الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

2,8 مليار شخص في الدول النامية يعيشون على حافة خط الفقر

2,8 مليار شخص في الدول النامية يعيشون على حافة خط الفقر
26 ابريل 2014 21:31
ترجمة: حسونة الطيب لا شك في أن العالم أصبح أقل فقراً مما كان عليه في السابق، أو أن عقودا من النمو السريع ساعدت في وجود الملايين من المستهلكين في الدول النامية. وتشير التقديرات الواردة من البنك الدولي إلى عيش نحو 1,9 مليار شخص في 1990 أو ما يفوق ثلث سكان العالم، على دخل يومي لا يتجاوز سوى 1,25 دولار للفرد. وبحلول 2010، تراجع ذلك الرقم إلى 1,2 مليار نسمة، أي أقل من خمس سكان الأرض. كما تقلص نمو الدول النامية بنسبة تتراوح بين 2 إلى 2,5%، بالمقارنة بفترة الانتعاش التي سبقت حلول الأزمة العالمية. وعلى مدى الخمسة وعشرين عاماً، منذ انهيار حائط برلين، كان المستفيد الأكبر من عملية العولمة، الذين يتراوح دخلهم اليومي بين 2 إلى 10 دولارات. وربما يدور جدل واسع في الدول المتقدمة حول عدم المساواة في الدخل، إلا أن سرعة النمو الاقتصادي في الصين ودول نامية أخرى، جعل العالم أكثر تساوياً. وساعدت قوة النمو في دول، مثل الصين والهند ودول جنوب الصحراء الأفريقية، في خلق فئة كبيرة من المستهلكين، ما أدى إلى جذب الشركات الأجنبية التي توفر سلعاً لم تكن متاحة قبل سنوات قليلة، مثل الهواتف النقالة والوجبات السريعة وتشكيلة واسعة من الأجهزة المنزلية. لكن وبوضع ذلك في السياق العالمي، نجد أن عدد الذين ينتمون للطبقة الوسطى المستقرة ضئيل، في وقت شهدت فيه الطبقة الوسطى الهشة نمواً مضاعفاً. وفي الوقت الذي تراجعت فيه حدة الفقر، ارتفع عدد الأفراد الذين يتشبثون بخيط رفيع فوق خط الفقر، حيث نجح عدد قليل في تخطي هذا الخط. ونتيجة لذلك، يعيش أربعة من بين كل عشرة أشخاص في الوقت الراهن، في ما يعرف بالطبقة الوسطى الهشة. وتشير البيانات إلى أن نحو 2,8 مليار شخص في الدول النامية، يعيشون على حافة خط الفقر، ويعانون من مخاطر العودة إليه، في ظل حالة بطء النمو التي تسود اقتصادات الدول الناشئة. الطبقة الوسطى ويقول هومي خاراس، الخبير الاقتصادي في مؤسسة بروكلين الفكرية: «تعتبر هذه المجموعة الأكبر بالمقارنة مع أي مجموعة أخرى. وتفوق الطبقة الوسطى في الدول الناشئة التي تبدأ الأجور فيها من 10 دولارات لليوم، في حجمها طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء. ويتركز الاهتمام الأكبر في تحويل من ينتمون إليها، إلى الطبقة الوسطى». ووفقاً للأرقام التي توفرت في 2010، يعيش نحو 40% من سكان الكرة الأرضية أي نحو 2,8 مليار نسمة، على دخل قدره 10 دولارات يومياً، بينما يعيش نحو 2,4 مليار في الدول النامية، على أقل من دولارين في اليوم، حيث يجني نحو 662 مليون فرد فقط، أكثر من 10 دولارات في اليوم. وتعكس هذه الأرقام تحولاً واضحاً، حيث يقدر دخل الفرد اليومي لنحو 58% من سكان العالم في 1981، بأقل من دولارين، بينما يجني 20% فقط، أي نحو 930 مليون شخص، بين 2 إلى 10 دولارات في اليوم. وأصبح توسيع دائرة الأرباح أكثر صعوبة في الوقت الراهن، لا سيما وأن الانتعاش الذي دام لنحو 30 عاماً، شارف على النهاية. وفي ظل بطء نمو الأسواق الناشئة، تبدو إمكانية زيادة الطبقة الوسطى ضئيلة. ويرى كاوشيك باسو، كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي، أنه حتى في حالة تحقيق الدول النامية لنمو فوق متوسط ما حققته خلال العشرين سنة الماضية، ليس من المرجح وصول البنك لأهدافه الرامية إلى القضاء على الفقر المدقع بحلول 2030. وما يثير المزيد من القلق، أن الفترة الطويلة من بطء النمو، ربما تقضي على الأرباح التي تم جنيها خلال العقود الأخيرة. محاربة الفقر قادت عقود من النجاح إلى التفكير في أن محاربة الفقر هي طريق ذات اتجاه واحد، حيث يصعد الناس إلى أعلى السلم الاقتصادي ولا يتراجعون إلا في حالات نادرة. ومع ذلك، يوجد فارق كبير في الدول النامية بين من هم فوق ودون خط الفقر سنوياً. وفي الهند على سبيل المثال، تخضع الدخول في الريف لأحوال الطقس، لذا فإن التأرجح بين الدخول في دائرة الفقر والخروج منها مرتبط بمدى نجاح موسم الأمطار. وفي إندونيسيا، 55% من الفقراء في أي سنة من السنوات، ربما كانوا فوق خط الفقر في السنة التي سبقتها. وتحول الملايين من الناس في الأسواق الناشئة خلال الثلاثين سنة الماضية، من الفقر إلى الطبقة الوسطى، لكن وفي ظل بطء النمو الحالي، يعتبر مصير هؤلاء واحدا من أكبر التحديات التي تواجه الحكومات. ونسبة إلى الزيادة الملحوظة في حجم وأهمية الطبقة الوسطى الهشة، يقود أفرادها تغييراً واضحاً في الدول النامية. وفي الصين، يواجه قادتها تحدياً قائماً في إرضاء أفراد الطبقة الوسطى الهشة، في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بموازنة اقتصادها. ويتفاءل الخبراء بعودة نماذج النمو التي شهدتها الدول النامية في الآونة الأخيرة، مع القلق بوجود بعض المخاطر التي ربما تعمل على جر سنوات التقدم إلى الوراء، مثل بطء نمو الاقتصاد الصيني وبروز التقنيات الجديدة، مثل الروبوت والطباعة ثلاثية الأبعاد وتشكيل الأجور لنسبة من الناتج المحلي الإجمالي. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©