الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خيارات إيران المحدودة (1 - 3)

14 مايو 2018 01:21
استبشر الشعب الإيراني خيراً بالاتفاق النووي الإيراني مع أميركا والغرب عام 2015 وكما سوَّق وروج له نظام الملالي حينها، والذي تضمن رفع العقوبات الاقتصادية وحظر تصدير النفط مما سينعكس بالإيجاب على تحسن الوضع الاقتصادي وعلى حياة المواطن البسيط والذي كان يشكو الأمرين من الحالة المعاشية المتدنية كأولوية إنسانية للعيش بكرامة، وأيضاً من خلال رفع الحظر عن الأرصدة الإيرانية المجمدة لدى البنوك الأميركية والغربية، وقد كان، والتي ستصب في نفس الهدف. وانتظر الشعب ولم يطل به الانتظار ولم تتحسن الحالة الاقتصادية وكما وعد النظام بل صارت أسوأ مما كانت عليه قبل الاتفاق. اكتشف الشعب الإيراني أن سعي النظام لإحياء حلمه التاريخي المريض لإعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية قد أتى على الأخضر واليابس من قوت الشعب واقتصاده. وهنا ثار الشعب وانتفض ضد النظام نهاية العام الماضي ولا يزال، وجوبه ولا يزال وكالعادة بالقمع ومصادرة الحياة والحريات. الفساد المستشري والذي يصب في صالح الطبقة السياسية الدينية الحاكمة هو جانب آخر من المعادلة والتي قسمت المجتمع الإيراني إلى ملاك وإقطاعيين وتجار وسماسرة ومتنفذين، وإلى غالبية شعب مقهور ومطحون تحت رحى الفقر والعوز، ناهيك عن حق الحرية والتعبير والتي صودرت منذ قيام الثورة، وهو واقع قريب الشبه لسلطة حكم الكنيسة ورجال الدين في أوروبا قبل قرنين وأكثر. ترامب ولحد الآن حقق كل وعوده الانتخابية للشعب الأميركي وللعالم، ومن بينها الانسحاب من الاتفاق النووي والذي كان يعتبره كارثة حقيقية ككارثة غزو العراق، والسؤال الآن ماذا سيفعل نظام الملالي بصقوره وحمائمه أو بجناحيه المحافظ والمعتدل كما يطلقون عليه؟ المعتدلون وعلى رأسهم رئيس الجمهورية حائرون وينتظرون الموقف الأقوى وصاحب القرار الأعلى «المرشد الأعلى، ولكنهم إن تحركوا فسيتحركون صوب دبلوماسية ناعمة، صوب المجتمع الدولي لكسب الوقت ولإعطاء فسحة من الوقت للجناح المتشدد ليلملم شتات نفسه من أثر الصدمة، من خلال الذهاب إلى لجنة الشكاوى الخاصة بالاتفاق وهي تضم نواب الوزراء الذين وقعوا على الاتفاق ومهما سيحصل سترفع تقريرها إلى مجلس الأمن حسب القرار 2231 والمتعلق بالاتفاق النووي، وطبعاً سيكون الفيتو حاضراً. وهذا كله في حقيقته هو كسب للوقت من الجانب الإيراني وربما سيكون من دون طائل في ظل التعنت الإيراني إن استمر، الموقف الإيراني بجناحيه متشددين ومعتدلين ماهو إلا تبادل للأدوار عقيم. إيران لم تقترب يوماً من مصالح إسرائيل وأميركا في المنطقة وبطريق مباشر وهي حقيقة ولكن إسرائيل تبدي تخوفها المزمن من قدرات إيران الصاروخية والنووية رغم ذلك ورغم كل التفاهمات بينهما خلال العقود السباقة والشواهد كثيرة. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©