الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوحة دبي

لوحة دبي
15 ابريل 2015 21:58
قد تكفي نظرة سريعة وعامة على الحركة الفنية التشكيلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لنكتشف أن إمارة دبي وجهة أساسية للفن التشكيلي بأنماطه ومدارسه المتنوعة، الكلاسيكية والحديثة والمعاصرة. ليس فقط على الصعيد المحلي والعربي، إنما على الصعيد الدولي أيضاً. حيث العديد من المشاريع والمبادرات التي تأتي تحت رعاية ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في إطار سعيه إلى بلورة العالم فنياً وثقافياً في إطار هذه المدينة وهذه الدولة. ويأتي الاهتمام الرسمي بالفنون التشكيلية، نظراً لأهميتها في تكوين الحضارات والشعوب على مر العصور. فضلاً عن كونها تفتح الآفاق واسعة أمام أبناء المجتمع، للتعبير، التفاعل، والتطور الفكري والثقافي. سواء تحت شعار الفن للفن، أو تلك الشعارات التي تنادي بتضمين الفنون رسائل مختلفة الأبعاد والتوجهات. كذلك ينبع هذا الحرص الشديد على تفعيل الفنون محلياً، سعياً وراء خطة دبي 2021 ومن قبلها استراتيجية دبي 2015 الراميتين إلى تحقيق رؤية حاكم دبي في أن تصبح الإمارة وجهة رائدة على كل الأصعدة. ويقف التفاعل الحضاري والإنساني في دبي، كسبب أساسي وراء نمو وتطور مسيرة الفن التشكيلي على أرضها. وكأننا أمام لوحة كبيرة نشهد تمازج ألوانها وعناصرها مع بعضها البعض. ومنه ثمة تفاعل من نوع آخر، يحصل بين المواطنين الإماراتيين، كبارهم وصغارهم، وبين الفنون التشكيلية، بروادها ومفكريها وفنانيها من جميع أنحاء العالم. ما يجعل من دخول هؤلاء مجالات الفنون احتمالاً يتحقق بشكل يومي. وبالتالي تحقيق رؤية صاحب السمو حاكم دبي في النهوض الفني والثقافي بدبي والإمارات. أصالة ومعاصرة وعلى الرغم من تباين الموضوعات والثيمات في مبادرات دبي الفنية، بما يعكس تباينات الفنانين أنفسهم، فإن الإمارة تكون حاضرة وبشدة في معظم أعمال الفنانين المقيمين العرب منهم والأجانب، وفي نتاجات التشكيليين الإماراتيين. حيث ينقلون جميعهم ملامح المدينة التي نجحت في تحقيق معادلة الانسجام بين الماضي والحاضر، بين التراث والمعاصرة. ففي حين كان التطور العمراني الشاهق نحو الأعلى، بطلاً للكثير من اللوحات والأعمال الفنية إلى جانب التمازج البشري الحاصل، كانت الروح الإماراتية الأصيلة إطاراً يشمل تفاصيل لا تعد ولا تحصى. وهنا، تبرز أهمية ما تقوم به هيئة دبي للثقافة والفنون، فهي تجسّد رؤية سموه في أن تكون دبي على خارطة الفنون التشكيلية في العالم، من خلال تعميم الفن ونشره في كل الشوارع والطرقات، في الأحياء وفي المرافق العامة، ليكون ثقافة معيشة بصورة يومية بين أهل الإمارات، يعتمدونها كنمط لا يمكن الاستغناء عنه أبداً في عملية التنمية الشاملة. وذلك بغية إخراج الفن من الحيز النخبوي وتقريبه من كل الناس، وهو ما عكسته مبادرة «الفن في الأماكن العامة»، التي تأسست عام 2010 بغرض كسر القالب التقليدي لتذوق الفنون التشكيلية، مستعرضة أعمال الشباب من الموهوبين، ومستقطبة أكبر شريحة ممكنة من جمهور يتألف من ثقافات وجنسيات مختلفة. فضلاً عن أن وجود «حافلة الفن» كان بمثابة الدليل المختصر والمتوفر للساعين، وراء المعارض والفعاليات الفنية في دبي، إذ اختصرت عليهم المسافة ووفرت وقتهم. دبي كانفس أحدث الفعاليات والمشاريع الناهضة بالحركة التشكيلية في دبي والإمارات، والتي تعتمد على اللقاء الحي المباشر مع الجمهور في الأماكن المفتوحة، هو مهرجان «دبي كانفس» الذي شهد دورته الأولى مطلع مارس الماضي، مستحضراً الفن الثلاثي الأبعاد وبأياد عالمية رائدة إلى منطقة «ذا بيتش» مقابل «جميرا بيتش ريزيدنس»، بتنظيم من «براند دبي» التابع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي. وقد زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ حمدان بن محمد، موقع الحدث كترجمة للاهتمام الكبير بأن تحقق إمارة دبي استراتيجيتها في العام 2015 في الوصول إلى تنمية شاملة عنوانها الثقافة والفن والفكر. صوب العالمية ولا يخفى على عين المتابع ما تتميز به دبي من طابع عالمي بشكل عام، وفي المجال الفني بشكل خاص، ولعل معرض «فنون العالم دبي» الذي انتهت قبل أيام فعاليات دورته الأولى في مركز دبي التجاري العالمي واحد من نماذج أو شواهد كثيرة على ذلك. حيث من المفترض أن يصبح حدثاً سنوياً وبيئة مزدهرة وحاضنة لآلاف الأعمال التشكيلية الحديثة والمعاصرة، تبرز روح الحياة في البلدان التي تمثلها. بمشاركة «جاليريهات» الفن من كل أنحاء المعمورة، وخبراء سيقدمون للمتلقي والمهتم خبراتهم في الصناعة الفنية وتثمين النتاجات لاحقاً.ومن بين إحدى الفعاليات الرائدة في مجال الفنون، وضمن مشروع «أسبوع الفن» يقدم «آرت دبي» من آذار كل عام، الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون وهي الشريك الاستراتيجي له والداعم الأساسي لبرنامجه التعليمي، حوالي الـ90 صالة عرض، تضيء على فنون العالم خلال القرن العشرين وحتى اللحظة، بالاعتماد في جزء كبير من الأعمال المشاركة على ثيمة تختلف سنوياً باختلاف المناطق الجغرافية المختارة. وذلك في ثلاثة أقسام، هي: كونتيمبوراري «معاصر»، ومودرن «حديث»، وماركر «مؤشر»..وعبر 9 سنوات مضت، استطاع هذا المعرض الفني أن يكون رائداً في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. وأن يضع فنون العالم العربي على قائمة الفنون التشكيلية عالمياً، معرفاً بها وبتقاطعاتها السياسية والاجتماعية مع الظروف التي تحيط بالبلدان العربية اليوم. إلى جانب إضاءته على الحركة الفنية في دولة الإمارات، وإبراز أعلامها من الفنانين الرواد وجيل الشباب.أيضاً وضمن فعاليات «أسبوع الفن» ومن روح المدينة العتيقة التي انفتحت على فضاءات عالمية متنوعة، انطلق معرض سكة الفني عام 2011 لدعم المواهب الفنية الإماراتية، بالاعتماد على النقاش كمادة عصرية لحوارات الفنون محلياً وعربياً ودولياً. معيدة إحياء أزقة قديمة تحمل بين جدرانها وعلى أرصفتها نكهة السكان المحليين، وثقافتهم.من جهته، يعمل برامج «الفنان المقيم» الذي تنظمه «دبي للثقافة» على توطيد العلاقة بين طرفين: الفنان الإماراتي والفنان العالمي. عبر مجموعة ورشات عمل وحوارات تتخذ من التبادل المعرفي الهدف والوسيلة في الوقت نفسه. وينتج عنها أعمال فنية تعبّر عن تآلف وتناغم إنساني له وقع حي على البيئة الإماراتية، إذ ثمة إحياء لدور حي الفهيدي التاريخي، ولدوره في الحركة الثقافية والفنية في دبي والمنطقة. تحفيز الفن وكمبادرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، كان صاحب السمو حاكم دبي قد أطلق جائزة محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفنون في العام 2009. من أجل المساهمة في تمكين البيئة الثقافية والفنية في كل المنطقة، على الصعيد الشخصي والمؤسساتي. الأمر الذي فعّل حركة الفن التشكيلي وقدم مساندة حقيقية للمواهب المبدعة في دولة الإمارات. وتستكمل جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، مفهوم الارتقاء بالراهن الثقافي والفني في دبي، من خلال عدسة الكاميرا الراكضة دائماً وراء الحقيقة والتفرد في اللحظة. وكونها مخصصة للمبدعين في هذا القطاع من أي بلد، فإن المسابقة تجعل التواصل فاعلاً من خلال مشهدين، الأول يرصد العلاقة بين المبدع المحلي والآخر في المنطقة والوطن العربي والعالم، والمشهد الثاني يعكس الاحتكاك المباشر بين المبدع المحلي والمواهب الإماراتية وبين أولئك الذين حققوا ريادة وتقدماً في هذا الفن دولياً.بدورها، خرّجت «جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب»، إحدى مبادرات المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، عشرات الفنانين، والفنانات في مختلف الجوانب الفنية منذ انطلاقتها عام 2006. متضمنة أربع فئات هي: فئة «الفنون الجميلة»، فئة «التصوير الفوتوغرافي»، فئة «التصميم»، فئة «الوسائط المتعددة – الملتيميديا». بالإضافة إلى جائزة اختيار الجمهور التي يتم التصويت لها عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للجائزة ككل. وتسهم جميع هذه الفئات في تشكيل وتكوين الذائقة الفنية والوعي التشكيلي الثقافي لدى المواطنين الإماراتيين، الشباب منهم على وجه الخصوص.وإلى جانب المبادرات الحكومية والرسمية، ثمة مبادرات فردية تعكس النمو الحاصل في الفنون التشكيلية على أرض إمارة دبي، وتثريها وتغني وتدعم مفهوم التنمية الشاملة، الثقافية منها وغير الثقافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©