الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الموروث الشعبي الإماراتي يستقطب الزوار ويلامس العالمية

الموروث الشعبي الإماراتي يستقطب الزوار ويلامس العالمية
15 ابريل 2015 23:18
أحمد السعداوي (أبوظبي) يواصل مهرجان سلطان بن زايد التراثي في يومه الرابع، تقديم مفردات التراث الإماراتي في أجواء مبهرة استقطبت الآلاف من الزائرين من أقطار العالم. وأعدادا كبيرة من طلاب المدارس توافدوا على القرية التراثية بمنطقة كاسر الأمواج في أبوظبي، للاستمتاع بمطالعة الإرث المحلي الإماراتي في ظل أجواء إماراتية رائعة زادت من بهجة الحاضرين في هذا العرس السنوي الذي تستضيفه العاصمة برعاية وتوجيه سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. المهرجان الذي انطلقت فعالياته يوم السبت الماضي، ويستمر حتى الثامن عشر من أبريل الحالي، حفل بأنشطة متنوعة استهدفت جميع فئات المجتمع وشاركت فيه نساء الإمارات بمجهود وافر ساهم في تحقيق المهرجان مزيد من النجاح للمهرجان الذي بات يلامس العالمية لكثرة عدد الوافدين من أقطار الأرض بشكل فاق التوقعات لمطالعة لآلئ التراث الإماراتي. المخمّرية تقول فاطمة التميمي رئيس قسم الأنشطة النسائية في إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات، إن الخبيرات التراثيات والفتيات الصغيرات المنتسبات للمراكز التابعة لنادي التراث، كان لهما دور واضح في المهرجان، عبر عديد الفعاليات ومنها المعرض التراثي الذي قدم للجمهور كل ما يخص المرأة الإماراتية من أزياء تراثية، وحرف يدوية، ومأكولات شعبية، وعادات الأفراح قديما من خلال نموذج حي لزهبة العروس، بما تضمه من دخون وعطور وملابس وأشياء خاصة المرأة المقبلة على الزواج، ومنها المخمّرية «نوع من الروائح الطيبة استخدمتها النساء قديما وتتكون من المسك والزعفران وبعض أنواع الروائح التي تفضلها المرأة الإماراتية». ومن النماذج المطروحة على الجمهور ضمن المعرض، مجسمات للألعاب الشعبية القديمة للصبيان والبنات، ومجسم لزهبة العروس يصور كيف كان ينقلها أهل العروس ويستضيفون الجيران لرؤية المتاع والهدايا التي اشتراها المعرس. أم خماس وأم علاوي وبالنسبة للنساء والأطفال كان هناك ركن الحناء والرسم على الوجوه، وورشة فنية للرسوم التراثية التي يقوم الأطفال بتلوينها، واستكشاف عالم التراث بأنفسهم بأسلوب سهل يتناسب مع أعمارهم الصغيرة. أما شخصيات أم خماس وأم علاوي، الترفيهية بما لها من محبة وقيمة في نفوس الجمهور، كانت تقوم بتوزيع الهدايا على رواد أقسام المهرجان المختلفة لتضفي نوعا من كرم الضيافة الإماراتية على أجواء المحفل التراثي، وكانت أغلب الهدايا تأخذ أشكالاً تراثية مصغرة مثل السرّود، والمكبة وغيرها من المشغولات اليدوية المصنوعة من جريد النخيل. وتوضح التميمي أن مركزي أبوظبي والسمحة التابعين لنادي التراث شاركا بـ 20 خبيرة تراثية ونفذا كافة الفعاليات، فضلا عن قيام بعض الطالبات المنتسبات للمراكز التابعة للنادي بعمل استعراض حي للألعاب الشعبية ومنها حلقة بنت الشيخ، شبير شبير، أم العيال، خوصة بوصة. السوق الشعبي وبصفتها عضوا في اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، والمشرفة على السوق الشعبي للمهرجان البالغ 21 دكاناً، أوردت التميمي، أن هذه المحال تعتبر فرصة ذهبية للعارضات من الأسر المنتجة من خلال إيجاد سوق واسع لمنتجاتها وعملية ترويج كبيرة لكل ما أبدعته أياديهن من فنون التراث والحرف اليدوية القديمة التي يقبل عليها الجمهور بشغف بغرض استخدام قطع ديكور تراثية في المنازل، أو هدايا تذكارية تقدم في المناسبات المختلفة، خاصة في ظل النجاح المتصاعد للمهرجان وارتفاع عدد زواره بشكل سنوي نتيجة حسن اختيار توقيت إقامته وجودة تنظيمه ووفرة المعروض من المفردات التراثية. ومن الجمهور، تحدث إلى الاتحاد، الدكتور أيمن الحديدي، الذي كان في زيارة للمهرجان للمرة الأولى بصحبة أسرته، موضحاً أنه عرف عن المهرجان غبر صفحات الجرائد وذهب إلى القرية التراثية للمرة الأولى في حياته، وأدهشه كم الكنوز التراثية التي تحتويها القرية، وبالأخص الحرف اليدوية القديمة لأهل الإمارات، وكذا متحف القرية الذي يعرض أشياء نادرة يعود عمر بعضها إلى مئات السنين، وأشاد الحديدي بمكان إقامة المهرجان، الذي أتاح للكثيرين فرصة زيارته، وإن كان يتمنى أن يقام في الأعوام القادمة خلال العطلة المدرسية حتى تكون هناك فرصة أكبر للأسر لزيارته والمشاركة في فعالياته. مجلس القرية اكتظ مجلس القرية بجمهور المختصين والمهتمين بالتراث المحلي والشخصيات الثقافية وعشرات الطلبة الذين شدتهم محاضرة «أشعار الغوص والحضارة في القيظ»، التي قدمها محمد سعيد الرميثي مدير فرع الهلال الأحمر في أبوظبي، الذي أكد على أهمية الاعتناء بالتراث والمحافظة عليه، وجعله حاضرا في كل المناسبات واللقاءات مهما كان مستواها، مبرزا دور الشعر في حياة العرب، والأهمية التي شكلها، ومدى حب العرب للشعر وتعلقهم به، حتى غدا ملازما لهم ومؤرخا لسيرورة مجتمعاتهم ولتفاصيل حياتهم في مختلف مجالاتها، فصار لأهل البر أشعارهم ولأهل البحر كذلك، وأتى المحاضر بباقة منوعة من الأشعار القديمة التي قيلت في كل من البيئتين تظهر معاناتهم وقساوة عيشهم وقلة موارد الرزق المحفوف كسبها بالمخاطر، واقتطف جملة من الأشعار قالها عدد من الشعراء الإماراتيين مثل محمد بن راشد المطروشي، وخلفان بن عبدالله بن يدعوه، حيث روت هذه الأشعار أحداثا وشرحت أحوالا وأرَّخت لفترات مختلفة لكل من أهل البحر وأهل الحضر. مسرحية «الشبح الظريف» ضمن فعاليات المهرجان الموجهة للطفل انسجاما مع سعي النادي إلى ترسيخ دور المسرح الثقافي والإنساني والتعليمي وتعزيز أثره الإيجابي على تنمية الطفل والمجتمع، قدم مسرح أبوظبي التابع للنادي بكاسر الأمواج مساء أمس وقبل أمس عرضين لمسرحية «الشبح الظريف»، المسرحية الثانية من مسرحيات الأطفال الثلاث التي يستضيفها لتقديمها لجمهور الأطفال الزائر للمهرجان، وهي لمسرح خورفكان للفنون، من إخراج صابر رجب، وتأليف أحمد الماجد. وقد أبهجت المسرحية الأطفال الحضور الذين خلقت حركات الممثلين الخفيفة والبهلوانية المتناغمة تفاعلا متواصلا منهم عكس كثيرا من غايات المسرحية في التأكيد على أهمية وقيمة الصبر والإيمان والتعلم وعدم الخوف وطاعة الوالدين وكيفية التعامل مع السلبيين والأشرار والسعي لإصلاحهم، كما قال مخرج المسرحية، حيث تتناول أحداث المسرحية عائلة تقوم برحلة تستأجر خلالها بيتا اعترف صاحبه أنه مسكون بالأشباح، وتدور الأحداث بين العائلة والأشباح الموجودة في المنزل، إذ يبرز كبير الأشباح بطابعه الظريف، أكثر من كونه مخيفاً، وذلك بالنسبة لأفراد العائلة جميعا الذين نجحوا في تعديل سلوك الأشباح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©