الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحوار الأميركي مع إيران لن يسفر عن نتائج

الحوار الأميركي مع إيران لن يسفر عن نتائج
14 نوفمبر 2009 01:55
قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الأسبق جيمس وولسي في حوار مع “الاتحاد” أنه لا يعتقد أن محاولات الحوار بين إدارة الرئيس باراك أوباما وإيران يمكن أن تسفر عن نتائج إيجابية. ورأى وولسي أن خيار التفاوض كان خيارا منطقيا، غير أنه أضاف متسائلا، “لكن ما هي الأوراق التي لدينا؟..إن ما يدور على مائدة المفاوضات هو انعكاس لميزان الخيارات المتاحة خارجها، وقد جردنا نفسنا منذ البدء من كافة الخيارات التي كان بوسعها أن تؤثر على عملية التفاوض..إن تلكؤ الإيرانيين وردودهم السلبية مفهومة لي تماما، إذ إنها كانت في حقيقتها انعكاسا للخيارات الموجودة خارج مسار المفاوضات”. وقال وولسي الذي يعمل الآن نائبا لرئيس اللجنة القومية للتعامل مع قضية الطاقة التي شكلها أوباما “إنه لا يعتقد أن المواجهة مع إيران ينبغي أن تحل باستخدام القوة”. وشرح ذلك بقوله “القوة ينبغي أن تكون الخيار الأخير..وبينما لا آمل شخصيا أن تصل الأمور إلى هذا الحد، فإنني أعتقد أن استبعاد خيار القوة من الخيارات المتاحة أمام الرئيس هو خطأ كبير”. واعتبر وولسي “أن إيران خالفت البروتوكول الذي وقعته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حين بدأت تشييد المنشأة الثانية لتخصيب اليورانيوم في قم دون إخطار الوكالة”. وأضاف “لقد ذهب المفتشون إلى هناك ونحن في انتظار تقريرهم الرسمي، إلا أن ما سيرد في التقرير لا يعني أن إيران لم تخالف التزاماتها تجاه الوكالة بعدم الإعلان عن الموقع قبل البدء في تشييده. ويفرض هذا اتخاذ موقف موحد بفرض عقوبات صارمة ضد إيران، ليس لهذا السبب وحده ولكن لرفضها التعاون مع الوكالة أو قبول اقتراح رئيسها محمد البرادعي بنقل اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا”. وردا على سؤال حول احتمال نجاح الولايات المتحدة في بناء إجماع دولي حول العقوبات، قال وولسي “من الوجهة العملية لا أعتقد أن روسيا أو الصين سيشاركان في تلك العقوبات، رغم أن محاولة حملهما إلى أبعد نقطة ممكنة ضرورية. ولكن الحاسم هو موقف الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية..إن بإمكان هذه المجموعة فرض عقوبات قاسية ومؤثرة، وأعتقد أن الوقت قد حان للحديث علنا عن طبيعة تلك العقوبات”. وأوضح وولسي الذي شغل الموقع الأول في الاستخبارات المركزية (1993-1995)، أي خلال إدارة الرئيس بيل كلينتون، إن العقوبات المقترحة يجب أن تكون مؤثرة وتدريجية. وأضاف “إن ما فرض حتى الآن من عقوبات كان هزليا، وحتى تكون العقوبات مؤثرة يجب أن تكون جادة..هناك مثلا فرض حظر على التعامل مع أي شركة دولية تتعامل مع إيران وهناك إمكانية لمنع بنوك الدول المشاركة من إصدار خطابات اعتماد للتعاملات التجارية مع إيران، ثم هناك إمكانية أيضا لفرض حظر على تصدير المواد البترولية المكررة..وهناك مسارات كثيرة وكلها ممكنة وجادة ومؤثرة، ويتعين الآن إخراج ملفات تلك العقوبات وطرق تنفيذها ووضعها على طاولة البحث الفوري”. وتابع وولسي “لقد قدمنا للوكالة الدولية للطاقة الذرية معلومات مفصلة تثبت أن طهران ضللت الوكالة وقدمت عمدا معلومات كاذبة عن جوانب محددة من برنامجها النووي، ولكن المشكلة أن الوكالة رأت عدم الإعلان عن تلك المعلومات، بدعوى أنها غير مؤكدة، وأعتقد أنه حان الوقت كي تفعل الوكالة أحد أمرين، إما أن تسعى للتأكد من تلك المعلومات بنفسها وعبر مفتشيها، أو أن تقدمها إلى العلن”. وأضاف “كان الرئيس الأسبق رونالد ريجان يتفاوض مع الاتحاد السوفياتي، إلا أنه لم يتردد خلال ذلك في القول علنا إن الاتحاد السوفياتي يجسد امبراطورية الشر، بل إنه قال ذلك خلال المفاوضات، لقد كان ريجان يدرك أن الضغط يجب أن يتكثف خلال المفاوضات وليس العكس، ولكن هذا ما لا نراه الآن”. وحول المدى الزمني الذي يمكن أن تمتلك فيه إيران سلاحا نوويا، قال وولسي “هناك مشكلتان في السؤال، الأولى هي أي قنبلة تقصد؟. فإذا كان المقصود هو قنبلة بدائية كالتي استخدمناها في حالة هيروشيما، فإن الوقت سيكون قصيرا. أما إذا كان المقصود هو قنبلة ذات خاصية الاحتواء الذاتي، فإنها ستحتاج إلى سنوات. والمشكلة الثانية أن إيران قد لا تصنع فعليا قنبلة نووية جاهزة ومعدة للاستخدام، كما أنها قد لا تجرب قنبلة ذرية ولو بدائية. وبدلا من ذلك، فإنها قد تحصل على كل مكونات القنبلة وتضع تلك المكونات معا دون تركيبها فعليا، ولكن بحيث يتطلب تركيبها أياما قليلة إذا صدر أمر بذلك. ومن هنا فإن التركيز ينبغي أن يكون على قدرة الإيرانيين على صنع سلاح نووي وليس على الامتلاك الفعلي لهذا السلاح”. وأضاف وولسي “إننا نعرف بقدر كامل من التأكد أن الإيرانيين حصلوا على التصميمات الضرورية لصنع سلاح نووي وهم يعرفون بالمناسبة إننا نعرف ذلك، كما أننا نعرف أن الإيرانيين تمكنوا من صنع بعض المكونات الأساسية للقنبلة. ولكننا لا نعرف ما إذا كانوا قد صنعوا كل تلك المكونات. ويفترض أن تقدم الوكالة الدولية للطاقة إجابات على أسئلة محددة قدمناها لكي يطرحوها على الإيرانيين ولكي يدرجوها ضمن جولات التفتيش، ولكن حتى الآن لم نحصل على أي إجابة”.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©