الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما يائس من ردع «كيم»!

26 ابريل 2014 22:46
تشيكو هارلان محلل سياسي أميركي في وقت تقوم فيه كوريا الشمالية باستعدادات حثيثة لإجراء المزيد من التجارب النووية تحت الأرض، قال أوباما الجمعة إنه لا يرى «رصاصة سحرية» يمكنه أن يردع بها دولة هي بطبيعة الحال معزولة عن العالم، وتسعى لتطوير برامج تسلحها بحيث تخلق تهديداً مباشراً للولايات المتحدة. ويمكن للتجربة النووية الجديدة أن تزود الكوريين الشماليين بأساليب مبتكرة لقياس نتائج التجارب التي يجرونها على أسلحة نووية مصغرة. وهي قنابل ورؤوس نووية صغيرة للحد الذي يجعلها صالحة للتركيب في رؤوس الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، ويمكنها أن تضرب الولايات المتحدة ذاتها. وسيلقي هذا التفجير الاختباري المزيد من الضوء على معضلة إدارة أوباما التي لم تتمكن حتى الآن من إظهار سوى القليل جداً من التأثير السياسي للتعامل مع برنامج التسلح النووي لبيونج يانج بعد سنوات من المناورات الدبلوماسية. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة كوريا الجنوبية «بارك جيون- هاي» في القصر الرئاسي في العاصمة سيؤول: «إن كوريا الشمالية هي بطبيعة الحال الدولة الأكثر عزلة في العالم منذ وقت طويل. ويتحمل شعبها أشد المعاناة بسبب القرارات التي يتخذها قادته. ولا شك أننا لن نتمكن من العثور على الرصاصة السحرية التي يمكنها أن تحل هذه المشكلة بشكل مفاجئ». وتزامن وصول أوباما إلى سيؤول مع نشاطات حثيثة في الموقع الجبلي الذي دأبت كوريا الشمالية على إجراء تجاربها النووية فيه. وذلك في إطار التحضير لإجراء السلسلة الرابعة من التفجيرات النووية. وحذّر مسؤولون في سيؤول من أن تكون هذه التحضيرات التي تم التقاط تفاصيلها عن طريق الأقمار الصناعية، مجرد خدعة تهدف إلى استثارة القلق والخوف في المنطقة. وقالت «بارك» يوم الجمعة إن «الشمال» أصبح «جاهزاً تماماً» لإجراء التجربة النووية الجديدة من الناحية التكنولوجية، ويمكن للمسؤولين هناك أن يتخذوا القرار السياسي النهائي بشأنها في أية لحظة. وقد تغير هذه التجربة الوضع الأمني في المنطقة برمتها بشكل كبير. ونبهت «بارك» أيضاً إلى أن دولاً آسيوية أخرى عدة ستدخل معمعة «السباق لامتلاك الأسلحة النووية» على التوازي مع تنامي القوة النووية لكوريا الشمالية. وبدوره، أعلن رئيس كوريا الشمالية «كيم جونج أون» أن بلاده لن تتخلى عن أسلحتها النووية أبداً. ويرى محللون بأن الولايات المتحدة قد اعتمدت سياسة «الصبر الاستراتيجي» على أمل أن تعيد كوريا الشمالية التفكير في نتائج سلوكها، خاصة بسبب العزلة العالمية والعقوبات التي تواجهها. ولكن، بدلاً من ذلك، عمدت بيونج يانج إلى إجراء تطويرات مهمة على برنامج التسلح على رغم أن العقوبات التي فرضت عليها تستهدف تجفيف مصادر تمويل هذا البرنامج. وقد مضت الآن سنتان أو أكثر من دون أن يحدث أي حوار بين واشنطن وبيونج يانج. وبقيت محادثات «مجموعة الستة»، وهي عملية تشارك فيها دول متعددة وتهدف إلى تشجيع بيونج يانج على نزع أسلحتها النووية، تغطّ في نوم عميق منذ عام 2008. وقال البنتاجون في تقرير قدمه إلى الكونجرس مؤخراً، إن تجارب بيونج يانج على الأسلحة النووية تمثل طريقة «لجذب الاهتمام العالمي، ودعوة للعالم لقبولها كدولة نووية». وقال «إيفانز ريفير» الأستاذ الزميل في معهد بروكينجز والعضو السابق في الوفد الأميركي الذي أجرى سلسلة من المفاوضات مع كوريا الشمالية: «لقد تركت الأساليب الدبلوماسية السابقة وغير الفعالة، الباب مفتوحاً أمام كوريا الشمالية لتفعل ما تشاء. وها هي الآن تستغل هذه الميزة أفضل استغلال». وقال أوباما يوم الجمعة إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون على التعنت الكوري الشمالي بفرض عقوبات إضافية على بيونج يانج من النوع الذي قد يسبب لها «عضّة أكثر إيلاماً» بالإضافة لإبراز الخروق الفاضحة لحقوق الإنسان التي يعاني منها الشعب الكوري. وأعلن كل من الرئيسة «بارك» وأوباما الجمعة أيضاً أنهما بصدد البحث في تأجيل خطة ترمي إلى منح سيؤول حق الإشراف الذاتي على قواتها العسكرية وجنودها خلال أي حرب يمكن أن تنشب في شبه الجزيرة الكورية بدلاً من إبقائها تحت قيادة القوات المسلحة الأميركية. وتم بالفعل تأجيل هذه الخطة حتى شهر ديسمبر من عام 2015. ويرى مسؤولون في كل من سيؤول وواشنطن، أن الهدف الأول الذي تسعى له كوريا الشمالية هو أن تتمكن من امتلاك صاروخ مجهّز برأس نووي. ويتطلب تحقيق هذا الهدف النجاح في أمرين اثنين، أولهما تصغير السلاح النووي، والثاني صناعة صاروخ بالستي عابر للقارات، يمكنه أن يحمل هذا السلاح وأن يصل إلى مدار حول الأرض ويعود إلى جوها من جديد. إلا أن أفضل التوقعات تشير إلى أن المسعى الكوري الشمالي لا يتمتع إلا بأقل مستوى من الاعتمادية والقدرة على النجاح. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©