أبوظبي (الاتحاد) - بدأت مواقع صحفية متخصصة في أخبار المال والاقتصاد والأعمال عقد شراكات عابرة للحدود واللغات؛ في اتجاه يبين الأهمية لهذه الفئة من الأخبار لاسيما الأميركية، في وقت بينت فيه إحصاءات جديدة في الولايات المتحدة بعض النتائج المالية الجيدة عن أوضاع المؤسسات الصحفية على الشبكة للمرة الأولى منذ عشر سنوات.
وأعلنت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن إطلاق موقع إخباري جديد لها باللغة التركية يعمل من مقر مخصص له في اسطنبول، في خطوة زادت من حضورها عالمياً على الشبكة إلى 12 موقعاً بتسع لغات بينها الألمانية والكورية ولغة الباهاسا الأندونيسية. وذكرت أن فريقاً من الصحفيين يقوده رئيس التحرير كونييت توروس، (تركي الجنسية)، الذي كان نائب رئيس تحرير الموقع الإلكتروني لشبكة «سي أن بي سي «المتخصصة في أخبار المال والأعمال، يتولى العمل في النسخة التركية من الصحيفة. وعادة ما يقوم بتحرير كل موقع خارجي من الصحيفة محررون محليون بهدف جعل محتوياته مناسبة للبيئة المحلية أو الناطقين بكل لغة.
وذكرت الصحيفة أن مواقعها باللغات الأجنبية، استحوذت على أكثر من 22% من مجموع عدد مشاهدات صفحاتها هذا العام والتي تعرض أخباراً ومواد تحليلية من شبكة تضم نحو ألفي صحفي يتواجدون في خمسين بلداً. وقال رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة «داو جونز وشركاه»، وناشر الصحيفة ليكس فينويك إن «نمو «وول ستريت جورنال» عبر القارات يعني أن قراء صحيفتنا يمكنهم الآن الوصول إلى محتوانا عبر عدد من المواقع المختلفة حيث بوسعهم اختيار اللغة التي تناسبهم لتلبية حاجاتهم». وأضاف «نحن على ثقة بأن عمق وشمول محتوى الصحيفة سيوفران قيمة كبيرة للقراء حول العالم».
وأعلنت منصة «تايمز انترنت» الهندية، الذراع الرقمية لصحيفة «تايمز أوف انديا»، عن شراكة استراتيجية مع الموقع الأميركي المتخصص بأخبار المال والمشاريع «بيزنيس انسايدر»، لإنشاء نسخة هندية من الأخير تحت اسم «بيزنيس انسايدر أنديا». وجاءت هذه الشراكة مباشرة عقب مشروع مماثل بين الموقع الهندي وشركة «جاوكير ميديا» كان أعلن عنه في يناير الماضي.
وذكر موقع «تك كرينش» أن إطلاق الموقع الجديد بنسخته الهندية سيتم في أبريل الجاري، وأن الاتفاق سيعطي «بيزنيس انسايدر» إمكانية إيصال محتواها لجمهور جديد، وكذلك الوصول إلى محتوى محلي مكتوب ومُعالج بأسلوب السرعة الذي تتطلبه الأرقام المالية والمشاريع، إضافة إلى بعض مواضيع التحليل والرأي.
ووفقا لموقع «تايمز إنترنت»؛ يبلغ حجم قراء «بينزنيس انسايدر» نحو 15 مليون زائر شهريا من حول العالم، وسيكون لانتشارها في الهند معناه نظراً للجمهور الكبير من المتحدثين بالإنجليزية في الهند والنسبة العالية من السكان المهتمين بالتقنية والمشاريع، حيث تعتبر التكنولوجيا أحد أكبر محركات نمو الاقتصاد في الهند.
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لـ»تايمز انترنت» ساتيان ججواني إن «بيزنيس انسايدر هي أكثر المؤسسات الإخبارية الأولى الرقمية نجاحاً في العالم، حيث تتميز بدمجها الرائد بين التحقيقات الأصلية وتجميع الأخبار وأدوات التواصل الاجتماعي الحيوي». وكانت تقارير أميركية توقعت أن تبلغ إيرادات «بيزنيس انسايدر» لهذا العام نحو 11 مليون دولار رغم تسجيلها بعض الخسائر العام الماضي.
وبعد سنوات طويلة من تسجيل الخسائر بدأ وميض من تحسن الأحوال التجارية لصناعة الصحف في الولايات المتحدة حيث ارتفع عائد التوزيع في العام 2012 للمرة الأولى منذ عقد في وقت أقبل فيه المزيد من الناس على دفع رسوم اشتراك في النسخ الرقمية لهذه الصحف، ما يؤشر إلى أن هذه الصناعة بدأت تتكيف مع النموذج التجاري والمالي في العصر الجديد بعد مصاعب شتى أهمها هجرة المستهلكين والمعلنين إلى الإنترنت.
ووفقا لبيانات جمعية الصحف الأميركية؛ بلغت إيرادات الصحف التشغيلية في العام الماضي 10,4 مليار دولار بنمو 5% عن العام السابق وهو ما يمثل أول مكاسب منذ 2003. لكن نتائج الدراسة لم تكن جيدة لجهة النمو في العائد الرقمي لإيراد المصادر التقليدية للصحف؛ حيث قالت دراسة الجمعية إن العائد الإجمالي للصحف اليومية انخفض إلى 38,6 مليار مقارنة مع 39,5 مليار دولار في 2011. في حين استمر انخفاض إيرادات الإعلانات بنسبة 6%. وبلغ إجمالي إنفاق المعلنين على الإعلانات المطبوعة في الصحف 18,9 مليار دولار فقط. في المقابل ارتفع إنفاق الإعلانات في المنصات الرقمية بما فيها الأجهزة المحمولة والإنترنت بنسبة 5%ليصل إلى 3,4 مليار دولار.
وبلغت نسبة عائدات المصادر الرقمية 11% من إجمالي الإعلانات مقارنة مع 10% في 2011. وتضاعف عائد إعلانات الأجهزة المحمولة لكن حصة عائد التطبيقات المحمولة كانت 1% فقط من الإجمالي.
عدد اليوم
