السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نظام الدوحة.. والسياسة المفضوحة

14 مايو 2018 01:16
في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي لثني النظام الإيراني عن دعم الميليشيات الإرهابية والمنظمات الإجرامية، تعمل قطر على نسج مزيد من العلاقات مع الإرهابيين والمجرمين وتوطيد الصلة بهم ومدهم برؤوس الأموال التي تدعمهم لنشر المزيد من الخراب والدمار عبر العالم. ولعل الرسائل المفضوحة القبيحة التي كشفتها صحيفة «التلغراف»، وكان فحواها تودد مسؤولين قطريين لزعيم الإرهاب والخراب قاسم سليماني قد أثبتت للعالم أجمع، ولكل من ما زال بحاجة إلى دليل، تورط نظام الحمدين في سفك دماء كثير من الأبرياء في المنطقة من ضحايا الإرهاب الذين راحوا بسبب مخططاتهم المسعورة وأوهامهم الموتورة، وقد انكشف المخبوء بشكل واضح وصريح من فحوى تلك الرسائل والعلاقات المشبوهة بين النظامين، حيث افتضح من يقفون وراء كل ما تتعرض له المنطقة من دسائس ومؤامرات. وتأتي أيضاً هذه الحقائق متطابقة مع الرسائل التي كشفت عنها «واشنطن بوست» في الأسابيع القليلة الماضية، حين أظهرت الصفقة المشبوهة التي تم من خلالها «تحرير» الرهائن القطريين، بدفع مبالغ خيالية لعدد من الميليشيات والجماعات الإرهابية لغرض الدعم والتمويل، في الأول والأخير. وهذه المبالغ تعتبر جزءاً من صفقة أكبر، لدعم الإرهاب، تشمل أيضاً ميليشيات «حزب الله» اللبنانية ومجموعتي معارضة سوريتين على الأقل، بما في ذلك «جبهة النصرة»، الفصيل المرتبط بتنظيم «القاعدة». هذا فضلاً عن «الحرس الثوري» الإيراني و«كتائب حزب الله» العراقية التي ارتبطت بعدة هجمات مميتة عديدة على القوات الأميركية إبان حرب العراق. وفي تفصيل جانبي، ولكن كاشِف، عرّت الفضيحة أيضاً ضلوع نظام الحمدين، مع سبق الإصرار والترصد، في أكثر من مؤامرة ضد المدنيين السوريين العزل رغم ادعاء ذلك النظام مناصرة السوريين، حيث انكشف من خلال تلك المراسلات دور نظام الدوحة في تهجير سكان أربع قرى سورية تم تفريغها من أهلها لمصلحة النظام الإيراني ومخططه الإحلالي الاستيطاني، مما يظهر أن مناصرة المدنيين السوريين بطرف اللسان تخفي تآمراً من تحت الطاولة ضدهم، وضد المنطقة والعالم، مع الميليشيات التابعة لإيران. الأمر الذي دفع بالإدارة الأميركية لمطالبة الدوحة بمراجعة علاقاتها مع النظام الإيراني ومع المنظمات الإرهابية. وهو مطلب مبرر ومشروع، ولكن لا يملك تنظيم الحمدين القدرة ولا الإرادة على تلبيته، لأنه لا يملك أصلاً شيئاً من أمر نفسه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©