الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جامعة الإمارات تتبنى تطوير معايير تصميم المباني لزيادة مقاومتها للهزات

جامعة الإمارات تتبنى تطوير معايير تصميم المباني لزيادة مقاومتها للهزات
16 ابريل 2015 00:15
محسن البوشي (العين) تسعى جامعة الإمارات إلى تطوير معايير التصميم الدولية المعتمدة بالتعاون مع الجهات المعنية خاصة البلديات سعيا نحو توفير احتياطات فعالة لمقاومة الزلازل وذلك بمحاكاة مدى تأثر المباني والمنشآت وقياس قدرتها على مقاومة الهزات الأرضية التي تتعرض لها دولة الإمارات. ويتبنى طلبة الدراسات العليا بقسم الهندسة المدنية في الجامعة حاليا مشاريع بحثية تركز على قياس تأثير الزلازل على المنشآت الخرسانية القديمة التي قد تتأثر بالهزات الأرضية أكثر من غيرها وكذلك مدى تأثر المباني الحديثة التي تم تشييدها بارتفاعات وأنظمة إنشائية مختلفة بالزلازل. وأوضح الدكتور أمان موافي الأستاذ المشارك بقسم الهندسة المدنية والبيئية بالجامعة أن امتلاك الجامعة وتشغيلها لأول منصة هيدروليكية متطورة لمحاكاة تأثير الزلازل على المنشآت أسهم في تفعيل جهود التعليم والبحث العلمي في مجال مقاومة المنشآت للزلازل بالدولة في إطار ترسيخ مكانة الجامعة كجامعة بحثية رائدة بالمنطقة خاصة وأن المنصة الهيدروليكية مزودة بالعديد من الإمكانيات وملحق بها العديد من الأجهزة المعملية المتطورة. وأضاف موافي في تصريح لـ «الاتحاد»: أن المنصة وملحقاتها تعد جزءا أساسيا من مختبر الإنشاءات المتطور وباتت تشكل ركيزة مهمة لتدريب أكثر من 100 طالب وطالبة عمليا حول كيفية تأثير الزلازل على المباني والوسائل العلمية الحديثة الكفيلة بتلاشي هذه الآثار وذلك ضمن المنهج الدراسي مع الاخذ في الاعتبار التفاوت والتباين بين ارتفاعات المباني وطبيعة الهزات الأرضية. وأوضح أن المنصة الهيدروليكية تعد إحدى الوسائل المعملية المتطورة المستخدمة في بحوث ودراسات قياس مقاومة المنشآت للزلازل، وتشتمل على طاولة فولاذية كبيرة قادرة على الاهتزاز والانزلاق بحرية لتمثيل الحركة الأرضية عند حدوث الزلازل. وأكد أن اهتمام الباحثين بدراسة السلوك الديناميكي للمنشآت المختلفة معمليا عن طريق النتائج المسجلة للتشكلات والإجهادات ومقارنتها بمدى تحمل تلك المنشآت سيسهم بصورة إيجابية في تنشيط جهود البحث العلمي في مجال مقاومة المباني للزلازل بكلية الهندسة وبالجامعة. كما ستسهم هذه الجهود في تطوير أساليب تصميم فعالة لمقاومة الزلازل وخطط لتفادي آثارها المحتملة، كما هو متبع بالدول المتقدمة كالولايات المتحدة واليابان التي زودت جامعاتها ومعاهدها البحثية بالعديد من المنصات المتحركة ثلاثية الأبعاد كالتي تم تجهيز جامعة كاليفورنيا سان دييجو والمعهد الوطني لبحوث علوم الأرض والوقاية من الكوارث باليابان بها والتي تعتبر من أكبر المنصات المتحركة بالعالم حيث يمكنها اختبار منشآت كاملة الابعاد. وتبلغ أبعاد المنصة المتحركة بجامعة الإمارات، التي تم تركيب مكوناتها المتعددة بالكامل طبقا لأحدث الأساليب العلمية بمعامل قسم الهندسة المدنية والبيئية، ثلاثة أمتار للطول ومثلها للعرض، وتقدر تكلفتها بحوالي خمسة ملايين درهم.. ويمكن للمنصة اختبار نماذج لهياكل إنشائية يصل وزنها إلى عشرة أطنان، وقد تعهدت بتوريدها وتركيبها والتدريب عليها إحدى أشهر الشركات الأميركية العالمية المتخصصة في صناعة وتركيب تلك المنصات. ويعتمد عمل المنصة على حركتها من خلال مجموعة من المحركات الهيدروليكية القوية وأجهزة حاسوب وبرامج متطورة تقوم بالتحكم الآلي بالمنصة. وتتضمن آليات عمل المنصة اختبار نماذج مختلفة للمنشآت والمباني تحت تأثير مجموعة من الزلازل، وفق خصائصها الطبيعية المسجلة بمحطات الرصد أو تلك المبرمجة على الحاسوب، حيث يتم تثبيت نموذج الهيكل الإنشائي المراد اختباره على المنصة والبدء بتحريكه بوساطة الحاسب الآلي والمحركات. وأوضح موافي أنه يمكن زيادة شدة الزلزال تدريجياً للتعرف بدقة إلى المواضع الضعيفة في المنشآت ومدى التلف الذي قد يلحق بها نتيجة الحركة الديناميكية للزلزال والتي قد تؤدي في النهاية للإضرار بالمنشأ. ولفت إلى أن عمليات تركيب المنصة مرت بالعديد من المراحل تضمنت إنشاء قاعدة قوية من الخرسانة المسلحة بعمق 1.8 متر وبأبعاد 12 في 4 أمتار مرتكزة على أساسات عميقة كتلك التي تستخدم بالمباني المرتفعة، ويبلغ الوزن الإجمالي لتلك القاعدة نحو 250 طنا. كما تضمنت مراحل التركيب توريد جهاز لتبريد المحركات الهيدروليكية بالمياه وكذلك إمداد تلك المحركات بالطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل تلك المحركات القوية. المنصة تعول جامعة الإمارات كثيراً على المنصة الهيدروليكية وعلى الأجهزة المعملية المتطورة التي تم تزويد مختبرات قسم الهندسة المدنية والبيئية بها لتعزيز جهود التعليم والتدريب والبحث العلمي لطلبة بكالوريوس الهندسة المدنية والدراسات العليا والباحثين المتخصصين فيها وفي وغيرها من المؤسسات بالدولة، وكذلك على إثراء التعاون البحثي مع الجامعات والمعاهد البحثية الدولية، لما سيكون له مردود إيجابي على الحد من الآثار المحتملة للزلازل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©