الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الفتاة الفولاذية».. ذكريات «طفولة بائسة» !

«الفتاة الفولاذية».. ذكريات «طفولة بائسة» !
8 أغسطس 2016 00:01
ريو دي جانيرو (أ ف ب) تحمل لاعبة الجودو مايليندا كيلميندي آمال شعب كوسوفو بأكمله في أولمبياد ريو 2016، لأنها لن تكتفي بتسجيل اسمها كأول رياضية تحمل علم بلادها في الألعاب الأولمبية، بل أنها ستنافس من أجل منحها ميداليتها الأولى أيضاً. وتعود كيلميندي، البالغة من العمر 25 عاماً، إلى ريو، حيث حصدت النجاح العالمي للمرة الأولى عام 2013، حين توجت بطلة للعالم في وزن تحت 52 كيلو جراماً، ثم احتفظت به في العام التالي في شيليابينسك البيلاروسية. وبعد أن عاشت مآسي الحرب في طفولتها، تجد كيلميندي نفسها أمام فرصة دخول التاريخ كأول رياضي من بلادها يتوج بالذهب الأولمبي الذي أفلت منها عام 2012 في «أولمبياد لندن»، لكنها كانت تمثل ألبانيا حينها، لأن كوسوفو كانت خارج العائلة الأولمبية. وتعلق كيلميندي على مشاركتها الأولمبية في «ريو 2016» قائلة لوكالة فرانس برس: إنها المرة الأولى التي تشارك فيها كوسوفو في الألعاب الأولمبية، إنها لحظة تاريخية ليس لي وحسب، بل للشعب الكوسوفي بأكمله. وتعتبر اللاعبة الكوسوفية التي تتمتع بأعصاب فولاذية، المرشحة الأوفر حظاً لإحراز ذهبية تحت 52 كيلو جراماً وسجلها يؤكد ذلك، لأنها حققت حتى الآن 105 انتصارات مقابل 4 هزائم فقط في المسابقات الدولية منذ خروجها من الدور الثاني لأولمبياد «لندن 2012». وتحدثت عن طموحاتها في البرازيل، قائلة بوجود مدربها دريتون كوكا: أريد ميدالية بطبيعة الحال، أنا متأكدة من قدرتي على جعل شعبي فخوراً بي. وتريد كيلميندي التي فرضت نفسها على الساحة القارية أيضاً بإحرازها لقب بطلة أوروبا أعوام 2013 و2014 و2016، إلى جانب إحرازها 7 ألقاب أخرى في لقاءات الجائزة الكبرى، أن تبعث برسالة إلى شبان كوسوفو، مفادها أن الأحلام تتحول إلى حقيقة في حال تمتع المرء بالإرادة. ذكريات الحرب وتقول بهذا الصدد: أريد أن أظهر للجيل الشاب في بلدي، أنه مهما كانت المشاكل التي نعاني منها، ومهما كان بلدنا صغيراً وفقيراً، بإمكاننا حقاً تحقيق ما نريده إذا كنا مصممين، يجب العمل بجد كبير، ولأهم من كل ذلك أن يؤمن المرء بنفسه. وتتحدث كيلميندي عن الأيام الصعبة التي مرت بها خلال نشأتها بسبب الحرب، قائلة: لدي بعض الذكريات عن تلك الحقبة، ذكريات مثل قدوم الجنود أو الشرطة إلى منزلنا، لم أكن أفهم ما يجري في تلك الفترة، لم أكن سوى طفلة. وواصلت: لكن الآن وعندما أعود بالذاكرة إلى الوراء، أدرك كم كان الوضع رهيباً، أفهم كم كان الوضع صعباً على والدي. وأودت الحرب في عامي 1998 و1999 بحياة نحو 13 ألفاً، معظمهم من الألبان، وتدخل الحلف الأطلسي جواً ضد صربيا، لإنهاء النزاع بين قوات بلغراد والانفصاليين من ألبان كوسوفو. وبعد الحرب، وضع إقليم كوسوفو الانفصالي في جنوب صربيا تحت إدارة الأمم المتحدة، وأعلن استقلاله عن صربيا عام 2008. وتحاول كيلميندي الآن التعويض على والديها من خلال مساعدتهما مادياً في تدبير أمورهما. في ظل البطالة التي تعاني منها كوسوفو والفقر الذي يطال حوال نصف عدد سكانها البالغ نحو مليوني نسمة. وتحافظ كيلميندي على تواضعها وقالت: حتى وإن كنت بطلة كبيرة وفزت بكل شيء، لا يحق لي أن أتعالى على الناس، كل شيء أقوم به، من أجلي أنا، وكل شيء أملكه هو من الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©