الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهاربون من الزواج يخشون "شبح الفشل"

الهاربون من الزواج يخشون "شبح الفشل"
11 يناير 2012
يهرب الكثير من الشباب والشابات من الزواج وتحمل المسؤولية، هذا الهروب يفسره البعض بأنه نتيجة طبيعية لتزايد الأعباء التي يتحملها الزوجين في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تكرار تجارب الطلاق التي تجعل شبح الفشل يخيم على العلاقات الزوجية الجديدة. تقول نشوى إبراهيم، 23 عاماً، إن هناك أسباب عديدة تجعل الزواج عبئاً على الكثير من الفتيات رغم احتياجها للاستقرار والحياة الأسرية، منها الشك دائماً في عدم وجود شريك الحياة المناسب، حيث إن هناك الكثير من الزيجات تفشل بسبب عدم التكافؤ بين الزوجين. وترى نشوى، مصممة إعلانات، أن كثيرا من الشباب أصبح غير قادر على تحمل مسؤولية الزواج، حيث تخشى الفتيات الخروج من من سجن العزوبية إلى سجن الطلاق بسبب فشل زواجها. وتفضل نشوى أن يكون ارتباطها بشاب تقليدي للغاية من خلال التعارف الأسري، لأنه في هذه الحالة تكون الضمانات أكثر بكثير من الزواج عن حب. وتشير مريم أحمد، 33 عاماً، إلى أن الزواج هو مسؤولية كبيرة وليس فستان أبيض وأحلام وردية فقط. وتعتبر أن الاقبال على هذه الخطوة ليس بالقرار السهل نتيجة الخوف من الفشل. وتضيف مريم، تعمل في أحد محال التجميل، أن مسؤولية الأسرة والأطفال ليست بالسهلة إلا أنها لاتعتبر نفسها مصابة بـ"فوبيا" الخوف من الزواج، لأن المسألة في النهاية من وجهة نظرها هي "قسمة ونصيب". يرى عادل قدري، موظف علاقات بإحدى شركات السياحة، أن الخوف من الزواج هو شعور ينتاب الشباب أكثر من الفتيات بسبب خوفهم من تحمل الكثير من المسؤوليات بداية من الأعباء المادية التي تثقل كاهل الشباب وتحمل تكاليف مادية باهظة مروراً بمسؤولية الأبناء. ويتساءل قدري، 28 عاماً، كيف لشاب في مقتبل حياته أن يتحمل تكاليف منزل جديد ومهر ومصوغات وهدايا يشترطها أهل العروس؟، معتبراً ان خوف الشباب من الزواج يرجع إلى مبالغة الأهل في طلباتهم التي تجعل الزواج شبحاً ينبغي الهروب منه. ويشير د. أيمن عبد الفتاح، استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وأخصائي العلاقات الزوجية، إلى أن حالات الخوف من الزواج تعود للعديد من الأسباب النفسية أهمها أسلوب التربية الذي يشب عليه الشاب أو الفتاة، فهناك الكثير من الشباب ينشأون في أسر مفككة اجتماعياً سواء بسبب انفصال الوالدين أو وجود مشاكل اسرية مزمنة ومن ثم يصبح حلم الزواج كابوساً، فضلاً عن أسلوب التربية الفاشل في الكثير من الأسر، حيث يتربى الشباب على عدم المسؤولية في حين أن الزواج هو حياة كاملة التفاصيل وبها الكثير من المسؤوليات، وهو ما يفسر عزوف الكثيرين عن الزواج لأن المسؤولية تصبح عبئاً شديداً في حد ذاته يهرب منه الكثير من فتيات وشباب الجيل الحالي. ويضيف د. عبد الفتاح أن هناك سبب اخر يتعلق بمسألة الخوف المرضي من الزواج مثل المشكلات الجنسية التي يتعرض لها البعض خلال فترة طفولته أو مراهقته والتي تترك اثاراً نفسية سيئة وانطباعات غير حقيقة عن مسألة الجنس في الزواج، ومن ثم يصبح التفكير في الزواج من وجهة النظر هذه هو تكرار لتلك المشكلات الجنسية من جديد، بالاضافة إلى الجهل التام بالقضايا الجنسية في الزواج. ويرى د. عبد الفتاح أن الأسرة مسؤولة إلى حد كبير عن تهيئة أبنائهم للحياة الزوجية من خلال تنمية روح المسؤولية فيهم منذ الصغر، والاهتمام بالحياة الجنسية خلال فترات البلوغ والمراهقة حتى لايتسبب التعامل الخاطيء في الخوف المرضي من خوض تجربة الزواج التي يراها الكثير من الشباب والفتيات تجربة خطيرة. ويفضل د. عبد الفتاح اللجوء إلى طبيب نفسي في حال وجود حالة من الخوف المرضي من مسألة الارتباط العاطفي والزواج حتى يساعد الشاب أو الفتاة على التغلب على مخاوفه التي غالباً ما لايكون لها وجود سوى في خياله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©