الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التحف والمشغولات المعدنية تنسج مفهوم الثراء في ردهات المنازل

التحف والمشغولات المعدنية تنسج مفهوم الثراء في ردهات المنازل
18 ابريل 2011 20:08
المقتنيات والمشغولات المعدنية شواهد تجسد تواريخ حياة وثقافة وبيئة أخذت معالمها من السنوات والعقود وربما القرون، رحلت الأزمنة ولم يبق منها سوى تلك القطع والمشغولات التي كانت جزءا من تفاصيل حياة أهلها اليومية أو وسيلة لتلبية احتياجاتهم قبل أن تتحول في ما بعد إلى وثيقة هامة على تلك الحياة. تحف فريدة نادرة يتلهف إليها كل من يدرك مدى قيمتها وما تتحمله من بصمة الفنانين الحرفيين الذين استطاعوا أن ينفذوا أعمالا فنية بدقة واتقان لتقوم بدورها كأداة في تلبية احتياجاتهم اليومية إلا أنها تحولت في وقتنا الحالي وبعد مرور عقود من الزمان لتكون تحفة فنية لها وزنها وقيمتها الجمالية ودلالاتها الحسية ما إن وجدتها تزين ردهات المنزل نجد العديد من المقتنيات والتحف المصنوعة من خامات متنوعة ومنها المعادن. يوضح عادل الأزرق المهتم بالفنون والتحف القديمة بأنواعها أن الرغبة في إضفاء الجمال على الفنون والحرف لم تكن قاصرة على عصر بعينه، او حتى شعب بذاته وإنما ومنذ بداية الحضارة سعى الحرفيون في البحث عما يرضي حاجة الآخرين، ويسد جانبا من عوزهم ورغباتهم وصاغوه في قالب محفور بالدقة والجمال. ويمكن أن نطلع على بعض الادوات المستخدمة في الاعمال اليومية، والتي نجدها قد تميزت باختلاف واضح في أنواعها وأشكالها وجاءت لتناسب الغرض الذي صممت لأجله، إلى جانب ما حملته من معان واشكال زخرفية توارثتها الاجيال جيلا بعد جيل، وذلك بحكم ما جبلوا عليه من تمسك بالتقاليد والثقافة السائدة والتأثر بالبعد التاريخي الذي نجده قد صبغت به هذه المقتنيات. المشغولات المعدنية يتابع الأزرق: برع الحرفيون في انتاج مشغولات معدنية متنوعة في الاساليب والزخارف التي تتفق من حيث الشكل مع الأنواع التي ظهرت في العصور التاريخية السابقة ولكنها اختلفت إلى حد بعيد مع الوظيفية التي تؤديها هذه المشغولات، إلا أن هناك بعض الأشكال التي لم تتغير حتى وقتنا الحالي لا من حيث الوظيفة أو الشكل. وما يؤكد استمرار الوحدات الزخرفية والاساليب الفنية التاريخية مع تغير الوظيفة، وهذا ما نجده في الكثير من المنازل فبعض الانواع مثل الصواني والاواني التي كانت تستخدم في الاعمال المنزلية ولكن الآن أصبحت كتحفة جمالية ومن مكملات الديكور الداخلي. ويكمل الأزرق: بالإضافة إلى الأواني استخدمت المعادن في صناعة بعض أدوات الإضاءة كالشمعدانات وأشكال المباخر التي لا تخلو منها المنازل، وهناك أيضا الادوات التي كانت تستخدم في طحن بعض الأطعمة والحبوب وكانت تصنع من النحاس الثقيل وتستخدم الآن في التزيين أوقد يقتنيها بعض هواة جمع التحف القديمة، إلى جانب السيوف والخناجر التي يزين بها جدران المجالس ونحوه. العملات ويضيف الأزرق قائلا : ونجد أن بعض القطع المعدنية حملت بعض الرموز والأشكال التي جاءت لتؤدي غرضا أو وظيفة معينة، ككتابة بعض الآيات القرآنية وبعض العبارات الدينية التي كان الغرض منها هو خلق نوع من التعاويذ لحماية نفسه والشفاء من الأمراض. كما أن اللون أيضا يقع في دائرة الرمزية الاجتماعية والاعتقادات المتوارثة في تفسير بعض الاشارات اللونية فمنها ما تحمل شعار التفاؤل ومنها ما قد تكون ملطخة بمعاني التشاؤم. فنجد انه لا تخضع عملية استخدام اللون إلى الصدفة وإنما لمحاكاة الطبيعة وتمثيل الواقع كما هو حيث يتم اختيار بعض الالوان كما هي موجودة في الطبيعة كاللون الأزرق والأصفر والبني حيث برع بعض الحرفيين في استخدام هذه الالوان الثلاثة مجتمعة في تطعيم بعض وحدات الاضاءة وحقق من خلالها علاقة تناغمية بين الالوان وخامة النحاس الداكنة عندما يظهر الضوء خلف الفصوص الملونة لتؤكد مدى قدرة الحرفي في نسج العلاقة الجمالية والوظيفية في قطعة واحدة. تأثير عناصر الطبيعة ونجد أن عناصر الطبيعة ومدلولاتها الساحرة كانت بمثابة المصدر الذي يستلهم منه الحرفي أفكاره، ونجد شكل الدائرة في كثير من الاعمال المعدنية وهذه الدوائر إنما ترمز للشمس والقمر، كما أن هناك بعض المعلقات المحفورة بالدوائر المصنوعة من النحاس، كما استخدم أيضا رمز الهلال والنجمة كدلالة على الديانة الإسلامية وهذا ما نجده في بعض أشكال الثريات والاضاءات، ومن خلال استخدام رمز الشمس مع الخطوط المتعرجة التي ربما تمثل المياه المتدفقة والتي خطت على انواع من الاواني لتلبي احتياجات المرء اليومية. فكل هذه الرموز والاشكال المزخرفة والرسوم تحوي دلالات مأخوذة من حياة الشعوب والثقافة المتداولة آنا ذاك. تأثير المعدن ويشير الأزرق: كان النحاس عنصرا خصبا ومجالا للابداع التشكيلي للحرفي الذي يحاول أن يصنع كل أداة أو قطعة لتكون على قدر من التميز ودقة الصنع والجمال حتى تكون قطعة مثالية في شكلها وأناقتها وتقوم بمهامها الوظيفية. ونجد أن كل وسائل الزخرفة من لوحات تزيينية وأواني معتمدة على الوحدات الزخرفية الهندسية والنباتية والخطية وغالبا ما نجد أن هناك تزاوجا بين عنصرين معا. أو استخدام هذه العناصر مجتمعة مع بعضها البعض. ونجد أن الزخرفة النباتية احتلت الصدارة في المشغولات المعدنية حيث ظهرت متنوعة في الشكل والاسلوب المستخدم ونجد أن الزخرفة النباتية تظهر بلون آخر حتى تزيد من جماليات القطعة المعدنية. وهناك أيضا الزخارف الهندسية التي تظهر فيها مجموعة من الوحدات الهندسية في عمل واحد كالدائرة والمثلث والمعين والتي تظهر كوحدة واحدة رئيسية في تكرارها. ونجد أن الأعمال الهندسية مرسومة بمهارة فائقة على الأواني أو على لوحة معدنية معلقة. كما انتشرت وكثرت الزخارف الكتابية التي احتوت على الآيات القرآنية والعبارات الدينية على المشغولات المعدنية. ونجد أيضا أسلوب التفريغ الذي أثمر عن إبداعات تميزت بالثراء والجمال من حيث التنوع الزخرفي والموضوعي وخلق علاقة بين الخط الزخرفي والفراغ. والغرض الاساسي في استخدام هذا الاسلوب من الزخرفة في صناعة الثريات والفوانيس حتى تنبعث من الفتحات محدثة خطوط وزخارف على الجدران. وميض التحف مازال وميض هذه القطع الفريدة من المشغولات المعدنية متوهجة آسرة، لا يمكن ان يمر من أمامها كل من يدرك قيمتها ويقدر ثقلها وأصالتها دون أن يبادر في البحث عنها واقتنائها، فكل قطعة لها مدلولات فنية ونفسية تفتح لنا طيات الماضي وذكرياته الذي ما زال عالقا في تفاصيل هذه المقتنيات القديمة الساحرة التي كلما قدمت كلما زادت تألقا وجمالا وثمنا. ووجود هذه القطعة كمفردة من مفردات الديكور، تعكس الثراء والاصالة في ردهات المنزل. فيما لو استخدمنا المعدن كلوحة جمالية تعلق على مساحة من الجدران في المداخل أو حتى في المجلس أو انتقاء عدد من الأسلحة البيضاء كالسيوف والخناجر التي تعكس جمالية الديكور العربي الشرقي، إلى جانب عدد من أدوات الضيافة المعدنية التي ننطلق بها إلى حياة البادية والوقوف على أدق تفاصيل تلك الحياة إلى جانب القلائد التي كانت ترتديها المرأة قديما أما الآن فأصبحت تحفة يمكن وضعها في إطار جميل وتعلق في مجلس النساء. وعملية الاعتناء بهذه القطع تتمحور في حمايتها من الرطوبة أو التأثيرات الخارجية مع تنظيفها بقطعة قماش قطنية ناعمة حتى لا تتعرض للخدش، والمحافظة على لمعانها وإطلالتها الساحرة كتحفة فنية تتمتع بروح الأصالة والجمال.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©