في السابق كان الحديث عن كرة القدم في الولايات المتحدة الأميركية يعني الحديث عن لعبة ثانوية لا تجد قبولاً أو متابعة من الشعب الأميركي الذي يفضل البيسبول وكرة السلة ويقدمهما على بقية الألعاب.
قد لا تكون هذه فكرتي لوحدي ولكنها فكرة الكثير من الذين يعيشون على الكرة الأرضية والذين لا يرون أن الأميركيين يعشقون كرة القدم كما يفعل غيرهم من البشر. ولكن مع توالي السنوات وفي أعقاب استضافة الولايات المتحدة لكأس العالم 1994 بدأ الشباب الأميركي يطرق أبواب كرة القدم بكل قوة وبات لها عشاقها ومحبوها في مختلف الولايات، كما بدأت رؤوس الأموال الأميركية تتجه صوب كرة القدم بعد أن اكتشـفوا أنها الدجاجة التي تبيض ذهباً.
لم يكن غريباً أن يكون نادياً عريقاً مثل ليفربول بملكية أميركية، وكذلك مانشستر يونايتد، فضلاً عن ما يقوم به بعض القائمين على كرة القدم في أميركا بإحياء الاهتمام باللعبة وذلك منذ أيام نادي كوزموس الشهير الذي استقطب بيليه وبيكنباور في يوم من الأيام، وحالياً لوس أنجلوس جالاكسي الذي تعاقد مع بيكهام.
وبعد نهاية مباراة أميركا وسلوفينيا التي انتهت بالتعادل الإيجابي، والتي شهدت بدايتها تقدم منتخب سلوفينيا بهدفين نظيفين قبل أن يتعملق الأميركان ويحرزوا هدفين في الشوط الثاني، بل وألغى حكم المباراة الهدف الثالث، وشاهدت القدرات الكبيرة التي يتمتع بها الفريق والتي أثبتت أن التعادل مع إنجلترا لم يكن من قبيل المصادفة، وكذلك ما شاهدناه قبل عام في كأس القارات عندما وصل الفريق إلى المباراة النهائية، وتقدم على البرازيل بهدفين في مشهد لم يصدقه العالم قبل أن يتمكن المنتخب البرازيلي من تسجيل ثلاثة أهداف ليجهض المفاجأة الأميركية.
كل هذه الأمور قادت الفضول بداخلي لكي أتجه إلى أحد المشجعين الأميركيين بعد المباراة خصوصاً أن جوهانسبرج تعج بهم لأسأله ما هو السر وكيف أصبحت اللعبة بهذه الشعبية في الولايات المتحدة فأجابني بيتر وهذا اسمه، أن كرة القدم في أميركا لها شعبية كبيرة، وهناك الكثير من الناس الذين يتتبعون أخبارها بل إن هناك الكثير من الأميركيين الذين يشدون الرحال إلى أوروبا من أجل متابعة مباراة مهمة في الدوريات الكبرى أو في دوري أبطال أوربا، ثم أشار إلى الجماهير الأميركية الحاضرة ليقول لي هل تعتقد أن هؤلاء الذين جاءوا من الولايات المتحدة إلى جنوب أفريقيا لا يحبون كرة القدم، ولكنه أكد أنها ليست اللعبة الشعبية الأولى ولكنها تحظى بالمتابعة والاهتمام من قبل شريحة كبيرة في المجتمع الأميركي.
وبالتأكيد هنا في جوهانسبرج رأيت بعيني الكثير من الذين يحملون الأعلام الأميركية وأتوا من أجل تشجيع المنتخب الأميركي على الرغم من تحذيرات الخارجية الأميركية قبل البطولة لمواطنيها بتجنب السفر إلى جنوب أفريقيا لأنهم سيكونون مستهدفين على حد قولها ولكن لم يثن هذا التحذير هؤلاء من الزحف إلى القارة الأفريقية ليساندوا منتخب بلادهم ويرفعوا العلم الأميركي ولكي يوجهوا رسالة إلى العالم أن الأميركيين أيضاً يحبون كرة القدم.
عدد اليوم
