الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قافلة تتجول في واحة «هيلي» احتفاءً باليوم العالمي للمواقع الأثرية

قافلة تتجول في واحة «هيلي» احتفاءً باليوم العالمي للمواقع الأثرية
17 ابريل 2011 20:31
تحتفي هيئة أبوظبي للثقافة والتراث باليوم العالمي للنصب والمواقع الأثرية الذي يوافق اليوم بتسيير قافلة عبر واحة هيلي في مدينة العين دعي إليها أبناء المدينة والمهتمون. وسمّت اليونسكو عام 1983 يوم الثامن عشر من أبريل من كل عام وبناء على طلب المجلس العالمي للنصب والمواقع التاريخية، يوماً عالمياً للنصب والمواقع التاريخية. ويتيح هذا اليوم الخاص الفرصة لزيادة الوعي بتنوع التراث الدولي والجهود المطلوبة لحمايته والحفاظ عليه، ويقترح المجلس العالمي للنصب والمواقع التاريخية كل عام موضوعاً يتم تسليط الضوء عليه، وموضوع هذا العام هو “التراث الثقافي للماء”. وتسلط هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الضوء على الكيفية التي شكل فيها الماء ثقافة واحة هيلي وسمح لحضارتها أن تزدهر لآلاف السنين وأثره في الموارد التراثية اليوم. وفي منطقة تندر فيها المياه مثل أبوظبي، شكلت حماية المياه وحراسة منابعه مسألة حياة أو موت. وبفضل نظام ضخم ومعقد لإدارة المياه، توسعت الرقعة الزراعية كثيراً، وزاد عدد السكان على نحو مطرد، وتطورت المبادلات التجارية لفائض المحصول، مما حول العين إلى نقطة تقاطع رئيسية على الطرق التجارية بين فارس والجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين ووادي السند. ويقول محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث “إن ثقافة الماء ـ إدارته وحمايته ـ كانت عاملاً أساسياً في تشكيل ثقافة إمارة أبوظبي التي توفر لها الواحات رصيداً تراثياً مهماً. ولم تكن هذه الواحات مهمة لقيمتها البيئية فحسب، ولكن للقيمة الثقافية المهمة التي تحملها كذلك والتي ترتبط بنمط معيشة بقي حياً حتى اليوم. إذ بُني المعمار التاريخي الذي نشأ في هذه الواحات بهدف حماية مصادر المياه والسكان ومنتجاتهم”. وأوضح د.سامي المصري، نائب المدير العام لشؤون الفنون والثقافة والتراث، أنّ هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تشارك المجلس العالمي للنصب والمواقع الأثرية احتفاله العالمي بتنظيم يوم مفتوح لاستكشاف واحة الجاهلي في العين في 18 ابريل من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساءً. وسيكون الزوار مدعوين لاستكشاف الكيفية التي شكل فيها الماء ثقافة واحة هيلي وسمح لحضارتها أن تزدهر لآلاف السنين وأثره في الموارد التراثية اليوم. وتقع واحة هيلي شمال شرق مركز مدينة العين. وتبدأ حدودها من برج بن رايح الدرمكي (برج رميلة) على شارع محمد بن خليفة بين شارعي بني ياس والآثار، وستقود القافلة الموجهة ذاتياً الزوار لمشاهدة المباني الطينية التاريخية كأبراج هيلي للمراقبة وبيوت بن هادي وبن هضيبة وبن رحمة الدرمكي والقلاع والمسجد. وفي الطريق يمكن للزوار أن يتمتعوا بحدائق النخيل الكثيفة وبراعة نظام الفلج الموروث للري، وأن يجربوا بأيديهم تقليد صناعة الطابوق الطيني لدى توقفهم في ورشة بن هادي. وتعرض القافلة لمعمار الواحة التاريخية بحصونها الكبيرة وأبراجها الدفاعية وبيوتها الحصينة التي بنيت لحماية مصادر المياه والسكان ومنتجاتهم. واحة هيلي تقع على بعد حوالي كيلومتر جنوب غرب حديقة آثار هيلي، وتعد هيلي ثاني أكبر الواحات في العين وتغطي مساحة 62 هكتاراً. وتشير الأدلة الأثرية إلى أن منطقة هيلي سكنت وزرعت منذ العصر الحديدي (1200 سنة قبل الميلاد). ولا تنمو أشجار النخيل فيها فحسب بل تزرع فيها الخضراوات والفواكه والحبوب كذلك. وشكلت الواحة ونظام الفلج للري فيها أهمية بالغة للعائلات التي عاشت فيها إلى حد أنهم بنوا برجين دفاعيين لحمايتها. كما بقي عدد من المباني الطينية التاريخية حتى اليوم في الواحة. برج الدرمكي (برج رميلة) يرتفع هذا البرج المستدير الكبير على المدخل الشرقي لواحة هيلي. ورغم الجدران التي تحيط به، يمكن رؤية البرج من مسافة بعيدة ضمن الواحة، مما يعكس أهمية موقعه الفريد في حماية مدخل الواحة من أي هجوم في الماضي. بيت حمد بن هادي الدرمكي يعد بيت حمد بن هادي الدرمكي نموذجاً جيداً للبيوت الحصينة التي حرست الواحة. وسوره ذو شكل مستطيل معتاد مع برج كبير مربع في إحدى زواياه. ويرجع التاريخ الشفوي المنقول لبناء هذا البيت إلى الجيل الذي سبق وصول عائلة الشيخ زايد الأول إلى العين، أي حوالي عام 1820م. وأجرت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عمليات ترميم وصيانة بإشراف إدارة الصون والبيئة التاريخية على مرحلتين عام 2007 و2010 بهدف تقوية البناء وصيانة السطوح التاريخية دون تغيير جذري على المظهر الأثري للهيكل. وهدفت عمليات الصيانة إلى أن تشكل مشروعاً نموذجياً لصيانة المباني الطينية التاريخية في إمارة أبوظبي. ورشة بن هادي أقامت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ورشتين في العين، تقع إحداهما في واحة هيلي. وتحتوي ورشة بن هادي على موقع لإنتاج المواد الترابية ومركز للتدريب. وينتج الطابوق الطيني باستخدام الطين المحلي والرمل والقش بالإضافة إلى الجص الطيني في هذه الورشة وتستعملها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في ترميم المباني التاريخية في مدينة العين. كما تعد الورشة مكاناً جيداً لشحذ مهارات المتدربين قبل أن ينخرطوا في التعامل مع المواقع التاريخية الأصلية، ومختبراً لخبراء الحفظ لتجربة طرائق الترميم وخصائص المواد. وتشكل الورشة وسيلة لحفظ تقاليد البناء التي شكلت تراث الواحات. بيت حميد بن هضيبة الدرمكي وقلعته يمكن الوصول إلى قلعة حميد بن هضيبة الدرمكي عبر مزرعة بن هضيبة الدرمكي. وتتخذ القلعة شكلاً مضلعاً مع اتصال بعض أجزائها بالبناء. ويقع البيت في جهتها الشمالية ويعود بناؤه إلى حوالي 260 عاماً مضت. وخضع البناءان منذ أكتوبر 2008 إلى مارس 2009 إلى عمليات صيانة طارئة. وتم تثبيت أجزاء القلعة التي تأثرت بالحفريات الأثرية وتدعيم جدرانها الفاصلة. قلعة جمعة بن رحمة الدرمكي ومسجده تقع قلعة جمعة بن رحمة الدرمكي في موقع استراتيجي لحماية السكان والواحة، مما أتاح لها أن تؤدي دوراً عسكرياً بارزاً بالإضافة إلى دورها الاقتصادي والاجتماعي. ويعتقد أن القلعة بنيت في القرن الثامن عشر. وبناء المسجد التاريخي صغير من حيث الحجم ويضم فناء صغيراً وغرفة للصلاة. ويحده الآن من جهة الشمال مسجد حديث. أبراج المراقبة في هيلي يرتفع في المدخل الشمالي للواحة برجان حصينان. ويشكل الحصنان اللذان يفصل بينهما 56 متراً بوابة حامية لهيلي ومواردها المائية الحيوية. ويشير موقعهما الاستراتيجي إلى أهمية دورهما في الصراع الذي وقع في الخمسينيات من القرن الماضي فيما عرف باسم “هجوم هيلي”. تم ترميم البرجين باستخدام مواد محلية كالطوب الطيني وجذوع النخل والسعف. برج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يرتفع البرج على قمة تل اصطناعي ويتمتع بالملامح الدفاعية التقليدية لـ”المربعة” أو أبراج الدفاع المربعة. ولا يحتوي الطابق الأرضي على أية نوافذ بل يتضمن سلماً خشبياً يقود إلى الأسوار الحربية التي كان الحرس يقفون عليها لمراقبة المنطقة المحيطة. واستعمل هذا المبنى من قبل ممثل الحاكم الذي كان مكلفاً بالفصل بين النزاعات العشائرية، كما كان يعلم أبناءهم القراءة والكتابة ويلقنهم مبادئ الإسلام. برج خليفة بن نهيان الدرمكي يعرف برج المراقبة الدائري البالغ قطره 7,4 متر باسم “سيبة خليفة بن نهيان” ويهيمن على تل آخر بارتفاع وقطر مشابهين. ومثلما فعلت “مربعة” الشيخ زايد، حمى البرج مدخل القرية ومواردها المائية الحيوية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©