السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلق إستوني من سيناريو القرم

26 ابريل 2014 22:46
اوت اوميلاس تالين - إستونيا قبل عقدين من الاستيلاء على القرم كانت لفلاديمير بوتين سابقة أبدى فيها رغبته في تحدي نظام ما بعد الحرب الباردة، دفاعاً عن الروس في إستونيا التي تحبس أنفاسها حالياً أمام احتمال أن يتدخل فيها الرئيس الروسي. فبينما كان بوتين مسؤولا للشؤون الخارجية لمدينة سان بطرسبرج، ساعد الضابط السابق في جهاز المخابرات الروسي «كي. جي. بي» في حث الغالبية الروسية في مدينة نارفا الإستونية الحدودية، على الموافقة على إجراء استفتاء على الحكم الذاتي عام 1993، وهو ما تم إسقاطه لاحقاً لعدم دستوريته بحسب ما صرح فلاديمير تشويكين رئيس مجلس المدينة في ذاك الوقت. ويستعيد تشويكين البالغ من العمر 62 عاماً ذكريات الأحداث، قائلا إن وحدة من قوات القوزاق التي كانت تحرس الإمبراطورية القيصرية ذات يوم بالجياد، احتشدت على الجانب الروسي من نهر نارفا قبل إجراء الاقتراع. وخشي المنظمون الذين أرادوا استفتاءً «نظيفاً» من وقوع نزف دماء إذا سمح لهذه القوات بعبور النهر. وأضاف المسؤول الإستوني السابق: «أجريت محادثات مع بوتين بشأن ضرورة إغلاق روسيا الحدود حتى لا يستطيع هؤلاء الناس الوصول إلى هنا.. فقد كنت أعرف بوتين ورئيسه أناتولي سوبتشاك (رئيس البلدية)، ورتبا اجتماعاً لي مع جهاز المخابرات كي. جي. بي، واتفقنا على ألا يُسمح لقوات ثالثة بالتدخل». ويرى تشويكين أنه على خلاف التصويت في القرم للانضمام لروسيا وضم بوتين لشبه الجزيرة الأوكرانية، لم تحظ مبادرة نارفا بتأييد الكرملين. وربما ساهمت هذه التجرية في صياغة نهج بوتين في مساعدة الروس على امتداد الاتحاد السوفييتي السابق، وهو ما أصبح أولوية في السياسة الخارجية بعد انتخابه رئيساً عام 2000. وأشار ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الشهر الماضي إلى أنه «من المؤكد أن بوتين هو الضامن الرئيسي لأمن العالم الروسي.. بل صرّح بوتين بهذا دون لبس». وفي عام 2005، بعد فوزه بدورة رئاسية ثانية قال بوتين في خطاب للأمة إن انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 كان «مأساة» للشعب الروسي. وأشار في ذالك الوقت إلى أن هناك «عشرات الملايين من مواطنينا وسكان بلادنا يجدون أنفسهم خارج حدود الأراضي الروسية». ومنذ خلع الرئيس الأوكراني المدعوم من الكرملين، فيكتور يانوكوفيتش، في احتجاجات دموية في فبراير الماضي، سعى بوتين إلى تحقيق استقلال أكبر للأقاليم ذات الغالبية الروسية في شرق أوكرانيا. وحصل على موافقة البرلمان لاستخدام القوة لحماية الروس داخل أوكرانيا، مما أطلق أجراس الخطر في إستونيا ومناطق شيوعية سابقة أخرى بها أقليات روسية كبيرة. ويعتقد فلاديمبر يوشكين الذي يرأس المركز البلطيقي للدراسات الروسية في تالين أنه «يجب ألا نشك في أن روسيا لديها خطط مفصلة عن حماية حقوق المتحدثين بالروسية في البلطيق، وهذا يصوره ما حدث في القرم». وتوقع يوشكين في عام 2012 عندما فاز بوتين بولاية ثالثة أن الرئيس الروسي سيرسل قوات إلى القرم أو نارفا بذريعة الدفاع عن الروس. وأثناء حملته الانتخابية نشر بوتين مقالا في صحيفة «موسكوفسكي نوفوستي» قال فيه إن روسيا بحاجة لأن «تعزز نظام جاذبية» أنشطتها التعليمية والثقافية حول العالم، «خاصة في الدول التي يتحدث جزء من سكانها الروسية أو يفهمونها». وبعد فوزه وقّع مرسوما يعزز أموال وزارة الخارجية ووكالات حكومية أخرى لحماية الروس في الخارج. والانقسامات العرقية التي أدت إلى إجراء الاستفتاء في نارفا من قبل لم تندمل قط. وهذا ما دفع الإستونيين الذين يمثلون 70 في المئة من سكان البلاد وأربعة في المئة فقط من سكان نارفا البالغ عددهم 63 ألفاً، للقلق من أن يكون تحرك بوتين في أوكرانيا مقدمة لشيء مشابه في بلادهم حتى بعد أن أصبحت عضواً في «الناتو» والاتحاد الأوروبي عام 2004. أثناء الحرب العالمية الثانية كاد والد بوتين يقتل عندما تعرضت وحدته شبه العسكرية لـ«الخيانة» من الإستونيين أثناء مهمة غرب مدينة سان بطرسبرج بحسب ما جاء في كتاب «الشخص الأول» (نشر عام 2000). ولم ينج من الوحدة المؤلفة من 28 جندياً إلا أربعة جنود. واستنتجت وزارة خارجية أستونيا أن «بوتين لديه ضغينة شخصية مع إستونيا»، بحسب برقية سرية عام 2009 نشرتها تسريبات ويكيليكس. ودأبت روسيا على إدانة إستونيا ولاتفيا المجاورة بانتهاكات حقوق الأقليات الروسية. ويوم 18 فبراير الماضي، حث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف البلدين على الالتزام بتوصيات المنظمات الدولية مثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لإنهاء الظاهرة «الصفيقة الخاصة بانعدام الجنسية». فعندما استعادت لاتفيا التي يبلغ عدد سكانها 2.1 مليون وإستونيا التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليون استقلالهما عام 1991، لم يمنحا الجنسية تلقائياً للأشخاص الذين انتقلوا إليهما أثناء الحقبة السوفيتية بل صنفتهم إما باعتبارهم غير مواطنين أو بلا جنسية. ويوجد في لاتفيا نحو 46 ألف روسي و291 ألفا من فئة غير المواطنين، بينما يوجد في إستونيا 95 ألف مواطن روسي و91 ألف شخص بلا جنسية. والدولة البلطيقية الثالثة، ليتوانيا، التي يوجد فيها عدد أقل من الروس بين سكانها البالغ عددهم ثلاثة ملايين، منحت الجميع الجنسية بعد الاستقلال. ويعتقد ادوارد إيست رئيس بلدية نارفا أنه يصعب العثور على أي شخص في المدينة يريد أن يكون جزءاً من روسيا، على خلاف القرم، وإن تكهنات وسائل الإعلام بشأن احتمال إجراء استفتاء هناك «مهينة» للسكان الذين يمثلون جزءاً من المجتمع الإستوني. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©