الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رمضان·· سياحة ومعرفة!

رمضان·· سياحة ومعرفة!
3 سبتمبر 2008 00:14
كثيراً ما أتساءل كيف ينظر الأجنبي المقيم في بلادنا إلى المسلمين والإسلام في شهر رمضان··؟! ماذا سيقول عندما يجدنا نتكالب على المجمعات الاستهلاكية والمتاجر الكبرى لنسحب تلك الكميات الهائلة من اللحوم والزيوت والطعام لدرجة أنها تعاني من عدم وجود بعض هذه الأنواع··؟ قبل أن يبدأ الشهر الفضيل بأيام يتكالب الناس على تلك المتاجر ويخرجون بعربات التسوق محملة عن آخرها، مع أنه من المفترض أن وجباتنا تقل في شهر رمضان من ثلاث إلى اثنتين فقط·!! كيف يتصورون رمضان··وماذا يعرفون عنه ؟ وكيف يفهمون تلك المعادلة الصعبة بأنه شهر للصيام، ولكننا ننفق فيه على الطعام ضعف المعتاد أو ربما أكثر؟ هذه التساؤلات أو هذه الهواجس التي تلازمني كل عام جعلتني أستحسن الخطوة التي قامت بها هيئة أبوظبي للسياحة بتنظيم حملة تعريفية بشهر رمضان لأكثر من مائة أجنبي مقيم في الإمارة ويعملون جميعهم في الفنادق وشركات السياحة والطيران، حيث شهدت الحملة نقاشاً مستفيضاً حول الشهر الكريم، والمأكولات الشعبية ووجبات السحور والإفطار، والوجبات الرئيسية التي يتناولها المسلمون خلال رمضان· وهذه الحملة جاءت في وقت مهم للغاية، فهي من جهة توضح لهؤلاء المقيمين معنا والمشاركين لنا في العديد من أوجه الحياة، الكثير من الحقائق، وتوضح لهم العديد من المفاهيم· ومن جهة أخرى تؤهلهم جميعاً للرد على استفسارات الزوار والسياح بشكل صحيح، وتؤهلهم أيضاً لنقل الصورة الصحيحة عن الحياة في الدول الإسلامية عندما يعودون إلى بلادهم· وهذه المبادرة من هيئة سياحة أبوظبي تفتح المجال لمبادرات مماثلة ليس في شهر رمضان فقط، ولكن طوال العام أيضاً، وإذا كنا نفخر بزيارة ملايين السياح لبلادنا كل عام، فلابد من استغلال وجودهم بيننا لتصحيح الكثير من المفاهيم عن الشعوب والدول الإسلامية التي شوهتها الأحداث المتلاحقة، وساهمت وسائل الإعلام الغربية في ترسيخ هذه المفاهيم الخاطئة· والسائح بشكل عام عندما يسافر إلى بلد غريب، تكون لديه رغبة شديدة في معرفة ثقافة الآخر، أو تصحيح المعلومات التي تلقاها أو تأكيدها، وهو جانب مهم في جولته السياحية، ويظل يحكي ويحاكى بالمعلومات الجديدة التي حصل عليها بنفسه من خلال تجربته· وإذا كنا نعاني من نقص شديد في المرشدين السياحيين المواطنين والعرب بشكل عام، فعلينا أن نبدأ بتعريف كل من يعمل في المجال السياحي من الأجانب بحقيقة الأمور، حتى نستفيد ونفيد· شكراً هيئة أبوظبي للسياحة على هذه الخطوة الرائعة، وفي انتظار المزيد منها ومن الجميع· وحياكم الله· إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©