عاشت جماهير نادي السد ليلة من ألف ليلة وليلة، وهي تتابع تتويج فريقها بدرع دوري النجوم، للمرة الثالثة عشرة في تاريخ النادي، بعد غياب خمس سنوات كاملة، وذلك بالفوز الكبير على الخريطيات بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في الجولة قبل الأخيرة من البطولة، ورفع السد رصيده إلى 50 نقطة أهلته للفوز باللقب عن جدارة، والاحتفاظ بفارق النقاط الخمس مع لخويا أقرب منافسيه.
وما إن أطلق الحكم الدولي خميس الكواري صافرة النهاية، حتى انطلقت أفراح الجماهير السداوية، التي طافت شوارع الدوحة وأطلقت الألعاب النارية فرحة بالفوز والتتويج، وظلت ترقص وتغني وتهتف لأبطال قلعة “الزعيم”، وتعالت أبواق السيارات في كل مكان، حتى الساعات الأولى من صباح أمس، فور تسلم درع الدوري من سعود المهندي أمين السر العام باتحاد الكرة.
تتويج مستحق
من جانبه، أعرب المغربي حسين عموته مدرب السد، عن سعادته بفوز فريقه بدوري نجوم قطر للمرة الـ 13 في تاريخه، وقال: “أعتقد أننا نستحق الفوز بالدوري، وخسارتنا له قبل النهاية كانت “حرام”، لأننا بذلنا جهداً كبيراً طوال المسابقة، وتصدر جدول الترتيب منذ البداية حتى النهاية”. وأضاف عموته: “سعيد بالتتويج بالدرع الغالية، أشكر الجميع سواء الإدارة أو اللاعبين والجماهير، كل من ينتمي للنادي ساهم في استعادة الدرع الغائب، ومن حق الجميع أن يفرح بالإنجاز وعودة اللقب إلى مكانه المفضل”. وتابع عموته: “الكل يشهد بأن السد هو الأفضل هذا الموسم، ويستحق التتويج قبل نهاية الدوري بجولة واحدة، وللحق فقد كنت في غاية القلق أمام الخريطيات، لأنه فريق طموح يمتلك قدرات عالية، خصوصاً عندما تقدم علينا بهدف في الشوط الأول، إلا أننا استعدنا الثقة وعدنا إلى المباراة بقوة في الشوط الثاني، نجحنا في تحويل تأخرنا بهف إلى الفوز بثلاثية”.
وختم: “في النهاية أؤكد أن درع الدوري لن يكون اللقب الأخير للسد هذا الموسم، معنويات اللاعبين في عنان السماء، وعلينا أن نستمر في القتال خلال بطولتي كأس ولي العهد وكأس الأمير”.
من جانبه، قال يونس محمود: “أنا محظوظ بالتواجد مع الزعيم والتتويج معه بدرع الدوري، على الرغم من أن الفترة الماضية لم تكن كافية للتأقلم مع زملائي، فقد واجهتني ظروف صعبة، ورغم ذلك بذلت جهداً كبيراً لترك بصمة قوية مع السد”.
انتظروا المزيد
وأرجع خلفان إبراهيم نجم السد تفوق الخريطيات في الشوط الأول وتقدمه بهدف، لكون المباراة مصيرية، وقال: “كان لابد من الفوز بنتيجتها للتتويج باللقب، وهو ما أدى إلى حدوث توتر في الأداء، لكن في الشوط الثاني عاد السد بقوة وتمكن من تسجيل 3 أهداف ليحسم الدرع”. وأضاف: “الفوز بدوري النجوم يعني العودة للمشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا، والتتويج سيكون خير حافز للاعبي السد لمحاولة التتويج بلقبي كأس العهد وكأس الأمير، بكل تأكيد لن تكون مواجهة السد في نصف نهائي كأس ولي العهد سهلة، خاصة وأن الريان فريق قوي ولكن لدينا رغبة قوية في تخطيه وبلوغ المباراة النهائية، نطمح بقوة للتتويج باللقب ليكون الثاني لنا هذا الموسم، الذي نتطلع من خلاله للتتويج بكل البطولات ليكون موسماً استثنائياً للزعيم”.
لقب غال
وقال جفال راشد مدير الفريق: “أشكر اللاعبين على جهدهم طوال الموسم وسعيهم لنيل اللقب الغالي، وكذلك الجهازين الفني والإداري، والجماهير التي زحفت خلف الفريق، إلى جانب إدارة النادي التي لم تبخل بأي شيء على الفريق”. وأضاف: “لا شك في أن هناك أيادي بيضاء خلف الفريق ساندته لاستعادة الدرع الغائب منذ 5 سنوات، أتمنى استمرار تفوق الزعيم وحصد مزيد من البطولات”. وتابع: “كنت أخشى ضياع اللقب في الأسابيع الأخيرة رغم تفوقنا منذ بداية المسابقة، لكن تحقق اللقب بفضل توفيق الله، وجهد الجميع وأخص بالذكر النجم الإسباني راؤول جونزاليس الذي انضم للسد هذا الموسم، والذي كان له دور كبير في فوز السد بالعديد من المباريات الحاسمة، فهو لاعب متميز وصاحب خبرة كبيرة، ويتمتع بشخصية قيادية، خلال تواجده معنا استفاد منه اللاعبون كثيراً، وأرى أنه مكسب كبير للكرة القطرية، وأتمنى وجود أكثر من راؤول في دوري النجوم”.
بينما قال محمد غانم العلي رئيس جهاز الكرة بنادي السد: “سعداء بالتتويج بالدوري بعد 5 سنوات خصام مع اللقب، ولا أنكر أنني كنت متخوفاً من تأجيل الحسم، أعتقد أن إحراز فريقي لهدف التعادل مع بداية الشوط الثاني أدى إلى اللعب بأعصاب هادئة، مما منح اللاعبين فرصة لإحراز المزيد من الأهداف”.
من جانب آخر، أكد الأمين العام للاتحاد القطري لكرة القدم سعود المهندي أن الاتحاد لم يحسم إلى الآن المقترحات الخاصة بإلغاء الهبوط للدرجة الثانية، ولم يقرر رسميا رفع عدد أندية الدوري للموسم القادم إلى 14 ناديا.
وأضاف: “بالتالي فان الروزنامة المحددة سلفا سوف تطبق حتى نهاية الموسم، بما في ذلك إقامة المباراة الفاصلة بين العربي الذي احتل المركز الحادي عشر في الدوري مع وصيف بطل الدرجة الثانية لتحديد الفريق الثاني الهابط مع السيلية”.
وطرح الاتحاد القطري منذ فترة عدة مقترحات لتطوير الدوري أهمها زيادة عدد الفرق إلى 14 وإلغاء الهبوط ودمج دوري الرديف مع دوري الدرجة الثانية وإطلاق دوري جديد للهواة، إلى جانب تقليص عدد اللاعبين المسجلين في قائمة كل ناد إلى 30 بدلاً من 35 لاعباً. كما ينوي الاتحاد إنهاء وضع اللاعبين غير القطريين الذين يلعبون كمحليين بصفة استثنائية اعتبارا من الموسم القادم. وفي حال ألغى الاتحاد الهبوط وزاد عدد الأندية فان السيلية الهابط رسميا هذا الموسم سيبقى، ويصعد بطل الدرجة الثانية ووصيفه مباشرة، وهما الأهلي الذي يتصدر البطولة قبل جولتها الأخيرة ومعيذر الثاني حتى الآن. وأشار المهندي إلى أن الاتحاد اعتاد منذ عدة مواسم تسليم الدرع للبطل عندما يحسم اللقب حتى لو كان ذلك قبل نهاية البطولة، معتبرا أن تتويج البطل بالدرع بعد حسمه اللقب هو الفرحة الحقيقية للفريق.
عدد اليوم
