الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خلوة أبوظبي العربية بداية جديدة

26 يناير 2016 14:42

تستحق الخلوة الوزارية العربية التي شهدتها العاصمة أبوظبي، أمس، وقفة تأمل وإشادة، لأن هذا تقليد جديد تماماً على العمل العربي المشترك، وهو تقليد ابتدعته دولة الإمارات العربية المتحدة منذ سنوات في مجالات العمل الحكومي كافة، لذلك كانت أبوظبي مقراً لأول خلوة وزارية عربية، وليس خافياً على أحد، أن الإمارات مع شقيقتيها الكبريين مصر والسعودية، في مقدمة الدول التي تقود النظام العربي الآن، وأن الهم الأكبر لقيادتنا هو لَمُّ الشمل العربي، ونقل العمل العربي المشترك من خانة رد الفعل والبيانات والإدانات إلى خانة الفعل والتأثير في الأحداث الإقليمية والدولية، لذا رأينا بالأمس أول لقاء أو اجتماع عربي على مستوى وزراء الخارجية، ليس فيه صخب ولا اختلاف على الملأ، ولا بيانات معدة سلفاً، ينتهي بها الاجتماع، تابعنا اجتماعاً ناضجاً ولقاء مسؤولاً يرقى إلى مستوى اجتماعات الدول المتقدمة، كما يرقى إلى مستوى الأحداث التي تمر بها أمتنا، ولم يعرف الكل ما دار في هذه الخلوة، وقد تكون هذه فضيلة كنا نفتقدها في كل اللقاءات العربية، وقد تكون لها نتائجها الإيجابية، بعد أن كنا نسمع ونرى تراشقات وخلافات جذرية على مختلف مستويات الاجتماعات العربية، ويزيدها التناول الإعلامي تأجيجاً وعمقاً. وفي هذه الخلوة التي احتضنتها أبوظبي، كان الأمر مختلفاً تماماً، وبدا أن العرب على وشك استيعاب دروس الماضي البعيد والقريب، المريرة والمؤلمة، كما بدا أن العرب على وشك الانتقال إلى مرحلة جديدة، وأسلوب جديد أكثر نضجاً في عملهم المشترك، وهو أسلوب الاتفاق على الأهداف والمصالح العليا للأمة، والاقتناع بأنه لا يوجد أي مانع من الاختلاف على التفاصيل والوسائل ما دامت الغايات واحدة موحدة. وبهذه الخلوة، يضع العرب لأنفسهم نهجاً جديداً في العمل والإنجاز بعد أن فشلت الطرق التقليدية، وتعتبر هذه الخطوة محاولة جريئة مِنْ كل مَنْ شارك فيها، وأنا على يقين بأن تأثيراتها ونتائجها الإيجابية ستجعل الكل يطلب تكرار هذه التجربة. لا توجد أي غضاضة في أن يعرف العرب الطريق إلى العمل بمنطق «الدبلوماسية غير المعلنة»، فهذا الأسلوب تعتمده وتستخدمه دول العالم، ومن خلاله تستطيع أن تضع الأسس الصحيحة والقوية لأي اجتماع رسمي يحتاج إلى اتفاق، فما تتمتع به هذه الخلوات من أجواء هادئة وغير رسمية، يساعد على الحوار والنقاش، وتبادل الآراء والأفكار ووجهات النظر من دون تحفظات أو التزامات، وبالتالي لا يكون الاتفاق أو الاختلاف عليها مشكلة، ويمكن التعامل معها. بعد هذه الخلوة الأولى من المفترض أن تكون هناك خلوات متتالية في عدد من العواصم العربية أو ربما تظل أبوظبي المقر الدائم لهذه الخلوات. * في هذه الخلوة التي احتضنتها أبوظبي كان الأمر مختلفاً تماماً، وبدا أن العرب على وشك استيعاب دروس الماضي البعيد والقريب، المريرة والمؤلمة، كما بدا أن العرب على وشك الانتقال إلى مرحلة جديدة، وأسلوب جديد أكثر نضجاً في عملهم المشترك *لا توجد أي غضاضة في أن يعرف العرب الطريق إلى العمل بمنطق «الدبلوماسية غير المعلنة»، فهذا الأسلوب تعتمده وتستخدمه دول العالم، ومن خلاله تستطيع أن تضع الأسس الصحيحة والقوية لأي اجتماع رسمي يحتاج إلى اتفاق، فما تتمتع به هذه الخلوات من أجواء هادئة وغير رسمية، يساعد على الحوار والنقاش، وتبادل الآراء والأفكار ووجهات النظر من دون تحفظات أو التزامات

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©