رمضان هدوء وقراءة

شهر رمضان مساحة كبيرة للهدوء والاطمئنان والقراءة، لا يعادله أي شهر من شهور السنة، فهو الضوء الجميل والذاكرة الجميلة، والاختلاف الكلي في كل جزئيات الحياة، يأتي ليغير رتم الحياة المملة أو حتى المنفلتة، حتى وإن كانت عند البعض مرحة حتى بلوغ النسيان عن أمور مهمة ومؤثرة في حياة البشر، حيث يتذكر البعض الناس الآخرين المختلفين في حياتهم وظروفهم اليومية والاجتماعية، أنه شهر الرحمة والصدق مع الذات عند السواد الأعظم من الناس، وهو شهر القرب والتقرب والتفكر في المصير أو الشأن العام لأفراد المجتمع، حتى أولئك القساة في تعاملهم مع الناس أو المكتنزين علواً وترفعاً عن رؤية ما أُأتمنوا عليه من أمور أنفسهم أو الآخرين· إنه شهر التواضع والرحمة والمحبة عند كل فرد توجد بداخله بذرة الخير، ولكن صيرورة الحياة والأيام وزهوها أخذته بعيداً حتى أصبح لا يرد السلام على الناس أو نسي ذاته وأصحابه والأصدقاء، بعضهم حتى إرسال رسالة قصيرة لا تكلف شيئاً ولا تعطل مصلحة ولا تلهي عن الغي والتورم، عزيزة لديه فلا يفعلها، فمثل هؤلاء لا ينفع وعظاً ولا نفحة· شهر رمضان فرصة كبيرة للقراءة حيث هذا النهار الطويل وهذا الليل الممتد عند البعض حتى الفجر، يترك لمحب القراءة مساحة كبيرة للقراءة والإطلاع على صنوف المعرفة والآداب بعيداً عن ضجيج الأجهزة الإعلامية وبالخصوص التلفاز الذي يجند كل طاقته ويعدد في برامجه والتي للأسف أكثرها لا يفيد الناس وانما يزيدهم عمى عن حقائق الحياة والأهم منها وبعض البرامج تزيد مساحة التسطيح وتشتغل على اللهو والتسلية وتحويل هذه المناسبة إلى فرصة لتقديم أسوأ البرامج بالإضافة إلى أنها فترة التكسب من بعض القنوات ومعدي وصانعي المسلسلات، التي لا تقدم شيئاً للمشاهد غير الهدم والتغريب عن واقع الحياة· أعتقد أن فترة شهر رمضان يمكن استغلالها بصورة أفضل عند الذين يحبون القراءة والاطلاع، وهي أن يقرر الفرد ترك مساحة أكبر للهدوء والقراءة والابتعاد عن هذا الضجيج الذي يبثه التلفاز أو المقاهي الرمضانية وعلى الخصوص الخيام الرمضانية التي تأخذ الكثير من فرصتهم الذهبية من الشعور بالراحة والسكينة والهدوء، والإنسان وحده مسؤول عن تصرفاته ووحده المعني باختياراته حيث يستطيع أن يختار الأمكنة الهادئة والزوايا الرائعة التي تنتشر في مدن الإمارات الجميلة وهناك يستغل زمنه ووقته في المطالعة والقراءة ويتمتع بالهدوء سواء بالاشتغال منفرداً أو مع بعض الأصدقاء حتى السمر في الأماكن الهادئة مثل المقاهي الجميلة بعيداً عن الضجيج بها فائدة أكثر من ركام هذه التلفزة التي تسرق عظمة شهر رمضان من الناس·