السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تشجير الأحياء السكنية يضفي سمة التحضر على المكان

تشجير الأحياء السكنية يضفي سمة التحضر على المكان
18 ابريل 2011 20:09
نظرا لتزايد المنشآت البنائية والشوارع والطرق التي زينت بها الكثير من المناطق والأحياء السكنية، والتزايد في استخدام وسائل التكونولوجيا والآلات الحديثة مما ينطوي عليه بعض التأثيرات الضارة، وما تحدثه من ضوضاء وأضواء وما تلفظه محركات المركبات من دخان، التي قد تجلب المزيد من الاضرار على البيئة التي بدورها ستنعكس على حياة المرء. أصبحت هناك حاجة ملحة إلى التوسع في المسطحات الخضراء في الطرق وبين الاحياء السكنية نظرا لكونها عنصرا هاما في حماية البيئة من التلوث وتوفير الظلال الوارفة ورفع رطوبة الجو وتنقيته. وتعمل هذه الرقعة الخضراء على امتصاص كل الغازات السامة، والتأثيرات الضارة. وهي أيضا تخلق قيمة جمالية في ثنايا الطرق وبين الاحياء السكنية من خلال قيامها بوظيفة تخطيطية تحدد المناطق وتفصلها عن بعضه البعض بحديقة خلابة غناء تزيد المكان جمالا وتألقا. والتشجير في الأحياء السكنية يعد من أهم معالم المدينة الحديثة نظرا للدور الذي تلعبه في إكساب العنصر الجمالي وإضفاء سمة التحضر في الأماكن التي نعيش فيها. ومما لا شك فيه ان الحديقة بمثابة رباط قوي بين الانسان وبين مفردات البيئة وعوالمها المحيطة به، فالمرء بحاجة ماسة إلى البحث عن مهرب له لتهدأ به نفسه وتطمئن احاسيسه ويستريح فيه وجدانه، متطلعا لعناصر الجمال وملكته مما يريحه من كثرة العناء ومشقة العمل وضغوطه كما يمكن للحديقة ان تضفي عناصر السرور للانسان من استزراع النبات بما له من بهجة وجمال والنظر برضاء إلى مناظر الحديقة الخلابة كمكان يقضي فيه المرء وقتا سعيدا ممتعا ومريحا. عملية التشجير عملية تشجير طرق وشوارع الأحياء السكنية، تجعل من المنطقة بيئة مثالية حية، وواجهه حضارية تقاس بها تطور المدن ومدى انتشار الوعي بأهمية عنصر التشجير لخلق إيقاع جمالي في المناطق، والحفاظ على البيئة. هذا النمط يمكن مشاهدته في الأحياء السكنية بمدينة الشارقة فما أن تخترق تلك الأحياء حتى تجد نفسك بين حدائق مرصوصة على كلا الجانبين مما تجلب المتعة والبهجة أثناء متابعة النظر للرداء الأخضر البهي، يلون مساحات واسعة من المكان، وتربط الاحياء السكنية ببعضها البعض في تتابع وتسلسل فني رائع وجذاب من خلال انتقاء مجموعة من نباتات الزينة وتنسيقها وفق اسس وضوابط هامة حتى تقوم هذه الحديقة بدورها، دون ان تسبب أي عقبة او عرقلة او حتى ازعاج للمارة أو المركبات. حيث نجد تناسقا وتناغما بين مختلف أنواع النباتات التي شكلت بها اللوحة النهائية للمحطة الخضراء على جانبي الطرق، ويمكن مشاهدة ذلك التناغم الجميل والتوليفة الرائعة لمجموعة من النباتات في تتابع فني رائع حيث نجد البساط الأخضر الذي افترش المكان ونصبت عليه وبأبعاد متساوية وفي خط مستقيم مجموعة من النخيل والتي تحمل طابعا استوائيا، أينما زرعت سواء وجدناها بصورة فردية أو في مجموعات يمكن أن تتكون من 3 إلى 7 أشجار، وتتميز أشجار النخيل من حيث القيمة التنسيقية لا تسبب أي إعاقة في الطرق، ولا تتداخل ظلالها مع بعضها البعض، كما أنها لا تحجب أي منظر في المكان. السياج النباتي وعلى مسافة حوالي 3 امتار إلى الداخل يبدا السياج النباتي يشق طريقه مشكلا سورا مستطيل الشكل يضم باقة من الشجيرات التي زرعت في مجموعات كل مجموعة تحتوي من 3 إلى 5 شجيرات وعادة ما تكون متوافقة ومتجانسة في قيمتها التنسيقية من ناحية اللون والارتفاع وذلك بغية ان تكسب المكان منظرا جميلا أو لخدمة فكرة معينة كعزل الحديقة عن باقي أجزاء المكان. وعادة ما يتم انتقاء مجموعة من الشجيرات غزيرة النمو ذي فروع جانبية كثيفة ويتم زراعتها مع بعضها البعض، مع ترك مسافة كافية بين كل شجرتين لتتخذ كل شجيرة شكلها الطبيعي المميز لها. كما يجب أن تكون مكونات المجموعة متشابهة في احتياجاتها البيئية ومعدل النمو حتى تنمو المجموعة متوازنة ومنسجمة. كما نجد الشجيرات المزهرة، متناسقة الالوان ومنسجمة مع بعضه البعض فمنها شجيرة أساكيا وشجيرة جتروبا. مميزات أشجار الشوارع تتميز هذه الشجيرات بانها تزرع لملء الفراغات في المكان وتعطي الشكل النهائي المطلوب لها وتكون عادة شجيرات متوسطة الارتفاع ولكل منها ميزة خاصة من حيث النمو والازهار. وعادة ما يتم تهذيب وتشكيل هذه الشجيرات للحفاظ على التناسق التام في الشكل العام لحدائق الطرق. فتفضل الشجيرات مستديمة الخضرة ذات اوراق ملساء ناعمة خالية من الزغب حتى لا تلتصق بها الاتربة، وأن تكون ذات موسم أزهار طويل نسبيا. حتى يظل المكان محافظا على إطلالته وجماله طوال العام، وان تتناسب من حيث الحجم مع المكان المراد زراعتها فيه، كما يفضل عند زراعة مجموعة من الشجيرات التنوع فيما بينها من ناحية الوان وميعاد الازهار حتى نحصل على موسم أزهار طويلة. وهذا النمط من الحدائق قائم على الطراز الهندسي حيث نجد التماثل والتتابع وتكرار المفردات النباتية في الحديقة، وهو عنصر مثالي في المساحات الصغيرة والمحدودة من المكان. وعادة ما تحاط هذه الشجيرات بسور نباتي هندسي الشكل تم تقليمه وتهذيبه في المكان حتى تكون الحديقة متناغمة ومتجانسة مع بعضه البعض. ميزات الأشجار عملية تجميل الشوارع وطرق الاحياء السكنية، يراعى فيه انتقاء النباتات التي لا تحتاج إلى عناية كبيرة لخدمتها كما لا تسبب أي إعاقة لحركة السير وأن يتناسب حجمها مع طبيعة الابنية الخلفية. يمكن تزيين الحديقة بزراعة أشجار المزهرة على جوانب الطريق وكذلك لتغطية جزء من النخيل فيمنحه قيمة جمالية منها ما تتجلى صورة في محطات واسعة ومتعددة من ضواحي المدينة. وتساهم حدائق الطرق في الاحياء السكنية على تغطية بعض عيوب المباني وعمل ستار جذاب من هذا الكائن الحي. كما وتساهم في توفير الظل من خلال انتقاء أشجار ذات الأفرع الكثيفة. وتستخدم هذه الحدائق كمصدات للرياح ومنع الرمال والتربة والغبار من أن تصل إلى المباني السكنية التي تقبع خلف هذه المساحة المزروعة، وأيضا فهي تحجب المناظر وتهيئ العزلة لها. كما وتساهم في عملية تلطيف الأجواء البيئية في المكان وتجديد الهواء، وتمتص جرعات السموم التي تتلفظها عوادم السيارات التي تسير في الطرق. كما تخفف وهج أشعة الشمس وشدتها. حيث تتعرض أوراق الأشجار لأشعة الشمس فتمتص جزءا منها وتعكس البعض الآخر من الأشعة، وهي أيضا مفيدة في حماية المشاريع السكنية من هبوب الرياح الشديدة وكسر حدتها. ونجدها أيضا محطة مثالية لممارسة بعض الانشطة الرياضية كالمشي تحت ظلالها والتمتع بالهواء العليل الذي يداعب الزهور الموسمية التي تزين جوانب هذه الحديقة التي اتخذت مكانها في واجهة المناطق السكنية لتطوقها بكل جمال وأناقة وصحة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©