الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البنك الدولي يتوقع استمرار أزمة الغذاء والمجاعة الصامتة

البنك الدولي يتوقع استمرار أزمة الغذاء والمجاعة الصامتة
4 سبتمبر 2008 00:47
قال البنك الدولي أمس إنه لا تلوح في الأفق نهاية للنقص في الغذاء العالمي، وإن ارتفاع الأسعار بسبب تغير المناخ وندرة الطاقة والمياه ستفاقم قريبا ما بات بالفعل مجاعة صامتة· وقالت كاترين سييرا نائبة رئيس البنك للتنمية المستدامة في مقابلة مع رويترز ''ربما يكون هناك انخفاض طفيف لكن أسعار الغذاء ستواصل الارتفاع في المستقبل المنظور''· وأضافت على هامش أعمال مؤتمر بشأن الزراعة وتغير المناخ في استراليا ''ما نشهده في الوقت الحالي هو نوع من مجاعة صامتة·· أناس اضطروا بالفعل لتقليص استهلاكهم من الغذاء بقدر كبير ·· 100 مليون شخص يعودون إلى الفقر في افريقيا''· وتستعد كثير من الدول لمزيد من عدم الاستقرار بعد أعمال شغب في 37 بلدا، كما ارتفعت أسعار الأرز في الأسواق العالمية من 400 إلى 1000 دولار للطن· وبلغ سعر الأرز القياسي التايلاندي 720 دولارا للطن· كما تخفض دول منتجة مثل كمبوديا وفيتنام والهند والصين صادراتها لتوفير الأرز للسوق المحلية· وتشير سجلات الأمم المتحدة إلى أن اسعار الأرز العالمية زادت 35 بالمئة في العام الذي انتهى في يناير في تسريع لوتيرة توجه صعودي بدأ في عام ·2002 ومنذ ذلك الحين زادت الأسعار 65 بالمئة· وبلغت أسعار القمح ذروتها في مارس مسجلة 454 دولارا للطن لترتفع إلى أكثر من المثلين بين منتصف عام 2007 ومارس من العام الحالي· وفي كلمة لها بالمؤتمر، قالت سييرا إن الحكومات في أنحاء العالم تقاعست عن الاستثمار بشكل مناسب في البحوث الزراعية وزيادة انتاج أنواع جديدة من الأغذية في وقت مناسب لتلبية الطلب· وفيما يرتفع عدد سكان العالم متجها إلى تسعة مليارات دولار بحلول عام ،2050 يتوقع نمو الطلب على الغذاء بنسبة 110 بالمئة خلال نفس الفترة· في الوقت نفسه يخفض الاحتباس الحراري امدادات المياه المتاحة لزراعة المحاصيل· وفي حين يعارض أغلب الأوروبيين أنواع المحاصيل المعدلة وراثيا، قالت سييرا إن كثيرا منها بدا واعدا لتخفيف النقص في الغذاء· واضافت أن استراليا التي تواجه أسوأ موجة جفاف منذ 117 عاما لديها الخبرة لتحسين انتاجية المحاصيل في مواجهة تغير المناخ ونقص المياه· وأبلغ وزير الزراعية الاسترالي توني بيرك المؤتمر أن المحاصيل الغذائية المعدلة وراثيا ستكون ضرورية على نطاق واسع للمساعدة في مواجهة النقص العالمي في الغذاء، قائلا إن الوقود الحيوي الذي يقلل المحاصيل الغذائية المتاحة غير ملوم في ذلك· وقال ''لا أعتقد أننا ينبغي أن ندير ظهورنا إلى أي جانب من العلم· سيكون من الخطأ أن يعتقد أي شخص أن الرجوع عن سياسات الوقود الحيوي تلك سينهي التحدي الذي نواجهه مع النقص العالمي في الغذاء''· وقالت سييرا إنه يجب أن تركز البحوث على محاصيل أشد صلابة قادرة على تحمل الجفاف والحرارة والملوحة علاوة على الحبوب· إلى ذلك قال رئيس معهد عالمي لدراسات القمح أمس إن اليابان وأوروبا تحتاجان لتبني القمح المعدل وراثياً لمكافحة نقص الغذاء في الدول الفقيرة بدلاً من محاولة استرضاء المستهلكين· وكانت معارضة الرأي العام وجماعات المستهلكين في الدول الغنية للقمح المعالج وراثياً قد دفعت كبرى الدول المنتجة مثل استراليا والولايات المتحدة وكندا الى الابتعاد عن زراعته· وقال طومسون لومبكين رئيس المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح ومقره المكسيك إن المحاصيل المعالجة وراثياً يمكنها زيادة الانتاجية ومساعدة الدول الفقيرة على إطعام شعوبها في وقت نقص الغذاء وارتفاع الأسعار العالمية· وقال ولومبكين في مقابلة مع رويترز امس ''الحكومات يجب أن تحاول مساعدة الناس على تقدير إلى أي مدى يؤثر ارتفاع أسعار الأغذية على الفقراء في الدول النامية''· وأضاف ''بحرمانهم من هذه التكنولوجيا نبقيهم جياعاً ومهددين بالموت''· وتمثل محاصيل الذرة والقمح نحو 40 بالمئة من الغذاء العالمي و25 بالمئة من السعرات الحرارية التي تستهلك في الدول النامية حسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)· وارتفعت أسعار القمح بحدة في العامين الماضيين فزادت على مثليها بالمقارنة بمستواها في عام 2006 حتى بلغت ذروتها في مارس عام 2008 عند 545 دولاراً للطن قبل أن تتراجع بعض الشيء· وارتفعت أسعار الغذاء بنحو 50 بالمئة على مستوى العالم خلال الفترة نفسها· ومركز تحسين الذرة والقمح هو مركز دراسات عالمي عن القمح له مكاتب في مئة دولة نامية ويهدف إلى تحسين مستويات المعيشة ودعم الأمن الغذائي في الدول النامية· وليس هناك قمح معالج وراثياً في اسواق العالم في الوقت الراهن بسبب المعارضة القوية من جانب المستهلكين والجماعات المدافعة عن البيئة في العديد من الدول· لكن العديد من الشركات المطورة للتكنولوجيا الحيوية الزراعية وبخاصة شركة مونسانتو وشركة سينجنتا قامت بأبحاث مكثفة على تطوير أنواع مختلفة من القمح المعالج· غير أن مونسانتو نحت جانباً مشروعها لتطوير القمح وسينجنتا أبطأت خطاها فيما يتعلق بقمح مقاوم للآفات بسبب المعارضة القوية· ولم يوافق الاتحاد الأوروبي على أي محاصيل معدلة وراثياً على مدى عشر سنوات والدول الأعضاء وعددها 27 دولة كثيراً ما تتشاحن بسبب هذا الأمر· وتدعم اليابان البحوث في هذا المجال لكن الرأي العام معارض بشدة للقمح والأرز المعالجين وراثياً· وقال لومبكين على هامش مؤتمر عن الزراعة والمناخ ''هذا يعطل كندا والولايات المتحدة واستراليا''·
المصدر: كانبيرا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©