الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلوى العدو الأول لأسنان الطفل

الحلوى العدو الأول لأسنان الطفل
20 يونيو 2010 21:44
إن الطفل عادة ما يتناول كميات مختلفة من الطعام بين الوجبات الأساسية ومعظمها غالباً تحتوي على مواد النشويات أو السكريات، وهي أيضاًَ تنتج هذا الحامض الذي يسبب تآكل الأسنان وتسوسها. لكن علينا أن نعرف أن الخضراوات والفواكه واللحم يمكن أن تزيل آثار هذه الحلويات من الأسنان كما أن شرب اللبن والماء في نهاية تناول الإفطار أو الغذاء أو العشاء يغسل الأسنان أيضاً من تلك الآثار. كما أن غسل الأسنان بالفرشاة والمعجون بعد نهاية الطعام وفي الصباح وقبل النوم يزيل تماماً آثار هذه الأحماض والمدهش حقاً أننا جميعاً كآباء وأمهات نهتم بمجالات صحة الطفل كافة ولكن أسنانه تأتي دائماً في آخر قائمة اهتمامنا. نحن نذهب بالطفل إلى الطبيب فور ظهور أي أثر لأي مرض ونقوم بكل الإجراءات لوقاية الطفل من أي مرض ونحاول أن نحفظ صحة الأبناء بأن نعطيهم كل المقويات.. لكن عندما يتعلق الأمر بالأسنان فنحن نهمل هذه المسألة إهمالاً تاماً، والتفسير الذي أجده قوياً لإهمال الأطفال لأسنانهم يرجع عادة إلى عدم اهتمام الآباء أنفسهم بتلك المسألة، كما أننا نحاول دائماً أن نربط بين التعبير عن الحب والحلوى. ولنتذكر طفولتنا. وكيف كان الوالدان يعبران عن إعجابهما بأي تصرف جيد من تصرفاتنا بأن يعطيانا نقوداً لنشتري بها أي نوع من الحلوى. والأمهات غالباً ما ينظرن إلى طبق الطفل بعد تناول الغداء فإن وجدنا الصغير قد أكل قدراً لا بأس به من الطعام فهن أيضاً يكافئن الطفل بإعطائه أي صنف من الحلويات. وكثيراً ما نسمع من الأمهات أو الآباء الوعود للأبناء بأن الابن إذا تصرف بشكل مهذب فسوف يحصل على أكبر قدر من الشوكولا. وعندما يكشف الطبيب على الطفل، فإن الطفل قد يبكي وتحاول أمه أن تحصل على سكوته ورضوخه لعملية الفحص بأن تعده بشراء الحلوى والشوكولا. وحتى عندما نكبر نجد أن إحدى الهدايا التي يقدمها الحبيب إلى محبوبته هي علبة من الحلوى. وهناك بعض حالات لنساء يعانين من الوحدة قد تشتري الواحدة منهن لنفسها قطعة شوكولا كبيرة، وتأكلها كلها. وكلمات الغزل نفسها تستعمل معنى الحلويات كأن يقول الرجل لحبيبته “أنت لذيذة كالحلوى”. إن كلمات التحذير لا تلامس أبداً إحساسنا ولا تقنع أبداً أطفالنا ولا تقنعنا نحن أيضاً. ولهذا أعتقد أن موجة التحذيرات التي يوجهها الأطباء عن أضرار الحلوى تشبه بالضبط عملية اصطياد فيل ببندقية رش صغيرة. وعلى الرغم من ذلك فأنا أكرر النداء للأمهات وللآباء بأننا نستطيع أن نستجيب لرغبة الطفل عندما يرغب في تناول أي قطعة من الحلوى بشرط أن يغسل أسنانه فوراً بالفرشاة والمعجون وبشرط أن تكون الفرشاة لينة حتى لا تسبب التهاب اللثة. أقول ذلك حتى لا تترك أسنان الأطفال فريسة سهلة للميكروبات التي تولد الحامض الذي يسوس الأسنان. كما أن الأم تستطيع أن تقدم لطفلها أصناف الحلوى بشرط أن يغسل أسنانه جيداً. وأرجو أن تخفف كل أم من نسبة السكر في أنواع الحلوى التي تصنعها بالمنزل وأن تبتعد تماماً عن اقتناء أي من أصناف الشوكولا بشكل دائم في المنزل. ويجب أيضاً ألا نحاول مساومة الطفل على الهدوء وعدم إثارة الشغب بأن نعده بإحضار الحلوى له. لأن ذلك سيعلم الطفل فن “ابتزاز” الحلوى منا ساعة يشاء. وهنا قد تسأل الأمهات أو يسأل الآباء: أليس هناك علاج عملي يتيح لنا أن نعطي الأطفال ما نشاء من الحلويات ونكون في الوقت نفسه على قناعة بعدم تسوس أسنان الطفل؟ الإجابة على ذلك.. للأسف لم نتوصل بعد إلى علاج لمثل هذه المسألة. اللهم إلا تنظيف الأسنان بالمعجون. ولابد لنا أن نعرف حقيقة مؤكدة هي أن هناك مائة وعشرين دقيقة هي التي تحمل الخطر بالنسبة لأسنان الطفل وهي المئة والعشرون دقيقة التي تمر بعد تناول الطفل للحلوى المصنوعة من النشا أو السكر، لذلك يجب غسل الأسنان وتنظيفها فور تناول الحلوى.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©