الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوروبا: انزعاج من إسرائيل وخيبة أمل تجاه أميركا

أوروبا: انزعاج من إسرائيل وخيبة أمل تجاه أميركا
13 نوفمبر 2009 23:04
بدأ الأوروبيون، وخصوصاً الفرنسيين، يسجلون إحباطهم من الطريقة التي يتعامل بها البيت الأبيض مع الموضوع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك رغم مساندتهم الواضحة لجهود الوساطة الأميركية للتوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين ينهي الصراع ويقر السلام. فقد هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم الترشح في الانتخابات القادمة التي ستجرى خلال شهر يناير المقبل، كما أن جهود إحياء العملية السلمية توقفت بالكامل، وهو ما يدفع الأوروبيين إلى البحث عن وسائل لحث الأميركيين والإسرائيليين على معالجة الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة الآخذ في التدهور يوماً بعد يوم، مع اهتمام خاص يبديه الفرنسيون بالوضع المتعثر في الشرق الأوسط. فلم تمنع العلاقات الوثيقة بين الرئيس الفرنسي ساركوزي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي زار باريس يوم الأربعاء الماضي، من تأكيد الرئيس الفرنسي أمام ضيفه على أن التقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين يظل أولوية قصوى. ورغم اعتراف الدبلوماسيين والمتابعين للوضع، بتقلص حجم النفوذ الأوروبي، فإن التحول الأخير في موقف الرئيس أوباما وانتقاله من مطلب "تجميد" المستوطنات إلى مجرد تقييد بناء مزيد منها، يراه كثير من الدبلوماسيين الأوروبيين رجوعاً إلى الوراء ونكوصاً عن التعهدات السابقة. وفي باريس يُنظر إلى التغير في موقف أوباما على أنه كان مفاجئاً وغير متوقع، وأنه الدافع وراء إعلان عباس عدم ترشحه في الانتخابات القادمة، وهو ما سيحرم، إن حدث فعلا، عملية السلام من قائد يحظى بثقة الأوروبيين والأميركيين والإسرائيليين. ورغم إدراك الأوروبيين لصعوبة الحل في الشرق الأوسط، فإنهم أيضاً يشعرون بخيبة الأمل تجاه إدارة عُلقت عليها الكثير من الآمال. وعن هذه الخيبة يقول "دومنيك موازي"، مؤسس "المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية"، إن "الخيبة تجاه الأميركيين تصاعدت بقوة، لقد بدأنا نشعر بأن فرصة أخرى ستضيع، فضلا عن الانزعاج المتزايد من الموقف الإسرائيلي". ويحذر "موازي" من أن "الوقت بدأ ينفد، فهل نريد لحماس أن تصبح الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني؟ إذا كان الجواب بلا، فإن الشخص الوحيد القادر على القيام بشيء ما هو نتنياهو". وفيما أكد "موازي" أن الفرنسيين مستعدون "من حيث المبدأ" لدفع حلفائهم الأميركيين نحو العملية السلمية، تساءل: "هل يهتم نتنياهو بالأمر؟". وفي السياق ذاته يقول "فرانسوا هيزبورج"، من مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس، إن الأوروبيين يسعون اليوم إلى حث الأميركيين على الوصول إلى حل الدولتين، "لكن لا أحد يعرف يقيناً السياسة الأميركية في هذه المرحلة، فقد كان موقف أوباما من المستوطنات في البداية ومطالبته بوقفها غير مقبول إسرائيلياً، كما أن الانقلاب الكبير الذي أحدثته تصريحات هيلاري كلينتون ليس مقبولا فلسطينياً، وقد يدمر السلطة الفلسطينية". ويتوقع أن يزور وزير الخارجية الفرنسي بيرنارد كوشنير غزة في الأسبوع المقبل، وهو الذي ناشد عباس الاثنين الماضي بعدم ترك منصبه على رأس السلطة الفلسطينية. ولم يخفِ كوشنير الانزعاج الفرنسي من السياسة الإسرائيلية عندما تساءل علناً قبيل وصول نتنياهو إلى باريس ما إذا كانت الدولة العبرية مهتمة بالسلام وترغب في التوصل إلى حل! وقد بلغ الانزعاج الفرنسي مبلغاً أصدر معه فيليب ماريني، وهو عضو في البرلمان الفرنسي من حزب ساركوزي، تقريراً يقول فيه إن الوقت قد حان للتفكير جدياً في رفع الحصار عن "حماس" وإنهاء عزلتها. وجاء تقرير البرلماني الفرنسي في أعقاب المقترح الذي تقدم به "شاؤول موفاز"، الشخصية الإسرائيلية البارزة والقائد العسكري السابق، ويقضي بالتحدث إلى "حماس" كجزء من خطة السلام، وهو ما يعتبر خرقاً للمحظورات الثابتة في السياسة الإسرائيلية. وحول الدور الأوروبي الضاغط على الطرفين، الأميركي والإسرائيلي، يقول "روبرت ملاباي"، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمجموعة الأزمات الدولية بواشنطن، إنه "ليس بمقدور الأوربيين تحقيق اختراق في عملية السلام، لكنهم قادرون على ممارسة الضغط على الطرفين. ويرى "ملاباي" أن نتنياهو قد لا يكون مهتماً بالضغوط الأوروبية، إلا أنه في ظل التركيز الدولي على التهم التي وجهها تقرير "جولدستون" إلى إسرائيل بارتكابها جرائم حرب في غزة، وبالنظر إلى العلاقات الإسرائيلية الفاترة مع البيت الأبيض، ثم تهديد عباس بمغادرة السلطة، يشعر نتنياهو أنه "في موقف حرج وعليه القيام بشيء حتى لا تواجه إسرائيل عزلة دولية، لاسيما وأن ساركوزي سبق أن أكد بأن نتنياهو قريب منه، لذا لن يكن من الجيد بالنسبة لإسرائيل فقدان هذه العلاقة أيضاً". ويمكن التدليل على عدم الارتياح الفرنسي مما يجري في الشرق الأوسط وبخاصة على الجانب الإسرائيلي بالإشارة إلى ما قاله كوشنير للإذاعة الفرنسية: "إن ما يؤلمني حقاً، وهذا الأمر يصدمنا جميعاً، هو أنه من قبل كانت في إسرائيل حركة تدافع عن السلام واضحة وملموسة، فقد كان هناك تيار اليسار ذو الصوت المسموع... لكن يبدو لي، وآمل أن أكون على خطأ، أن هذه الحركة اختفت تماماً وكأن الناس فقدوا إيمانهم بالسلام". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©