أمل المكتوم ورغدة تريم ترويان قصة أخرى من “حكايا الأساطير”

وسط أجواء راقية ازدانت بنفحات الأناقة والجمال، قدمت المصمّمتان الإماراتيتان أمل المكتوم ورغدة تريم قبل أيام عرضاً ناجحاً لمجموعتهما الجديدة لموسمي ربيع وصيف 2010، من خلال أسبوع الموضة الأخير في دبي . وتحت عنوان “حكايا الأساطير” تهادت العارضات، وهن متأنقات بتشكيلة منوعة من فساتين المساء والسهرة، مع العبايات التقليدية المميزة التي شكلت بالفعل علامة فارقة، وتفرداً نوعياً على منصة العروض. تشكيلة منوعة انطلق العرض أولاً بتشكيلة مميزة من العبايات السوداء، فقدمت المصممتان موديلات جديدة، عصرية، وأنيقة، لهذا الزي الكلاسيكي التقليدي البحت، وقد فصلت القصّات في معظمها بشكل انسيابي، مريح، وفضفاض، مع لعب بحركة الأكمام، التي جاءت إما مزمومة على الأساور، أو معلقة على الكتف، أو منفلتة بحرية إلى الذيل، بعضها يرجع للطراز الروماني القديم، وأخرى أقرب إلى الأسلوب الفرنسي الفخم، وقد كحلت بعض التصميمات بألوان مغايرة، جذابة، ولافتة، فكان المد الأسود يأخذك معه بغموض، لينقلب فجأة ويشرق باللون الأصفر الكركمي، أو بالبني الشوكلاه، أو بالرمادي المكبوت، مع لمسات من الورود النافرة لتزين الأكتاف، أو شيء من الريش المتطاير يسترح على الصدر، أو بعض من خيوط البريسم لتتساقط بغزارة على الأقدام، حرير وموسلين وأوركنزا، شك، وكشكشة وزركشة، كلها استخدمت هنا وهناك بتقنية ومهارة وذكاء، لتخرج باقة العبايات لدار كنزي للأزياء بأسلوب مغاير عن ما نراه في الأسواق. رؤى أثيرية ثمَّ جاءت الجلابيات والفساتين في النصف الثاني من العرض، فظهرت العارضات على المنصة وهن يرفلن بثورة الشيفونات ونعومة الحرائر، أميرات من قصور الخلافة مغلفات بغيمة من الكلاسيكية الراقية، ومدللات بألق الكريستال المتوهج، يتنعمن برغد الألوان التي جاءت كلها سادة ورائقة بدرجات الباستيل الهادئ الرقيق، تبدأ من الأخضر الباهت، ثم الوردي الزهر، فالأزرق السماوي، وهكذا وكأنها لوحة من لوحات فن المستشرقين قد رسمت بالألوان المائية، لتشّكل رؤىً أثيرية ساحرة وبعيدة المنال، ثم تقوى بعد ذلك شيئاً فشيئاً لتصل إلى دفء البرتقالي المشمشي، وبهجة التركواز الفيروزي، فنفحات من العسلي الداكن، فصلت كلها بقصّات أنثوية، رومانسية، ومغوية باعتدال، أقمشة وثيرة خفيفة تكاد أن تكون معدومة الوزن، تتجمع في مكان لتتفرق من مكان آخر، تنحني وتستقيم، تزّم لتنفلت، وتبدأ من حيث تنتهي، مكونة موديلات تلف القوام بحنان ورشاقة، وتظهر حنايا الجسد بإغراء ناعم ومدروس، لا يخدش النظر، أما الشك والتطريز اليدوي فقد تميّزا بأشكال وأحجام مختلفة من حبات الكريستال “شوارفسكي” والخرز والأحجار. العروس في النهاية، ظهرت عروس “كنزي” لتختتم العرض الشيق، وهي تسبح بهالة من الفرح والحب مع فستان زفاف بلون وحلاوة السكر، الجوب واسع وكله موشى بالترتر الشفاف، والصدر ضيق ومرصّع ببريق الكريستال، مع طرحة مبتكرة تتوج الرأس، لينتهي الاحتفال بنجاح جديد يضاف لرصيد المصممتان الإماراتيتان “المكتوم” و”تريم”، ومجموعتهما المترفة لموسمي ربيع وصيف 2010، حيث تروي قصة أخرى من “حكايا الأساطير”.