الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإبل تحتفظ بمكانتها في قلوب السودانيين دون معداتها

الإبل تحتفظ بمكانتها في قلوب السودانيين دون معداتها
14 نوفمبر 2009 23:14
تمثل الإبل في المناطق الريفية وخاصة الصحراوية وسيلة للتنقل وأيضا تعتبر جزء اً من مراسم الزواج عندما تنقل العروس إلى منزل زوجها على متن الناقة التي يتم تزيينها بالصوف الملون والأساور بجانب السباقات التي تقام في المناسبات والأعياد المختلفة. وتشير الإحصائيات إلى صعوبة تحديد أعداد الإبل في السودان ويذكر آخر تقرير إحصائي صدر في عام 2003 إلى أن السودان يملك أكثر من ثلاثة ملايين رأس من الإبل حيث احتل السودان المركز الثاني بعد الصومال في عدد الإبل، ويعتقد الكثير بأن تربية الإبل في السودان تعود للعادات المتوارثة للقبائل المختلفة على مر التاريخ خاصة في شرق السودان لدى قبائل البني عامر والهدندوة والامرار وفي مناطق البطانة عند قبائل الشكرية والبطاحين واللحويين في كردفان. وتقسم الإبل إلى نوعين يعرف الأول الخاص بالركوب أو ما يعرف بجمال الزيداب العربي ويمتاز بضخامة البنية والسنام ويوجد في معظم مناطق السودان، والأنواع الأخرى هي العناقي، والشكري، والجهني ويقتصر وجودها في الجزء الشمالي الشرقي من السودان ما بين نهر النيل والبحر الأحمر ويتميز هذا الأخير عن النوع الأول (العناقي) بخفة الوزن وطول الأرجل وصغر حجم السنام، ويرى المختصون أن جمل البشاري هو الأكثر قدرة على التحمل والثبات كجمل للركوب. ويقول خالد حسن رئيس اتحاد الرعاة بالخرطوم لـ «الاتحاد» إن تربية الإبل ستستمر في السودان ويرجع ذلك لعشق أهلها لهذا الحيوان المطيع فهم يعتمدون عليه في حياتهم وفي ترحالهم واستقرارهم إذ تشكل إبل الأحمال ?90 من التعداد الكلي للجمال في المقابل تقل نسبة إبل الركوب وتنحصر في الأجزاء الشمالية الشرقية. ويضيف أن تجارة الإبل لا تزال مستمرة بين السودان ومصر عبر درب الأربعين وهو طريق بري ووادي المقدم وتتحمل الإبل مشقة الطريق بما حباها الله من ميزات إذ يستطيع هذا الحيوان الصبر على العطش كما هو معلوم لمدة شهر كامل أحيانا لكنه حينما يعطش يشرب حوالي 18 لترا من الماء. ويعدد حسن أسماء وألقاب الجمال السودانية هي العيس، الشملال، الوجناء، الناجية، العوجاء، الشمردلة، الهجان، الكومان، وكل هذه الأسماء تدل على معان تختلف وتتفق مع طبيعتها في الصحراء. ويضيف أن الحياة مع الإبل في الصحراء تمثل قمة المتعة لسكان الريف حيث يشدو راكبوها بالألحان والأغاني والأشعار حيث ظلت الإبل ملهمة لشعراء البادية علي مر العصور والتغزل في محاسنها كان يرسل إشارات باطنة للمحبوبة. ويبين أن أهل السودان يواظبون على إقامة سباقات الإبل في الأعياد خاصة ورغم أن الجوائز ليست ذات قيمة مادية عالية إلا أن السباقات دائما تكون مثيرة وساخنة والجميع تتملكه الرغبة في الفوز ويذيع صيت الجمل الفائز ويرتفع ثمنه. سوق الناقة يبيع لحم الضان يقول إبراهيم جاد الله الناشط في مجال تربية الإبل إن الإبل السودانية تنتمي إلى المجموعة العربية ذات السنام الواحد ويأتي السودان في المرتبة الثانية، مضيفا أنه رغم انتشار الطرق وسهولة المواصلات إلا أن مساحات السودان الشاسعة والحياة البدوية لمعظم القبائل العربية تجعل من تربية الإبل النشاط الأول لقاطني شرق السودان فلا يزال أهل تلك المناطق يحتفون بهذا الحيوان ويقدرونه ولا يتم عقره الا في المناسبات الكبيرة خاصة في الريف إذ لا يعرف سكان العاصمة شيئا عن لحوم الإبل. وأنشئ في الخرطوم مؤخرا سوق خاصة عرفت باسم «سوق الناقة» تقدم فيها لحوم الإبل والضأن إلا أنها في الفترة الأخيرة أصبحت تقدم لحوم الضأن فقط ولم يتبق من السوق سوى الاسم فقط
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©