قتل المواهب

إذا سألت طفلا هذه الأيام عن هواياته ومواهبه فلن تسمع منه إلا هوايات العصر وهي اللعب بالـ (جيم بوي، البي إس بي، بلي ستيشن'' وغيرها من تقنيات حديثة لم تصنع إلا لتغزو العقول وتشغلها بالتنافس غير الشريف للارتقاء بالمراكز الأولى على حساب الغير· فلم تعد عيناي ترى تلك العقول ذات المواهب الربانية التي يسعى أولياؤها إلى صقل مهاراتها للارتقاء بها إلى التنافس والرقي في شتى المجالات· باتت الموهبة سلعة نادرة في هذا العصر وعلى من يمتلكها أن يحتفظ بها ويصقلها قدر الإمكان فذات يوم سيكون له دور داعم للمجتمع· تخيل أيها القارئ مجتمعنا بعد عشر سنوات ماذا سنجد فيه من عقول؟ لن ترى سوى تلك العقول التي انطمست منذ آلاف السنين عقول من عصر الجاهلية لا تعرف الحزار ولا تعرف التفوق والتنافس الشريف · عقول تبرمجت على العنف ومنطق القوة ولا نبالغ إذا قلنا سنرى فيهم قطاع الطرق · الشيء المرير في الموضوع أن هذه التقنيات لم تغز عقول الصغار فقط إنما عقول الكبار أيضا فلمن ننشر الوعي؟ للآباء الذين باتت تلك الألعاب تؤرق نومهم فسهروا ليلهم في المقاهي أمام الشاشات الكبيرة تنافساً على المراكز الأولى من تلك الألعاب؟ أم الأطفال الذين قضوا يومهم بأكمله متسمرين أمام تلك الشاشات؟ لا يسعني في الختام إلا أن أحاول عبر صفحة رأي الناس في محاولة لتوعية من يأخذ كلامي بعين الاعتبار· أنقذوا أنفسكم وأبناءكم من هذا الغزو وليكن تنافسكم تنافساً شريفا للرقي بالمجتمع الإماراتي في جميع أصعدة الحياة· ولنكن السباقين في التقليل من استخدام تلك التقنيات ولنعلمهم السباحة والرماية وركوب الخيل ولنغرس في نفوس أبنائنا بذرة خير حتى نجني ثمارها في المستقبل· فاطمة سلطان الظاهري