السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بن دغر لـ«الاتحاد»: لا خيار أمام «الانقلابيين» إلا التسليم

بن دغر لـ«الاتحاد»: لا خيار أمام «الانقلابيين» إلا التسليم
9 أغسطس 2016 11:30
علي العمودي (أبوظبي) أكد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر أمس أن الإنقلابيين لا يملكون إلا خيار التسليم، مشيداً بمواقف الإمارات والدور الكبير الذي تنهض به في إطار التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، ومنوهاً بالمبادرات الإنسانية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني جراء الأوضاع التي يمر بها مع استمرار المواجهات العسكرية لقوات الشرعية وتقدمها في وجه مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية. وقال بن دغر في لقاء خاص مع «الاتحاد»: إن التاريخ سيسجل بأحرف من نور وذهب مواقف الإمارات لدعم الشرعية وإغاثة اليمن ونصرته والتخفيف من معاناة شعبه. مشيراً إلى العديد من المبادرات الإماراتية لإعادة تأهيل المستشفيات والمدارس والمرافق والخدمات ولا سيما قطاع الكهرباء في عدن، ومعتبراً حضور الحكومة فيها دافعاً لإنجاز الكثير من المهام ولاسيما تحقيق قوات الشرعية المزيد من التقدم ودحر الإرهاب. وأكد بن دغر استعداد الحكومة الشرعية لخوض جولات سياسية جديدة من المشاورات والمباحثات مع الانقلابيين حرصاً منها على حقن دماء اليمنيين، مشدداً في الوقت نفسه على أن الشرعية لن تقدم أي تنازلات لمصلحة الانقلابيين، ومتمسكاً بالثوابت المبنية على مرجعيات القرار الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني. وقال: «ليس أمام الانقلابيين من خيار سوى الانسحاب من المدن وتسليمها وتسليم السلاح ومؤسسات الدولة». واعتبر أن تقاعس المجتمع الدولي عن تطبيق ما يتعلق بوضع اليمن تحت الفصل السابع ساهم في إطالة أمد الحرب والمعاناة في بلاده، وقال: «يبدو أن السلام والاستقرار في اليمن ليس أولوية لدى الدول الكبرى». متهماً الأمم المتحدة «بالكيل بمكيالين» في التعاطي مع الأزمة اليمنية. وفيما يلي نص اللقاء: * كيف تنظرون إلى الدعم الإماراتي لاستعادة الشرعية في اليمن؟ ** بداية أتوجه بكل الشكر والامتنان لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات لهذا الموقف الأخوي الثابت والقوي والحاسم من الظروف التي تمر بها بلادنا والذي أكد أنهم ونحن على خط واحد في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة إجمالاً، وبفضل هذا الموقف استطعنا أن نحقق اليوم ما لم يتحقق خلال الفترة السابقة لدعم واستعادة الشرعية في اليمن من خلال الإسهام الفاعل للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة وبالمشاركة الفعالة للأشقاء في الإمارات الذين قاموا بدور المنقذ لليمن، ونأمل أن يستمر ذلك الدعم والمساندة التي أكدت أن الأمة العربية قد حسمت أمرها بصورة كبيرة دفاعاً عن مصالحها القومية. وبالنسبة للإمارات فقد قامت بدور إيجابي كبير وأخذت اليمن إلى جانبها والأمة العربية، وهذا الدور الفعّال من جانب الإمارات ليس بالجديد عليها، وإنما هو امتداد لغرس منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصار على نهجه أبناؤه، وهو دور كبير سيذكره التاريخ بأحرف من نور وذهب. فما قدمته الإمارات لنا يؤكد أننا وهم في خندق واحد في مواجهة الانقلاب على الشرعية الذي جرى في اليمن، ودفاعاً عن اليمن واستقراره واستقرار المنطقة بأسرها. وسنتذكر دوماً التضحيات الكبيرة والدعم السياسي والإنساني والاقتصادي للإمارات تجاه اليمن، وفي مختلف مناطق اليمن من عدن وحضرموت ومأرب وغيرها، وشاهدنا جميعاً كيف أسهم الدعم الإماراتي في التخفيف من معاناة السكان في العديد من المناطق وفي مختلف المجالات والمرافق. * ماذا بعد فشل مشاورات الكويت؟ ** بالنسبة للمشاورات في الكويت، فإنني أعتقد بأنها كانت جولات ضرورية بحثاً عن السلام لأنه مطلب الجميع، لأنه لا يوجد هناك حرب دائمة، وإنما سعي دائم لسلام دائم واستقرار دائم، لأنه مهم لبلادنا ولغيرنا، وقد أكدت الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وحتى قبل انطلاق عمليات «عاصفة الحزم»، أننا نريد السلام، ولذلك ذهبنا إلى «جنيف-1» و«جنيف-2»، وذهبنا إلى الكويت بعد ذلك تحدونا الرغبة في تحقيق السلام، ورغم أن المشاورات استغرقت أكثر من 90 يوماً ومرت بعدة مراحل، فإن وفد الشرعية المشارك فيها برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي حاول أن يعكس السياسة العامة للحكومة للوصول إلى سلام شامل وعادل، ولكن للأسف الفريق الانقلابي الذي يمثل الحوثيين والمخلوع صالح لم يكونوا جادين في الوصول للسلام ولم يوفوا بأية عهود قد قطعوها على أنفسهم منذ عام 2004، ونتذكر الاتفاقات التي أجريت وكان من ضمنها اتفاق بمشاركة صالح نفسه للتوصل إلى لتحقيق السلام والاستقرار، ولكن لم يلتزموا بأي منها. لقد بذلت الأمم المتحدة جهوداً كبيرة ونقدر الدور الإيجابي إلى حد ما لمبعوثها الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي قام بإجراء مشاورات مطولة ورحلات مكوكية إلى صنعاء وغيرها من العواصم العربية من أجل الوصول إلى تسوية. ونحن نعتقد أنه لا يستطيع أن يطالب بتنفيذ أي اتفاق على دفعة واحدة، ولكن يمكن التوصل إليه عبر مراحل، لذلك أنا أختلف مع مَنْ يقيمون دور ولد الشيخ بصورة مغايرة، ونحن مستعدون للمشاركة في أية مشاورات مقبلة على ذات الأسس التي ننطلق منها والتي لن نتنازل عنها قيد أنملة، والتي تنطلق من القرار الدولي رقم 2216، وكذلك تحقيق مطلب الشرعية في انسحاب الانقلابيين من المدن وتسليم الدولة والأسلحة وتطبيع الأوضاع. * أكدت الأحداث عدم جدية الطرف الآخر في التسوية السياسية، كيف ترون الحل؟ ** المجتمع الدولي وضع اليمن تحت بند الفصل السابع، وكان يفترض بالمنظمة الدولية أن تلزم الأطراف الرافضة للقرار 2216 بتنفيذه أو التعامل معها وفق هذا البند، ولكن يبدو أن هناك أموراً جرت في العالم على حساب اهتمامه بالشأن اليمني مثل ما يجري في سوريا والعراق وأوكرانيا، كما يبدو أن السلام في اليمن وفي هذه المنطقة ليس من أولويات الدول الكبرى. ونحن من جهتنا سوف نواصل بإمكانياتنا ودعم أشقائنا في التحالف العربي العمل على استعادة الشرعية ودحر الانقلاب، فالمعركة طويلة، ونحن حريصون على الحل السلمي للتوصل إلى وقف إطلاق النار من أجل وقف سفك الدماء والدمار، فليس هناك يمني واحد يريد استمرار هذه الحرب، ولكن الطرف الآخر هو الذي يصر على الاستيلاء على السلطة والدولة، وهو ما يرفضه كل يمني في وجه أولئك الذين يريدون تصوير هذه الحرب على أنها حرب طائفة، وهي ليست كذلك، وإنما هي حرب بين الشرعية والتمرد، وعليهم إدراك أنه من الغباء الاستمرار في هذه الحرب. * رغم عودة الحكومة إلى عدن، فإنّ تدهور الأوضاع وتردي الخدمات مستمر، فكيف تعالجون هذه التحديات؟ ** لقد وصلنا إلى عدن ومارسنا مهامنا رغم التحديات الكبيرة، خاصة على الجانب العسكري، حيث تتواصل المعارك وتواصل قوات الشرعية تقدمها كما استطعنا وبدعم الأشقاء تحسين بعض الخدمات، وبالذات الدور الذي تقوم به الإمارات لتحسين الأوضاع الإنسانية وإعادة تأهيل المدارس والمستشفيات، وكذلك إنعاش الاقتصاد، وهي مناسبة نجدد معها الشكر والامتنان للإمارات والمملكة العربية السعودية على هذا الجهد الكبير للتخفيف من معاناة أشقائهم في اليمن. * تخوض قوات الشرعية بدعم من التحالف الحرب على الانقلابيين وعلى الإرهابيين من «القاعدة» و«داعش»، كيف تمضي هذه العمليات؟ ** بالفعل الإرهاب يعد من أحد أكبر المصائب التي ابتلي بها اليمن، ولكن ما يجب أن يعرفه الجميع أن هذا الإرهاب ورموزه من «القاعدة» و«داعش» على اتصال بالانقلابيين والمخلوع صالح، والدليل على ذلك أنه في أثناء سيطرة «القاعدة» على مدينة المكلا كانت الأسلحة ترد إلى مينائها وتتدفق على الحوثيين ومليشيات صالح، مما يؤكد أنهم في تحالف واحد ضد اليمنيين وضد الدولة اليمنية، لذلك فإن القضاء على التمرد يساهم في القضاء على الإرهاب والمعركة مستمرة والأيام ستثبت ذلك، كما ستثبت أن اليمن لن يكون ملاذاً آمناً للإرهاب والإرهابيين. * هناك مئات الجرحى والمدنيين العالقين في بعض الدول، كيف تعاملت الحكومة لحل مشكلتهم؟ ** نحن مستمرون في التنسيق والعمل للتخفيف من هذه المعاناة، ونحيي الدور الكبير لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في هذا المجال، كما نحيي الدور الكبير لدولة الإمارات ومبادرتها الإنسانية لعلاج 1000 جريح يمني في داخل الدولة وخارجها، كما ساهمت الإمارات في تأهيل وتحسين العديد من المستشفيات في مدينة عدن لاستقبال الجرحى وعلاجهم بالمشاركة في 4 مستشفيات من القطاع الخاص في المدينة، وهناك جرحى عولجوا في الأردن ومصر والهند وعادوا، ونحن سوف نواصل العمل في هذا الاتجاه بدعم الأشقاء في دول التحالف العربي، كما لدينا عدد من البرامج لمساعدة أسر الشهداء وذويهم والتخفيف عنهم في هذه الظروف التي يمرون بها. * نسب إليكم تصريح بأنّ وحدة عام 90 قد انتهت، كيف ترون شكل دولة الوحدة المستقبلية؟ ** كُنت أفضل أن أقدم لك رداً مكتوباً على هذا السؤال، نظراً للبس وسوء الفهم الذي ترتب على ذلك التصريح، ولكن الموضوع باختصار أن وحدة العام 90 قد ارتبطت بدستور لوحدة اندماجية ودولة مركزية حصرت كل السلطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بصنعاء وحرمت بقية المناطق، مما جعل هذه المناطق المتضررة ترفض تلك الوحدة في العام 94 و2011 و2013، ونحن اليوم نتحدث عن مخرجات الحوار الوطني الذي أسس لشكل جديد للدولة، دولة اتحادية لا مركزية تراعي التوزيع العادل بين الأقاليم اليمنية وتوفر العدل والمساواة واحترام الجميع في إدارة البلاد، لذلك بالفعل وحدة العام 90 قد انتهت وفق هذه الرؤية الجديدة التي تمخضت عن الحوار اليمني اليمني، والذي حظيت مخرجاته بدعم كل حريص على اليمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©