الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر.. الاتفاق النووي.. انعكاسات متوقعة

غدا في وجهات نظر.. الاتفاق النووي.. انعكاسات متوقعة
15 ابريل 2015 20:01

يقول د.محمد العسومي : بعد أقل من ثلاثة أشهر من الآن ينتظر العالم بشكل عام ومنطقة الخليج العربي بشكل خاص حدثاً مهماً وخطيراً ستكون له انعكاسات جيو- سياسية واقتصادية على بلدان المنطقة، إذ من المتوقع إذا سارت الأمور وفق ما هو متفق عليه مبدئياً أن يتم توقيع الاتفاق النووي بين البلدان الست الكبرى وإيران حول برنامجها النووي المثير للجدل.

لا زال هناك احتمالان قائمان حول إمكانية التوصل إلى اتفاق من عدمه رغم التفاؤل، إلا أن عقبات حقيقية تقف أمام الصيغة النهائية، خصوصاً وأن الأميركان والغربيين عموماً لدغوا مرة من كوريا الشمالية التي أعطت الرئيس الأميركي السابق بل كلينتون نفس التعهدات بالنص الحرفي للاتفاق مع إيران، إلا أنه اتضح فيما بعد أنها خدعت المجتمع الدولي، وعمدت سراً إلى تفجير قنبلتها النووية الأولى بعد عشر سنوات من تقديم تعهداتها، فالأنظمة العقائدية والشمولية لا تلتفت كثيراً إلى سمعتها واتفاقياتها الدولية.

ومع أننا نتمنى التوصل إلى صيغة نهائية تجنب منطقتنا حرباً جديدة، إلا أنه لا بد من أخذ كافة الاحتمالات بعين الاعتبار، إذ إن عنصر المفاجأة، كما فعلت كوريا الشمالية ستكون كلفته باهظة للغاية في الحالة الإيرانية. ولكن لنفترض أنه تم التوصل لصيغة نهائية واحتفل الجميع بالتوقيع في إحدى المدن السويسرية الجميلة والبعيدة عن الأخطار والأزمات والحروب، فإن انعكاسات اقتصادية مهمة يتوقع أن تتمخض عن تجاوز أزمة الملف النووي الإيراني، بدليل أن العديد من دول العالم وشركاته الكبرى، بدأت في التحضير للحصول على بعض المكاسب التجارية والاقتصادية.

واشنطن.. انفتاح تاريخي على أميركا اللاتينية
يقول مارك سبينفيلد إن العديد من المراقبين ينظرون إلى العقد الماضي باعتباره «استقلالاً ثانياً» لأميركا اللاتينية التي خرجت من المظلة الأميركية واستعادت قرارها السياسي والاقتصادي.

عندما مد أوباما يده ليصافح الرئيس الكوبي راؤول كاسترو على هامش قمة الأميركيتين في بنما السبت الماضي، لم يكن الانفتاح موجهاً لرجل واحد، وأمة واحدة، بل كان المستهدف مجمل أميركا اللاتينية، فعلى مدى العقد الماضي باتت واشنطن متوجسة من «خسارة أميركا اللاتينية»، لتأتي الخطوة الأخيرة تجاهها كإقرار بفقدان الولايات المتحدة لنفوذها التقليدي في أميركا اللاتينية ودعوة لوقف النزيف واسترجاع المكانة، فالبلدان التي كانت في السابق تأتمر بالتعليمات الأميركية كنتيجة لتدخل واشنطن باتت اليوم أقل استجابة لأميركا بدليل إلغاء الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف لعشاء كان مبرمجاً في البيت الأبيض خلال 2013 دون أن يرف لها جفن، ما يعني أن خطوة أوباما يوم السبت الماضي بمصافحة راؤول كاسترو كانت بمثابة الرسالة الموجهة لأميركا الجنوبية بنسيان الماضي وبدء صفحة جديدة في العلاقات بين الأميركيتين، لكن هذه الدعوة ورغم أهميتها لا يبدو أنها كافية لإقناع أميركا اللاتينية، فما هو أهم من الطريقة التي تتعامل بها واشنطن مع المنطقة هو نظرتها العميقة لها ومدى تغيرها.
فلعقود طويلة ظلت العلاقات الأميركية- الكوبية محكاً أساسياً للنظرة الأميركية تجاه جيرانها في الجنوب، لا سيما وأن كوبا كانت دائماً البلد الذي ينظر إليه في أميركا اللاتينية بإعجاب واضح كونه الوحيد الذي تجرأ على تحدي الولايات المتحدة، وهو ما جعله عرضه للحصار والعقاب، وكان إصرار أميركا طيلة الفترة السابقة على عزل كوبا دولياً جزءاً من المدى، الذي تستطيع الولايات المتحدة الذهاب إليه للسيطرة على حديقتها الخلفية وضمان عدم تمردها، وفي جزء منه ظلت كوبا عبرة لمن يريد اتباع نهجها في المنطقة، هذا الأمر أدركه أوباما في لقائه مع "راؤول" يوم السبت الماضي في بنما، متحدثاً عن الثقل العاطفي الذي تنطوي عليه العلاقات الكوبية الأميركية في عموم المنطقة، قائلاً : «أنا متفائل بأننا سنواصل إحراز تقدم في العلاقات الثنائية، وهو قد يكون منعطفاً حاسماً» ليس فقط بالنسبة لكوبا، بل للمنطقة ككل. لكن رغم هذه التصريحات الإيجابية هناك شبه قناعة لدى قادة أميركا اللاتينية بأن تغيير أميركا لسياستها نابع من بحثها عن المصلحة وليس لأسباب مبدئية.

عن مأزق الدولة الإيرانية
يقول أحمد أميري : كان يمكن اعتبار سياسات طهران نموذجاً يحتذى في انتزاع الاعتراف بالحقوق والمواقع، لو لم يكن الإيرانيون يدفعون ثمناً باهظاً من حريتهم.
رفع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عمرو حمزاوي قبعته لساسة طهران في مقال له بعنوان «عن كفاءة الدولة الإيرانية»، وهو ليس أول مَن «يرى مِن الجمل أذنه»، فهناك صف من المثقفين يصفقون إعجاباً بسياسات الملالي، ولو من باب حثّ دولهم على اللعب بالطريقة الإيرانية!
يقول حمزاوي إن إيران انتزعت الاعتراف بحقها النووي، وبوضعها كقوة إقليمية كبرى، وذلك عبر مؤسساتها المتماسكة، وحشدها الطاقات الداخلية لتحمل العقوبات، وتكثيفها العلاقات مع بعض الدول، وصنعها صورة عالمية إيجابية عنها، ومدّ نفوذها عبر الورقة المذهبية، وتسليح وتمويل حلفائها، وختم شهادة التقدير التي سطرها للدولة الإيرانية بقوله: «هذه هي الحقائق، فدعونا لا نتجاهلها إن أردنا الخروج من ظلامية واقعنا العربي المعاصر».
ورغم أن حمزاوي أشار في نصف سطر إلى وجود انتهاكات للحقوق والحريات في إيران، وهو دأب كل المعجبين بـ«كفاءة» الدولة الإيرانية، ففي رأيي أن هذا هو مربط الفرس، وأن تلك الكفاءة تنبع أساساً من الضغط المتواصل على 80 مليون إيراني وتحميلهم أكلاف السياسات التي تبهر السُّذج.

الإرهاب.. حرب مفتوحة
يقول باسكال بونيفاس : فيما يسعى البعض هذه الأيام لإلصاق الإرهاب بالإسلام فإنه من الضروري التذكير بأن المسلمين أنفسهم هم أكبر ضحايا الإرهاب. سواء كانت «داعش»، أو «بوكو حرام» وسواء كان المكان باريس، أو نيروبي، أو كوبنهاجن، أو تونس، يبدو أن وتيرة العمليات الإرهابية التي تطال أماكن وبلداناً مختلفة في تصاعد، وأن مرتكبيها أيضاً يختلفون في مشاربهم وأيديولوجياتهم. فبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 صعد الإرهاب العالمي إلى الواجهة باعتباره العدو «رقم واحد» للغرب وأميركا، والتهديد الذي يحدق بكل الدول والمجتمعات، وقد كانت الصدمة قوية بالنسبة لأميركا التي لم تعتد على تعرض أراضيها لاستهداف خارجي مما استدعى ردوداً ما زالت تداعياتها مستمرة حتى اليوم. وهكذا تناسلت التحليلات التي حاولت مقاربة ظاهرة الإرهاب وسبر أغوارها، فذهب البعض إلى أنها هي التحدي البديل لتحدي الشيوعية التي انكسرت شوكتها بانهيار الاتحاد السوفييتي السابق، معتبرين أن الإرهاب الذي تنتهجه تنظيمات إسلامية متشددة سيكون هو الخطر القادم الذي يتعين على الغرب التعامل معه. فكان أن أطلق الرئيس بوش «الحرب ضد الإرهاب»

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©