الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تكثيف معاني التواصل في رمضان

تكثيف معاني التواصل في رمضان
3 سبتمبر 2008 00:41
حافظت المجالس على مكانتها كإحدى السمات الأصيلة في نسيج المجتمع الإماراتي، وبقيت مرادفاً قوياً للإلفة والمحبة بين أبنائه· ويتفق مرتادو المجالس، التي تنتعش في رمضان، على أنها تثري الأخلاق والمعلومات في آنٍ واحد، معتبرين أنها ''مدارس للحياة''· ويرى فرج بن حمودة أن المجالس الرمضانية ''من العادات الطيبة التي اشتهر بها مجتمع الإمارات، ووجدت تأصيلاً واهتماماً من المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد ''طيب الله ثراه''، حيث كان يحرص على أن تكون المجالس عامرة بوصفها نمطاً من أنماط الديمقراطية التي تجمع بين الحاكم وأبناء الشعب في صورة فريدة يتبادلون فيها الأحاديث والحكمة والخبرة ويناقشون ما يهمهم جميعاً''، مؤكداً أنها ''سمة أصيلة في نسيج المجتمع الإماراتي تعكس تراصّه وتآلفه''· ويشير ابن حمودة إلى أن ''المجالس تختلف بحسب اختلاف المكان، فمجالس البدو تختلف عن مجالس الساحل، كما تختلف عن مجالس الحضر، حيث تتباين نوعية القضايا التي تتم مناقشتها في هذه المجالس''· ويبين أن ''المجالس اشتهرت في الإمارات بما تتناوله من قضايا وحوارات تخص الشأن الوطني، وتتم مناقشتها بشفافية بالغة بلا حجر على رأي، ولا مصادرة لفكرة، ولا تقليل من شأن ما طرح في هذا الشأن أو ذاك''· من جانبه، يؤكد معضد المشغوني أن ظاهرة المجالس سواء الرمضانية أو تلك المفتوحة في بعض البيوت طوال العام تعتبر أحد الركائز الحيوية التي تجمع أبناء الإمارات، وتعزز من ترابطهم لاسيما في ظل ما تشهده المجتمعات العربية من تسارع في إيقاع الحياة التي تحول دون اللقاءات الاجتماعية المنتظمة، منوهاً بأن المجالس تمنح الجميع فرصة كبيرة للتواصل· وحول منظومة القيم التي تتميز بها المجالس، يشير المشغوني إلى أن تلك المنظومة ترتكز على أصول الأدب والحكمة، وكيفية مخاطبة الكبار ، والتدرب على آليات الحوار، وما يرتبط بها من آداب وتقاليد· ويعتبر المشغوني المجالس مدارس حية يتعلم فيها النشء، خصوصاً هؤلاء الذين سيكونون في المستقبل قادة في المجتمع القيم، ويتمثلونها في سلوكهم اليومي''، لافتاً إلى نجاحات مجالس في رفد المجتمع بكوادر وطنية وقادة يشغلون مراكز إدارية وتنفيذية مرموقة· والمجالس ليست قاصرة على الرجال، تقول محفوظة سعيد إن هناك مجالس عامرة للنساء أيضاً يتدارسن فيها أحكام القرآن الكريم وسنة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويتعلمن فيها الآداب والحكمة، وهذه المجالس بمثابة ورش عمل تطبيقية تتعلم فيها الفتاة أو المرأة من خبرات الأمهات والجدات· وتضيف أن ''النسوة يناقشن في تلك المجالس قضايا كثيرة تهم الشأن الاجتماعي كالعلاقات الزوجية، وكيفية حل بعض تلك المشكلات، بالإضافة إلى تربية الأبناء في ضوء ما تحمله الأمهات والجدات من خبرات الماضي والحاضر''· وتعتقد محفوظة أن ''الإقبال على المجالس الرمضانية لا يعني أن هذه المجالس لا يكون لها مزايا كبيرة في بقية العام، غير أن الناس في رمضان يتبارون في تقديم الطعام في مجالس -الفريج- (الحي)، وبعد صلاتي العشاء والتراويح تجتمع النسوة فيه للتسرية عن نفوسهن، ولتعزيز الترابط الاجتماعي''· ويرى خالد العامري أنه على الرغم من زيادة أعداد المقاهي الحديثة، وكذلك انتشار الإنترنت، بالإضافة إلى المراكز التجارية، فإن شريحة كبيرة من أبناء المجتمع لا يزالون يرتبطون بالمجالس، موضحاً أن ''الأسر تلتئم في رمضان، وتصبح المجالس عنواناً كبيراً للأسرة الإماراتية الممتدة''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©