الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحياة بإيجابية

14 نوفمبر 2009 23:16
المتأمل في حياة الشعوب منذ أن سكن آدم عليه السلام الأرض مع زوجته حواء يلاحظ أنه لا تخلو أمة من الهموم والمشاكل والصعاب والعقبات وغيرها، وبالرغم من ذلك كله إلا أنها تتغلب على وضعها وظروفها. فقد ركبوا السفن وغامروا وضحوا، وقطعوا الصحراء بأكباد الإبل، زرعوا الزرع وانتظروا حصاده مدد من الزمن، فياترى هل كانوا يفعلون ذلك وهم في حالة من اليأس؟ من الضجر؟ من التذمر؟ لو كانوا كذلك لما حركوا ساكناً، ولما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من تقدم وارتقاء ونماء. فالله سبحانه وتعالى خلق الخلق وشاء لهم ما شاء، فخلق الإنسان وجعل له امتحان أيشكر أم يكفر فقال تبارك وتعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )(العنكبوت:2). الحياة بإيجابية فكرة ودعوة للبحث في معطياتها ومجرياتها عن كل ما يحقق لنا أن نعيش بإيجابية رغم ما بها من هموم وضغوطات وأحزان، وليس البحث عن كل ما يكدر علينا صفوها كمن يعبث بيده في ماء بحيرة ساكنة تعكس أشعة الشمس ومنظر الطبيعة الجميلة. قلت لأحدهم ذات يوم: «أريدك أن تتذكر الأمور الجميلة التي في حياتك» فقال: «لا يوجد في حياتي أشياء جميلة». فتعجبت وسألته: «وكيف ذاك؟» فقال: «أنا لم أدرس التخصص الجامعي الذي أريد» فقلت له: «ولكنك جامعي»، فقال: «وماذا يعني هذا؟! كما أنني لم أشتغل بالوظيفة التي أريدها». فقلت له: «ولكنك تملك وظيفة ولديك موهبة جميلة» فقال: «وماذا يعني هذا؟! كما أنني لم أتزوج من الفتاة التي أحبها». فقلت له: «ولكنك متزوج ولديك أبناء» فقال: «وماذا يعني هذا»؟! أتريد أن أزيدك من السلبيات التي في حياتي؟» فقلت له: «لا شكرا، يكفيني ما ذكرت». سبحان الله كيف يلغي الإنسان الواعي العاقل النعم الكثيرة الواضحة والبينة التي أنعم الله عليه بها ولا يركز إلا على الأمور والأشياء التي لم تتحقق له فيوهم نفسه أنه يعيش حياة سلبية مليئة بالسواد، قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )(إبراهيم:7). dralazazi@yahoo.com د.عبداللطيف العزعزي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©