الغرفة بالكاد تستوعبها. وهناك الأشكال البيضاوية والمربعة والمستطيلة التي توضع في المساحات الواسعة من غرف الطعام، وعادة ما تحدد غرف الطعام وفقاً للحد الأقصى من عدد المدعوين، إلا أن الحد الأدنى يتألف من طاولة طعام وأربعة كراسي وخزانة لحفظ الأطباق، فيما نجد في المساحات الواسعة والرحبة من غرف الطعام إمكانية إضافة عدد أكبر من الكراسي بالإضافة إلى خزانة أدوات المائدة وعربة خاصة لنقل الطعام. ويمكن خلق جو من الفخامة والرقي على غرف الطعام، من خلال نقاط أساسية أساسية، منها الألوان التي تخلق الفخامة كالأحمر النبيذي، والأخضر الزيتي الذهبي والزبرجد والأزرق الملكي، إلى جانب اختيار خامات وثيرة للتنجيد كالمخمل والحرير والساتان. يمكن كذلك وضع بعض الشتلات في زاوية الغرفة أو بعض التحف التراثية أو الوسائد المطرزة التي ترمى بطريقة فنية في جوانب غرفة الطعام بحيث تكون ألوانها متناسقة مع الستائر فتمنح المكان ثراءً بصرياً. ويلعب إعداد المائدة وترتيبها الدور الأكبر في إظهار مدى أناقة غرفة الطعام التي تتربع الطاولة على عرشها، فبداية يجب انتقاء الألوان التي ستكون سائدة على الطاولة وذلك بمراعاة ألوان الأطقم المستخدمة أو الموجودة والتي سيبنى عليها كامل نسيج الألوان، ومن الأمثلة على ذلك الوردي مع الذهبي أو الأبيض مع الأسود، ويجب أيضا الانتباه إلى الطابع الذي يود الحصول عليه في الشكل النهائي سواء كان كلاسيكياً، أو رومانسياً، أو رسمياً. عشاء فاخر للحصول على عشاء فاخر يجب مراعاة استخدام شرشف ذي ألوان متناسقة مع الأطقم المستعملة ما يمثل الأساس أو الخلفية لكل ما سيوضع بعد ذلك. أما عن المناديل فيحبذ أن تكون قطنية وذات خامة جيدة وعادة ما تأتي مع المفرش في المجموعة نفسها لتعطي التناسق المثالي المطلوب، ولمزيد من التألق يمكن أن تشكل بأشكال عدة مختلفة وتزم من المنتصف بقطعة ديكور خاصة لهذا الغرض ما يوحي بأنها قطعة فنية راقية بانتظار الضيوف. والقطعة المركزية توضع في منتصف المائدة وتمثل محوراً لوضع بقية الأطباق حولها، وعادة ما يكون من الزهور أو الشموع إذا كان العشاء كلاسيكياً أو حتى بعض من الفاكهة إذا لم يتح السابق، ولكن مع مراعاة ألا تكون بارتفاع كبير حتى لا تحجب الرؤية بين الضيوف الذين يجلسون في مواجهة بعضهم بعضاً. كما يجب أن توضع المقاعد في شكل منتظم ومتناظر وأن يراعي ترك مسافات كافية بين المقاعد ما يسمح بالحركة السهلة للضيوف. وحول مبادئ صف أدوات المائدة، لا بد أولاً أن يوضع طبق التقديم الأساسي والأكبر حجماً (يمكن أن يكون من النوعية نفسه كبقية الطقم أو من الممكن استخدام طبق ذي لون حيادي مثل الذهبي أو الفضي) كشكل جمالي ولا يرفع عند تغيير الأصناف المقدمة كبقية الأطباق. ثم فوقه يأتي الطبق الأساسي المستخدم في وجبة العشاء ومن ثم يأتي الطبق الأصغر الخاص بالمقبلات، وفوقهم الطبق الخاص بالحساء إذا كان الحساء من ضمن قائمة الطعام. وعلى يسار الأطباق الخاصة بكل فرد ولكن إلى الأمام قليلاً هناك الطبق الخاص بالخبز ويفضل أن يكون الطبق مصنوعاً من القش، أما عن أطباق الحلوى فهي توضع فقط عند تقديم الحلوى وبعد رفع الأطباق المستعملة الأخرى. أدوات التقطيع حول أدوات التقطيع يجب أن توضع على يسار الأطباق الأشواك المتعددة التي تستخدم في جميع مراحل الوجبة وعلى اليمين يوضع السكاكين والملعقة (عادة ما يكون إجمالي العدد شوكتان، وسكينتان، وملعقة واحدة في حالة تقديم الحساء، للوجبة بالكامل من دون الحلوى). ومن المهم جداً مراعاة أن يكون عدد الأدوات يساوي أعداد المراحل المختلفة التي ستقدم في الوجبة. كما توضع الشوكة والسكين الخاصتان بالطبق الأساسي ملاصقتين للطبق ثم يليهم إلى الخارج الأدوات الخاصة بالمقبلات كل في مكانه (بمعنى الشوكة إلى اليسار والسكين إلى اليمين) ثم أخيراً إلى أقصى اليمين توضع الملعقة إذا كان هناك حساء سيقدم في الوجبة. ومن الجائز أيضاً وضع سكين الزبد على جانب الطبق الجانبي الخاص بالزبد على الطاولة على يسار الأطباق الأساسية. أما عن أدوات تقطيع الحلوى فتصف إلى الأمام من الأطباق الرئيسة (الشوكة ثم الملعقة ثم السكين بالترتيب من جهة الخارج إلي الطبق) أو توضع على المائدة حين تقديم الحلوى (بترتيب الأدوات الأخرى نفسها المستخدمة في الوجبة الأساسية). والكؤوس توضع إلى الإمام من الأطباق إحداها للعصير وأخرى للماء. ودورق الماء يجب وضعه بصورة دائمة على المائدة. إضاءة هادئة لوجبة شاعرية تلعب الإضاءة دوراً بارزاً في خلق أجواء شاعرية ساحرة وحميمية دافئة فيفضل أن تكون الإضاءة هادئة ولكن بقدر حتى يمكن رؤية الطعام بوضوح، أو استخدام الإنارة الخفيفة على أطراف الغرفة كالإضاءة المخفية في تجاويف الديكور مع تسليط إضاءة مركزة متدلية من السقف على المائدة، مع إمكانية وضع الكشافات الصغيرة على الحوائط والموجهة إلى لوحة معلقة على جدران فتبرز تفاصيلها الجمالية.