الترمس نبات من الفصيلة القرنية، ينبت برياً وبستانياً، ويكثر في دول البحر المتوسط، بشكل بري وبستاني، ولكنه لا يزرع على نطاق واسع، وكثيرا ما يزرعه الفلاحون لتقديم عشبته طعاماً للأبقار والخيول والخراف، ولبيع حبوبه التي تشبه حبوب الحمص في لونها ولكنه مفرطح الشكل. ومن مواده الفعالة البروتين بنسبة 30%.
تاريخ طبي
عن تاريخ الترمس في الطب، تقول أخصائية التغذية لمى حداد: “ذكرت معظم الكتب عبر التاريخ أن الملوك التركمانيين وصفوا الترمس بالحب مفرطح الشكل، مر الطعم، منقور الوسط، أنه الدواء أقرب منه إلى الغذاء، وأجود الحديث الأبيض الكبار الرزين. يؤكل بعد أن يسلق وينقع بالماء أياماً كثيرة حتى تخرج مرارته، وغذاؤه يولد خلطاً غليظاً. فالمر يجلو ويحلل، وأيضاً يقتل الديدان إذا وضع من خارج، وكذلك إذا لعق مع العسل، أو شرب مع الخل الممزوج، والماء الذي يطبخ فيه الترمس يقتل الديدان، وإذا صب من خارج نفع البهق والسعفة أي البثور في الرأس، وينفع من الجرب والقروح الخبيثة، ويدر الطمث. ودقيق الترمس ينقي البشرة وآثار الضرب، وينفع استعمال رطل من ماء طبيخه من البرص. والترمس الذي فيه مرارة يجلو ويحلل ويزيل الكلف، والقروح، والبثور في الوجه. ودقيقه مع دقيق الشعير ينفع أوجاع الخراجات، ويضمد به لعرق النَّسا، ويفتح سدد الطحال والكبد، خصوصاً إذا طبخ بخل وعسل وسذاب، وقدر ما يؤخذ منه ثلاثة دراهم”.
وتؤكد حداد أن “الترمس له العَديد من الفوائد وَمِن أبرزها إنقاص الوَزن، حَيث تحتوي بذور الترمس على ألياف قابلة للذوبان لهَا فوَائد عديدة في مُعالجة السُمنة وخفض مستوى الكوليسترول، كما أن تناولها يُساعد على منع وَعلاج الإمساك، ما يعطي الترمس صفة المُحسن لصحَة الأمعَاء والمُحافظة عَليها. َومن أبرز الوَصفات التي تساعد عَلى إنقاص الوَزن تناول 100 جرام مِن الترمس المطبوخ جيداً بَعد إضافة الليمون والكمون له ثلاث مَرات يومياً قبل تناول الوجبة الرئيسة، حَيث يساعد ذلك في حَرق الدهون وَتحسين عَملية الهضم”.
وتكمل حداد: “استعمل العرب الترمس حيث كان يضمد به فيسكن أوجاع المفاصل، وإذا أخذت حفنة من الترمس وطحنت جريشاً ثم نزعت قشرته، وجعل في قدر وطبخ بما يغمره من الحليب حتى ينشف الحليب ثم يقلى ويطبخ حتى يعقد ليستعمل بشكل ضمادات تسهل المرة الصفراء والمرة السوداء والبلغم.. وقد ذكرت بعض الأبحاث أن ماء الترمس مع الحنظل يقتل البراغيث والبق، وغسل الوجه بمائة المغلي يحمر اللون وينقي الأوساخ، ويصلح الشعر، ومن تناول منه صباحاً ومساءً قطع الصداع العتيق أما مع العسل فيذهب ضيق النفس والسعال المزمن وينشط عمل الطحال والمثانة والحصا، وينفع من الاستسقاء ولو ضمادا”ً.
فوائد علاجية
تذكر حداد للترمس فوائد الترمس العلاجية التي اكتشفها الطب الحديث بأنه مقو جيد للأعصاب، ومنبه للقلب، مدر للبول، ومضاد لبعض الأمراض الجلدية كالأكزيما والصدفية، ويساعد على تخفيض السكر لدى المرضى، ويساعد في تفريج الإمساك والتخلص من الديدان.
ويقال إنه أجريت مؤخراً أبحاث طبية تهدف إلى استخراج علاج من الترمس لمرض الصدفية، وقد أعطت هذه الأبحاث نتائج إيجابية للغاية، وأصبح الترمس أملاً جديداً لمرضى الصدفية.
كما وجد أيضاً أن الترمس من أغنى الحبوب بالألياف، وهذا ما يجعله من الأغذية المناسبة لمريض السكر، خاصة أن هذه الألياف تبطئ من امتصاص الجسم للجلوكوز «السكر البسيط» الناتج عن تحلل النشويات والسكريات مما يقاوم حدوث ارتفاع بمستوى السكر بالدم، كما وجد أن هذه الألياف، والتي تتوافر في الحبوب عامة، تقاوم كذلك ارتفاع مستوى الكولسترول، وتقاوم حدوث الإمساك، وتحمي من الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة.
وتوضح حداد أنه “للتخلص من الإمساك والغازات، ولتنشيط الجسم وشد أعصابه المتراخية تؤخذ حبة واحدة من الترمس غير المنقوع بعد طحنها مع قليل من الماء. وقد ثبت من الأبحاث الحديثة أن الترمس المر يقوي القلب، ويدر البول، ويطرد الديدان، ويحسن الهضم، ويبعث النشاط».
بيروت (الاتحاد)
عدد اليوم
