صوم المريض (3)

يتساءل كثير من المرضى إذا كانوا يستطيعون الصوم في شهر رمضان، وما إذا كان الصيام يفاقم أعراض أمراضهم أم لا· والبعض يقع فريسة التأويلات والوصفات غير العلمية· وهذه الإرشادات والنصائح حول العديد من الأمراض وعلاقتها بالصيام، لا تنطبق على جميع المرضى الذين يجب أن يراجعوا أطباء أخصائيين ومسلمين· اليوم عن صوم مريض الكلى وغداً حلقة رابعة· تقوم الكليتان بوظائف عديدة منها تنقية الدم من الفضلات الآزوتية، ومراقبة توازن الماء في الدم، والحفاظ على توازن قلوي حامضي ثابت في الجسم· وإذا كانت الكليتان سليمتين فالصوم لهما راحة وعافية، أما إذا كانت الكلى مريضة، فلن تستطيع القيام بدورها لتركيز البول والتخلص من المواد السامة، كالبولة الدموية وغيرها، بالكفاءة اللازمة، ومن ثم يصبح الصوم عبئاً على المريض المصاب بالفشل الكلوي، خصوصاً في المناطق الحارة، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البولة الدموية والكرياتنين في الدم، وينبغي على أي مريض مصاب بمرض كلوي استشارة طبيبه قبل البدء بالصوم، فإذا لم يتناول مريض الكلى كمية كافية من الماء فقد يصاب بالفشل الكلوي· الحالات الحادة ربما يحتاج المصاب بمرض كلوي حاد إلى دخول المستشفى لتلقِّي العلاج، وفي هذه الحالة ينبغي عدم الصوم· ومن هذه الحالات التالي: ؟ الحصيات الكلوية: إذا لم يكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل فلا مبرر للقلق في شهر رمضان، أما الذين لديهم حصيات كلوية، أو يتكرر حدوث حصيات في الكلى، فقد تزداد حالتهم سوءاً بالجفاف إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية· يستحسن في مرضى الحصيات الامتناع عن الصوم في الأيام الشديدة الحرارة، إذ تقل كمية البول بدرجة ملحوظة، ما يساعد على زيادة حجم الحصيات، ويعود تقدير الحالة إلى الطبيب· يُنصح مرضى الحصيات الكلوية بتناول كميات وافرة من السوائل في المساء وعند السحور، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار· ؟ التهاب الحويضة والكلية المزمن: ربما تؤدي هذه الحالة بعد فترة من الزمن إلى حدوث الفشل الكلوي، لذا يستحسن عدم الصوم، فقد يزيد ذلك من احتمال حدوث الفشل الكلوي، ويعود تقرير ذلك إلى الطبيب المعالج· ؟ التهاب الكبد والكلى المزمن: تصاب الكلى في هذه الحال بخلل في وظائفها، وربما يؤدي ذلك إلى حدوث التناذر الكلوي وفيه يصاب المريض بـ''وذمة'' في الساقين، وبنقص في البومين الدم، وظهور كميات كبيرة من البروتين في البول· ينصح هؤلاء المرضى بعدم الصوم، لاسيما إذا كان المرض مصحوباً بالتناذر الكلوي وارتفاع ضغط الدم أو الفشل الكلوي· ؟ الفشل الكلوي المزمن: تمر بعض أمراض الكلى بمراحل قد تنتهي بما يسمى بالفشل الكلوي المزمن، وذلك حينما يخرب قسم كبير من أنسجة الكليتين ولا تستطيع الكلى القيام بوظائفها، ويشكو المريض حينئذ من الإعياء والفواق وكثرة التبول، والتبول الليلي والعطش· ويرتفع في تلك الحال مستوى البولة الدموية والكرياتنين، ويزداد بوتاسيوم الدم· وينصح مرضى الفشل الكلوي المزمن بعدم الصوم، أما إذا كان المريض يتلقى الغسيل الكلوي فربما يستطيع الصوم في اليوم الذي لا يجري فيه غسيل الكلى، ويفطر في يوم الغسيل الكلوي· وينبغي على المريض استشارة طبيبه المختص في ذلك·