الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صور: الهجرة غير الشرعية.. مآسٍ بلا نهاية يدفع ثمنها ضحايا الحروب !

صور: الهجرة غير الشرعية.. مآسٍ بلا نهاية يدفع ثمنها ضحايا الحروب !
19 يونيو 2017 16:31
يجني مهربو البشر مليارات الدولارات سنوياً، في الوقت الذي يبحث فيه العالم عن أفضل السبل للتعامل مع موجات البشر النازحين من مناطق الصراع بحثاً عن حياة أفضل خارج بلادهم. يقول الشاب السوري فراس البالغ من العمر 22 عاماً والذي فر من الحرب الأهلية في بلاده ووصل إلى ألمانيا بعد رحلة مليئة بالمخاطر والصعاب عن تهريب البشر والهجرة غير الشرعية «إنه مجرد عمل بالنسبة لهؤلاء البشر» في إشارة إلى المهربين الذين ساعدوه في الخروج من بلاده إلى تركيا ثم إلى برلين فيما بعد. وقد كلفت هذه الرحلة فراس نحو 2500 يورو (2800 دولار)، إلى جانب قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام لعبور حدود الدول تحت جنح الظلام، حاملاً وثائق سفر مزورة قدمها له المهربون. ومن بين المهربين الكثيرين الذين تعتمد حياتهم على ما يحصلون عليه من أشخاص مثل فراس، يوجد عمر البالغ من العمر 31 عاما ويعمل على تهريب المهاجرين بين سوريا وتركيا. يقول عمر «من الناحية النظرية، من الخطأ أن أمارس مثل هذا العمل وهو غير قانوني، لكن من الناحية العملية فأنا أقوم بعمل جيد وطيب.. أنا أساعد الناس الذين يعانون منذ ست سنوات على الخروج من سوريا والحياة في سلام في مكان آخر حتى تنتهي الحرب» في بلادهم. ويقول الخبراء إن تهريب البشر مثل أي نشاط اقتصادي، يتوقف على العرض والطلب، والحقيقة، أنه في ظل الحالة غير المسبوقة التي يمر بها العالم من الصراعات الطويلة والمتكررة وانتشار القمع بكل أشكاله والتفاوت الاقتصادي الواسع، أصبح الطلب على الهجرة غير الشرعية غير مسبوق أيضاً. كما أن هذا النشاط عالي الربحية ومنخفض المخاطر للعاملين فيه. ويقول خبراء الأمن إن المبالغ الضخمة التي يتم ضخها في أنشطة تهريب البشر أدت إلى تحولها لنشاط احترافي بدرجة كبيرة. وبحسب الخبراء، ووكالة حماية الحدود الأوروبية «فرونتكس» التي تنسق إدارة حدود دول الاتحاد الأوروبي فإن نشاط تهريب البشر أصبح أكثر وحشية أيضاً. ويقول الخبراء إن المهربين مؤهلون للقبول باحتمال تعرض «السلع» التي ينقلونها وهي هنا رجال ونساء وأطفال للتلف مثل الموت من العطش أو الغرق مع احتمال تعرض النساء والفتيات للاغتصاب أثناء الرحلة. وبحسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة، فإن نحو 60 ألف مهاجر غير شرعي لقوا حتفهم أو اختفت آثارهم أثناء الهجرة منذ 2000. واستمرت أعداد الوفيات تتزايد في كثير من المناطق. وتقول المنظمة التابعة للأمم المتحدة، إن 20 ألف شخص لقوا حتفهم أو اختفوا منذ يناير 2014، لكنها تشير إلى أن تحسن أساليب جمع البيانات ربما ساهمت في ارتفاع أعداد الضحايا. والحقيقة أن كل الوفيات التي تحدث خلال رحلات الهجرة ليست مرتبطة بأنشطة تهريب البشر ومع ذلك فإن أعداداً كبيرة منها ترجع لهذا الأمر. وبحسب تقرير المهاجرين المفقودين التابع للوكالة الدولية للهجرة، فإن عدد الوفيات بلغ منذ بداية العام وحتى الآن 2000 حالة في مختلف أنحاء العالم. ويعد البحر المتوسط الممر الأشد دموية بالنسبة لطرق الهجرة غير الشرعية في العالم. ورغم تراجع أعداد المهاجرين في هذا الممر فما زالت أعداد الضحايا تتزايد فيه. يقول الخبراء، إن الكثيرين من المهاجرين يدركون المخاطر التي سيواجهونها عندما يستعينون بالمهربين للهجرة من بلادهم. وقد استمع هؤلاء المهاجرون إلى قصص الخداع التي تعرض لها مهاجرون سابقون أو قصص الذين اضطروا للعمل القسري أو للعمل في الدعارة. لكن كل هذه القصص لا تردع الراغبين في الهجرة. السيدة النيجيرية «شيلوك» تبلغ من العمر 30 عاما وتركت طفليها مع والدتها في نيجيريا ورحلت إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل. وقد طلبت من سيدة أكبر منها في قريتها النيجيرية مساعدتها في الهجرة إلى أوروبا، لكن سرعان ما وجدت نفسها مضطرة إلى العمل في الدعارة في بلدة نيجيرية لسداد تكاليف رحلتها. وبعد فترة من الوقت تمكنت في الفرار من العصابة التي كانت تقوم بتشغيلها في الدعارة، لكن سرعان ما وقعت في أسر جماعة أخرى من المهربين لمساعدتها في الهجرة من بلادها. قام المهربون بنقل «شيلوك» عبر الصحراء الإفريقية وصولا إلى ساحل البحر المتوسط في رحلة برية استغرقت أكثر من شهر. ولكن عندما استقلت القارب الذي سينقلها مع آخرين إلى الساحل الأوروبي، اعترضتهم قوات خفر السواحل وألقت القبض عليها، لينتهي بها المطاف كنزيلة في معسكر خارج العاصمة الليبية طرابلس، يطاردها كابوس ضياع أموالها ومعاناتها. ولكن مستقبل «شيلوك» لا يعني المهربين الذين حصلوا على المال منذ البداية. يقول «فرانك لاتسكو» مدير مركز تحليل بيانات الهجرة التابع للمنظمة الدولية للهجرة في برلين إن قيمة نشاط شبكات تهريب البشر تقدر بحوالي 10 مليارات دولار (9ر8 مليار يورو) سنويا، مضيفا أن المبلغ قد يكون أكبر من ذلك، «فنحن ليس لدينا بيانات دقيقة». وتقدر منظمة الشرطة الأوروبية «يورو بول» قيمة عائدات تهريب البشر إلى أوروبا بنحو 6 مليارات دولار سنويا. وفي آسيا يقدر نشاط تهريب البشر بحوالي ملياري دولار سنويا بحسب مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة. وبحسب تقديرات مصادر الأمن الألمانية فإن هامش ربح نشاط تهريب البشر يتراوح بين 70 و80% وربما أكثر. وكلما زاد عدد الناس الذين يريدون الفرار من بلادهم والبحث عن ملاذ آمن أو مستقبل اقتصادي أفضل خارج بلادهم، فإن الدول التي يرغب البشر في الهجرة إليها تعزز إجراءات تأمين حدودها لقطع الطريق عليهم، في حين أن هناك توافقاً متزايداً أن هذه الإجراءات تؤدي إلى زيادة الطلب على خدمات شبكات تهريب البشر. وبحسب «ديميتريوس باباديميتريوس» من «معهد سياسات الهجرة» في واشنطن، فإن تعزيز تأمين الحدود يعني فقط «زيادة عدد المهاجرين الذين يعتمدون على المهربين». أما «ميشائيل سبندلجر» رئيس المركز الدولي لتنمية سياسة الهجرة في فيينا فيقول إن «التهريب أصبح نشاطا مزدهرا بسبب زيادة الطلب». ويقول «روبرت كريبنيكو» من «يوروبول» إن صناعة التهريب تمر بمرحلة نمو دراماتيكية. وقال «كريبينكو» رئيس مركز مكافحة تهريب المهاجرين الأوروبي التابع لمنظمة «يوروبول» إن سوق تهريب البشر لم يصل إلى الحجم الذي وصل إليه خلال العامين الماضيين، مضيفا أن 9 من كل 10 مهاجرين يعتمدون على المهربين للوصول إلى أوروبا. هذه الأرقام تنطبق على الصينيين الذين يهاجرون إلى كندا بطريقة غير مشروعة. كما أن نحو 80% من المهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون حاليا في ماليزيا وتايلاند وعددهم يبلغ حوالي 3 ملايين شخص، دفعوا أموالا إلى مهربين للوصول إلى الدولتين. يقول خبراء الهجرة غير الشرعية، إن شبكات التهريب توفر قائمة خدمات متنوعة للراغبين في الهجرة. على سبيل المثال يمكن تقديم مجموعة وثائق مزورة للراغبين في الوصول إلى أوروبا بما في ذلك رخص قيادة سيارات وشهادات ميلاد وهو ما يكلف بين 5600 و11200 دولار. كما يمكن للمهاجرين الأثرياء دفع مبالغ أكبر لتجنب المخاطر والصعوبات التي يواجهها الفقراء. على سبيل المثال يمكن دفع 20 ألف دولار لركوب يخت من تركيا إلى إيطاليا مع الحصول على وثائق سفر مزورة وأختام دخول وخروج للدول مزيفة بالكامل. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن عصابات الجريمة المنظمة في المكسيك تشارك بقوة في نشاط تهريب البشر إلى الولايات المتحدة. أما المهاجرين عبر السواحل الليبية، غير الخاضعة لسيادة القانون، فيضطرون في حالات كثيرة وتحت تهديد السلاح إلى ركوب قوارب الهجرة بأعداد تفوق بشدة طاقة القارب وهو ما يجعل احتمالات غرقه في البحر المتوسط قوية للغاية. ويقول «لاتسكو» إنه على صناع السياسة في أوروبا والعالم القيام بإجراءات تجعل نشاط تهريب البشر أكثر خطورة وأقل ربحية بالنسبة للمهربين، لكن لا يبدو أنهم قادرون على ذلك حتى الآن. وفي تقرير مشترك حذرت منظمة الشرطة الدولية «إنتربول» والشرطة الأوروبية «يوروبول» من تحول نشاط تهريب البشر إلى «نشاط للقلة» حيث تسيطر شبكات التهريب الأكبر حجما على فرص الشبكات الأقل حجما. كما يتفق الخبراء على أن الفساد يغذي نشاط تهريب البشر. وفي مناطق كثيرة مثل أميركا الوسطى وإفريقيا يشارك المسؤولون الفاسدون في هذا النشاط غير المشروع. كما يحصل أفراد حرس الحدود على أموال مقابل غض النظر عن حركة المهربين، وهناك مسؤلون في السفارات يقدمون جوازات سفر مزورة. وما بين فساد المسؤولين وتنامي أسباب الهجرة غير المشروعة من حروب وفقر وقمع، تواجه جهود الحد من الهجرة غير المشروعة صعوبات بالغة في الوصول إلى أهدافها.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©