الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبطال من ورق ينافسون نجوماً على «كعكة رمضان»

أبطال من ورق ينافسون نجوماً على «كعكة رمضان»
19 يونيو 2017 20:13
تامر عبد الحميد وسعيد ياسين (أبوظبي، القاهرة) تزايد الإقبال على مسلسلات الكرتون، حتى أنها جذبت نجوماً للمشاركة في بطولتها، خصوصاً أنها تحظى بمشاهدة عالية، ولا تحتاج إلى مجهود، حيث يتوقف دور النجم عند تسجيل الصوت فقط، كما أقبلت قنوات فضائية على عرضها في توقيتات ذات مشاهدة عالية خلال شهر رمضان، واللافت أنها خلعت عنها رداء الطفولة وتوجهت لمناقشة قضايا مجتمعية شائكة، وتناول مواضيع دينية وتثقيفية. هدف سام اعتبر المخرج الإماراتي حيدر محمد، صاحب سلسلة المسلسل الكرتوني الشهير «شعبية الكرتون»، الذي يعرض حالياً على شاشة «سما دبي» في موسمه الـ12، أن الكرتون ليس للترفية فقط، إنما يجب أن يحمل رسائل مجتمعية، معتبراً أن هدفها الأسمى التثقيف ومحاكاة الواقع ومواكبة العصر، وعرض مشكلات حياتية تهم الكبير قبل الصغير. وقال: إن الكرتون أصبح منافساً قوياً للمسلسلات التلفزيونية التي تعرض في «ماراثون رمضان». وشدد على ضرورة دعم «الكرتون» من قبل القنوات التلفزيونية المحلية، وقال: «الأعمال الكرتونية لا تقل أهمية عن الدرامية، وفي بعض الأحيان قد تتفوق عليها في نسبة المشاهدة، خصوصاً أن الرسوم المتحركة لديها قاعدة جماهيرية كبيرة، وتجذب الصغار والكبار، وهذا أحد الأسباب التي جعلتني أن أتراجع عن القرار الذي اتخذته سابقاً بإيقاف إنتاج وتصوير حلقات جديدة من «شعبية الكرتون»». وأضاف: «نظراً للشعبية الكبيرة التي يحظى بها المسلسل، الذي أصبح جزءاً من المشاهدات اليومية للجمهور في رمضان، كان من الصعب اتخاذ قرار بوقفه، لاسيما أنه من الأعمال المحلية المتميزة التي نالت صدى كبيراً، وحازت نسبة مشاهدة عالية، وارتبطت به قاعدة كبيرة من الجماهير». عرض كوميدي ذكر حيدر أن «شعبية الكرتون» عبر مواسمه الـ11 كون شعبية كبيرة من الجماهير العاشقة لمثل هذه النوعية من الأعمال الكرتونية المحلية، والذين حفزوه للسير قدماً والاستمرارية في إنتاج وتنفيذ هذا العمل، لافتاً إلى أن أكثر ما ميزه عرض القضايا الاجتماعية بطريقة كوميدية. وعبّر عن فرحته بنسب المشاهدة العالية، التي حققها «شعبية الكرتون» في رمضان سواء عبر الشاشة الفضية أو موقع «يوتيوب»، معتبراً أن التفاعل الكبير الذي حظي به العمل أعطاه دافعاً وحمله مسؤولية تقديم الأفضل في الأجزاء المقبلة. حول الصعوبات التي يواجهها العمل الكرتوني، قال إن الأفكار والنصوص هي المعضلة الأساسية في الأعمال الكرتونية، مؤكداً أنه لا يواجه أية معوقات من الناحية الفنية. وأشار حيدر إلى أن الموضوعات التثقيفية والمجتمعية ومواكبة العصر هي أبرز ما يجذب المشاهدين إليها، خصوصاً أنه يطرح من خلال «شعبية الكرتون» قضايا معاصرة ضمن إطار كوميدي، ويسلط الضوء على مواضيع مهمة تحاكي واقع المشاهد بكافة تفاصيله اليومية، لافتاً إلى أن الكرتون في العالم العربي أصبح لديه القدرة على المنافسة خارج نطاق المحلية، خصوصاً مع التقنيات المستخدمة في التصوير والتنفيذ وتصميم الشخصيات. إسقاطات واقعية عربيا، تنتشر مسلسلات كرتونية على طول الخريطة البرامجية الرمضانية لكثير من الفضائيات، منها ما هو امتداد لأجزاء سابقة، ومنها ما هو جديد يسعى لحجز مكانة لنفسه بين الجمهور العريض لهذا النوع من الأعمال. ويقدم مدحت صالح للمرة الأولى مسلسلاً كرتونياً عنوانه «عيلة صالح» من إنتاجه، ويشاركه البطولة سوسن بدر ومروة عبدالمنعم، ويخرجه محمد عسكر، ويناقش قضايا اجتماعية ظهرت بعد ثورة 25 يناير. ويواصل مصطفى قمر تقديم الجزء الرابع من «عصام والمصباح»، وتدور أحداثه في جو أسطوري فيه إسقاطات على العصر الحالي، وتشاركه بطولته راندا البحيري وإنجي وجدان. ومن أشهر مسلسلات الكرتون التي ارتبط بها الجمهور في السنوات القليلة الماضية «بكار» وعنزته «رشيدة»، الذي حقق نجاحاً لافتاً عند عرضه، وجمع أفراد العائلة حوله ليشاهدونه وقت الإفطار، وهو أول مسلسل يجسد شخصية كرتونية مصرية، ابتدعتها المخرجة الراحلة منى أبو النصر، التي أخرجت أجزاء عدة منه قبل رحيلها، ثم استكمله ابنها شريف جمال بعد عام 2003، وتوقف عرضه عام 2007 وتم استكماله في رمضان 2015 بتقنية ثلاثية الأبعاد. وقدم يحيى الفخراني بداية من عام 2011 مسلسل الكرتون «قصص الحيوان في القرآن»، ثم «قصص الإنسان في القرآن» و«قصص النساء في القرآن» و«عجائب القصص في القرآن» و«قصص الآيات في القرآن»، وكان مقرراً أن يقدم هذا العام «قصص الأنبياء في القرآن» ولكنه تأجل بسبب ظروفه الصحية. الإنتاج العربي قال المؤلف والمنتج محمد حفظي: إن أهمية تقديم أعمال كرتونية موجهة للأطفال منتجة عربيا يكمن في سببين، أولهما مناهضة أفلام الرسوم المتحركة الأجنبية التي تعمل أحياناً على تشويه فكر وسلوك وقيم الأطفال العرب، وثانيهما الاهتمام بالواقع العربي وخصوصيته من أجل توجهات في مجال جديد يشكل بالنسبة للعاملين فيه علماً ومعرفة وخيالاً. وذكر أنها رسالة تثقيفية وحضارية تحمل مضموناً معيناً يراد تبليغه، وتظهر فيه البصمات الحضارية الخاصة، خصوصاً أن التراث العربي يحتوي على قصص وحكايات تحمل رسائل إنسانية وأخلاقية يمكن أن تبهر الآخرين، موضحاً أن أهم خصائص هذه الأعمال هي البساطة والتشويق والجمال والترفيه، إضافة إلى دعم القيم والأخلاق وتفجير الطاقات الإبداعية للأطفال وإعدادهم لمواجهة المستقبل. من جهته، قال الناقد فوزي سليمان: إن مشاكل صناعة هذه الأعمال في الوطن العربي تكمن في تخوف شركات الإنتاج من الإقدام على تنفيذ أعمال تحتاج إلى وقت وتكلفة كبيرتين، ما يدفع الجميع إلى الاستسهال تجارياً، إلى جانب انعدام المؤسسات والشركات الإعلامية المروجة للفكرة، خصوصاً أن في العالم العربي نوعين من المؤسسات، الأولى حديثة وتفكر في الإيرادات فقط، والثانية ذات أهداف تربوية أو خيرية، وهي تختلف عن المؤسسات العالمية ذات الأهداف الربحية والإعلامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©