السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزوار يسافرون إلى العصر الذهبي للاكتشافات العلمية الإسلامية

الزوار يسافرون إلى العصر الذهبي للاكتشافات العلمية الإسلامية
27 ابريل 2014 12:39
في ذلك العصر الغابر الذي كان يخيم فيه الجهل بظلامه الدامس على العالم، كانت الحضارة الإسلامية تشع على العالم برقيها المادي واكتشافاتها العلمية التي شملت جوانب الحياة المختلفة قبل آلاف السنين ما بين القرن السابع حتى القرن السابع عشر، والتي جسدها معرض «ألف اختراع واختراع» الذي جاب أقطارا عدة، وها هو يحط رحاله في عاصمة الثقافة الإسلامية، ويستضيفه معرض الشارقة القرائي، مسلطاً الضوء على إسهامات المسلمين العلمية على مر العصور. هلا عراقي (الشارقة) المعرض الذي أبحر في أعماق التاريخ الإسلامي شارحاً بطريقة جذابة العصر الذهبي للمسلمين، متنقلاً بفخر بين إنجازاتهم التي كانت حجر الأساس للكثير من الاختراعات الحديثة التي خط المسلمون أول حروفها، وحدد نقطة انطلاقها، كاشفاً أسرارها مبدعاً في حل الكثير من الألغاز العلمية التي عجز عنها الآخرون، في الطب والرياضيات والفلك والبصريات. «مكتبة الأسرار» يبدأ المعرض بمشاهدة الجمهور لفيلم «مكتبة الأسرار» بطولة «سير بن كينجزلي»، الذي يتناول الجذور التاريخية لاختراعات المسلمين، لتفتح أبواب المعرض على مصراعيها، بعد ذلك تصطحب الحضور في رحلة علمية تعود بهم إلى آلاف السنين حيث أوج الحضارة الإسلامية. لتبدأ الرحلة بالتنقل ما بين أقسامه التي صممت بطريقة تفاعلية تشرح المعلومة بطريقة سرعان ما تنفذ إلى العقول وتتغلغل في النفوس، وما زاد من جمالياتها ذلك الطاقم من العلماء بزيهم التاريخي الذي تفوح منه نسائم حضارتنا العريقة ليبدأ كل منهم بالحديث عن إسهاماته أمامك، ثم تستمر الجولة مع عالمنا «الجزري» وإبداعاته في اختراع ساعة الفيل التي أصبح ذكرها من الأساطير كما توضح اللعبة التفاعلية الإلكترونية الزوار بأثر العالم الإسلامي في حياتنا اليومية كطاقة الرياح والماء، وأثرهما في إحداث ثورة في عالم الزراعة. جناح المستشفى أما في جناح المستشفى شاهد الحضور كيف اخترع الطبيب الأندلسي الزهراوي، مئات من الأدوات والتدابير الجراحية قبل أكثر من ألف سنة، وكيف أن اختراعاته لا تزال تستعمل في عالم الطب إلى اليوم، ثم يتمكن الزوار من الترف إلى «ليدي مونتياجو» التي نقلت أساليب التطعيم المعروفة في العالم الإسلامي إلى الغرب. وفي جناح العالم التقى الجمهور بأمير البحر «زينج هي» الرحالة المغامر المسلم الذي أصبح بطلاً في نظر شعبه لرحلاته البحرية الطويلة، ثم يمكنك اختبار كفاءة التصاميم الشراعية الحديثة المختلفة من خلال نفق الرياح. بعد ذلك تعرف الزوار إلى العصر الذهبي للحضارة الإسلامية في رسم الخرائط وبطريقة تفاعلية استمتع بها الزوار وخاصة الأطفال منهم في تحديد خط سيرهم في بلدان العالم بواسطة شاشة كمبيوتر تعمل باللمس. «بيت الحكمة» وفي جناح المدرسة، اكتشف الحضور «بيت الحكمة»، المعهد العلمي الشهير في بغداد، حيث جمع أعظم العلماء والمفكرين ليسهموا في البناء على تراث الحضارات القديمة، وهنا تعلموا ما يربط بين اللغتين العربية والإنجليزية من خلال التقائهم «فاطمة الفهري»، المرأة الشابة التي بنت أول جامعة حديثة في العالم، والتي كانت توفر التعليم المجاني للرجال والنساء. وفي جناح البصريات التقى الزوار مع العالم الشهير «الحسن بن الهيثم»، أول عالم حقيقي وأول من شرح كيف تعمل العين، حيث شاهدنا هناك نموذجاً ضخماً لآلة التصوير بالثقب الدقيق، كي تعرف كيف وضع ابن الهيثم أسس التصوير وعمل الأفلام واستمعنا إلى قصة ابن الهيثم العجيبة وكيف أن فشله الأكبر أدى إلى تحقيقه الانتصار في النهاية، لدرجة أنه غيّر طبيعة البحث العلمي من أساسها. استقطاب جمهور غفير وقد استطاع معرض «ألف اختراع واختراع إسلامي»، أن يستقطب الجمهور الغفير من الصغار والكبار الذين وجدوا فيه مكاناً تفاعلياً في الحصول على المعلومة. إلى ذلك أكدت سمية جاسم «معلمة»، أن المعرض أتاح الفرصة للطلاب في الحصول على المعلومة بطريقة بعيدة عن التعقيد والتقليد من خلال فكرة مقابلتهم للعلماء والتحدث إليهم مما ساهم في زيادة إقبالهم في الحصول على المعلومة. وأشارت ماجدة سامح «زائرة» إلى أن المعرض يحمل رسالة من العلماء القدامى لجيل اليوم تشجعهم على زيادة التحصيل والإقبال على العلم لنعيد سيرة علمائنا العظماء. ويقول محمود جابر «زائر» إنها زيارته الثالثة للمعرض مع أطفاله كونه ضم الكثير من الوسائل التفاعلية التي لاقت استحسان أطفاله في الحصول على المعلومة وبشتى الأنشطة والمجالات. وتشير الطالبة مهرة علي إلى أنها من خلال المعرض تعرفت إلى الكثير من العلماء المسلمين وإنجازاتهم. وتضيف: الجميل أننا عندما كنا نلتقي العالم يبدأ بالحديث لنا بأسلوب قصصي عن إنجازاته، ثم يفتح لنا المجال لسؤاله حول اختراعاته. أمجاد حضارتنا الإسلامية وببراءة الطفولة تتحدث هيا خالد «طالبة» عن فخرها بعلمائنا المسلمين الذين أبدعوا في المجالات كافة وتسعى إلى أن تتفوق لتسير على نهجهم ومواصلة مسيرتهم. ويرى بسام جبخنجي «زائر» أن المعرض فرصة لا تعوض للتعرف إلى أمجاد حضارتنا الإسلامية. وهو يشجع أولياء الأمور على اصطحاب أبنائهم وخاصة الأطفال للاطلاع على أمجاد علمائنا المسلمين وبذلك نغرس فيهم حب العلم والتعلم، فكيف أن هذه الاختراعات مضى عليها آلاف السنين وما زالت تؤسس للكثير من الاختراعات الحديثة وكيف أن الإنسان يفنى ويبقى ما قدمه للبشرية من إنجازات حية تتحدث عنه بعد غيابه. وتشير أم مصعب «زائرة» أن المعرض إضافة نوعية لمهرجان الشارقة القرائي الذي يمتعنا بكل جديد ومفيد ولفتة جميلة أحيت العصر الذهبي للمسلمين في نفوس الكبار، ووضعت الأسس الصحيحة لإقبال الصغار على القراءة، والجدير ذكره أن «ألف اختراع واختراع» ساهم بشكل إيجابي في إقبال أطفالها على القراءة بعد أن تعرفوا بشكل مبسط إلى العلماء، فأرادوا أن يبحثوا عنهم أكثر بين صفحات الكتب. تطور الأجهزة الفلكية إذا أردت أن تكتشف التراث العالمي في النظر إلى نجوم السماء وتطور الأجهزة الفلكية المعقدة، ففي جناح الكون يمكنك ذلك حيث يتيح لك هذا الركن التعرف إلى جهود العباقرة الأوائل مثل مريم العجيلة التي برعت في صنع الإسطرلاب. وهنا أيضاً يمكنك أن تحلق فوق مضيق البوسفور مع حسن شلبي «الرجل الصاروخ»، وتكتشف الفوهات البركانية على القمر وارتباطها بالحضارة الإسلامية. كما لاقت القبة السماوية المصغرة إقبالاً لافتاً خاصة من الزوار الصغار حيث تعلموا فيها أسماء البروج بالإغريقية والعربية بطريقة تفاعلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©