الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبوظبي تقرأ» عرس معرفي يُشارك فيه الأطفال وذووهم

«أبوظبي تقرأ» عرس معرفي يُشارك فيه الأطفال وذووهم
14 ابريل 2013 21:31
مع تواصل فعاليات حملة أبوظبي تقرأ في مركز الخالدية التجاري، ذهب كثير من الأطفال برفقة ذويهم في رحلة مدهشة إلى عوالم من الصور والشخصيات الفكاهية والأحداث الشيقة، المتضمنة في المجلات والكتب الملونة المزدانة بها أرجاء منطقة الفعاليات في مدخل المركز التجاري، بحيث صار الحدث وكأنه عرس معرفي جميل، ضيوفه هم الأطفال، ومضيفوه مشرفو ومعلمو مجلس أبوظبي للتعليم، الذين انتشروا بين الحضور سواء الأطفال أو ذويهم. ركزت حملة «أبوظبي تقرأ» التي انطلقت 11 أبريل وتستمر إلى نهاية الشهر ذاته، على أساليب متنوعة اتسمت جميعاً بالبساطة واليسر بهدف المساعدة على تحقيق أهداف الحملة المتمثلة في السعي لترسيخ تبني عادة القراءة في حياتهم وحياة أطفالهم، حيث يقول مدرس اللغة العربية بمدرسة البوادي بأبوظبي، وأحد مشرفي فعاليات «أبوظبي تقرأ» في مركز الخالدية التجاري، أيمن محمد الجبلاوي إنه يساهم في الإشراف على الأركان الأربعة المتضمنة في الفعالية، وهي القراءة للاستمتاع، القراءة للمعرفة، القراءة لإتاحة الفرص، القراءة للإلهام، بالإضافة لتوجيه الأطفال لاختيار القصص المناسبة لأعمارهم، وقراءة بعض القصص القصيرة الهادفة على الأطفال. ويذكر أن التركيز على القصص جاء لتوافر عناصر متنوعة فيها تتشارك في قدر الأهمية والتأثير على خلق أجواء تفاعلية بين الأطفال والقراءة، ومن هذه العناصر، الشخصيات، فهُناك بعض الأطفال يحبون شخصيات معينة ويعملون على تقليدها. وهناك شخصيات رئيسة في القصة وشخصيات فرعية، كما أن الزمان والمكان من العناصر الحيوية في أي قصة بين يدي الطفل، من حيث تأثيرهما في أحداث القصة من البداية إلى النهاية وقدرتهما على جعل الطفل في حالة تشوق ولهفة لمعرفة نهاية القصة، ما يجعله على صلة أكثر ويستغرق زمنا أطول في عمليات القراءة، ويلفت إلى أن غالبية الأطفال يحبون قصص المغامرات، ويهتمون بالمكان الذي تحدث فيه القصة، كالغابة الحديقة، البحر، ويعيشون مع القصة من خلال الجو النفسي للحكاية وأحداثها. وفيما يتعلّق بالحبكة الفنية للقصص وعلاقتها بتقريب الطفل من القراءة، يورد أن الحبكة الفنية سواء كانت مفككة أو متماسكة لها تأثير بالغ في ترسيخ عادة القراءة لدى الأطفال، حيث إن بعض الأطفال يحبون الأحداث غير المترابطة، التي تحدث نوعاً من المغامرة والتشويق، بينما يهتم البعض الآخر بالحبكة المتماسكة التي تسير مع الأحداث بترابط من أول القصة إلى آخرها، حتى لا تهرب الأحداث منهم، وهذا يكون بالنسبة للأطفال في مراحل سنية أعلى نسبياً. تنوع الكتب ويتطرَّق إلى المحاور التي يركز عليها مجلس أبوظبي في ترسيخ الاهتمام بالقراءة، موضحاً أن المجلس يوجه جهوده لكافة أفراد الأسرة من الأب والأم والأخوة داخل البيت، كما يهتم بالقراءة في المدارس من خلال إنشاء مكتبات وتدعيمها بالكتب المختلفة في شتى المجالات، وعمل مكتبات صفية داخل الفصول الدراسية، لتحفيز الطلاب على القراءة، وإمداد المدارس بالقصص المناسبة لأعمار الطلبة، والكتب المفيدة والقصص المصورة التي تجذب اهتمام الأطفال، كما أن هذه الكتب تتنوع لتناسب أعمار الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة. وفي ظل منظومة الاهتمام بالقراءة بصفة عامة، التي يرعاها مجلس أبوظبي للتعليم، يتم التركيز على القصص الهادفة، التي تحوي قيما واتجاهات تقوي الجانب الإيماني لدى الطلاب، وتقوم النواحي السلبية في حال وجودها، ويشرح الجبلاوي أن المجلس سعى إلى أن تكون انطلاقة حملة «أبوظبي تقرأ»، أكثر رحابة واتساعاً، حيث انتشرت فعالياتها في المراكز التجارية بأبوظبي والعين والمنطقة الغربية، بقصد جعل القراءة هدفا عاما لجميع أفراد الأسرة، بما يعود على المجتمع والدولة بالنفع والتقدم والازدهار. طرح جديد ومن زوَّار فعاليات أبوظبي تقرأ داخل مركز الخالدية التجاري، تحدثت ربة المنزل لطيفة المنهالي التي كانت برفقة أبنائها حسين، ومحمد وهند، وأشادت بفكرة المبادرة التي تبناها مجلس أبوظبي للتعليم، خاصة في زمن ابتعد فيه الجميع عن القراءة حتى كثير من أولياء الأمور أنفسهم، غير أن الحملة جاءت بطرح جديد وطريقة مؤثرة في تعريف الناس بأهمية القراءة، وضرورة غرس الاهتمام بهذه الهواية في نفوس الأجيال الجديدة، عبر فعاليات وأنشطة محببة للأطفال واستخدام الشخصيات الترفيهية، والقصص الملونة، وحتى طريقة جلوس الأطفال كانت مريحة إلى أقصى درجة، فكانت ممارستهم للقراءة ممتزجة بالمرح والاستمتاع، وجعلت أولادها بالفعل يصنعون علاقة جديدة وقوية مع عالم المجلات والكتب، جنباً إلى جنب مع اهتمامهم بالتكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة. أما شادي منصور مدير العلاقات العامة بإحدى شركات القطاع الخاص، الذي بدا سعيداً وهو يراقب ابنته شذى « 7سنوات» أثناء جلوسها في معية أطفال آخرين يستمعون إلى قراءة من إحدى المشرفات لواحدة من قصص الأطفال، أشاد من جانبه بهذه الرحلة الجميلة والمصغرة التي يقوم بها الأطفال إلى دنيا القراءة، والتي تعتبر أركان الفعالية الأربع محطات مهمة لهذه الرحلة، حيث يبدأ الطفل بقراءة الاستمتاع ومطالعة القصص الشيقة، ثم الانتقال إلى القراءة بهدف المعرفة وزيادة المعلومات، وتزويد ثقافة الطفل وتنمية عقله، ثم ركن القراءة لإتاحة الفرص بما يحويه من كتب متنوعة. ثم يختتم الجولة بالقراءة للإلهام، بقصد تنمية التفكير ويتخلل ذلك قراءة بعض كتب الابتكارات العلمية التي تزين رفوف ذلك الركن المهم في منطقة الفعاليات. وأثنى على الهدية التحفيزية التي يتلقاها الأطفال بعد هذه الرحلة الصغيرة زمنياً والكبيرة أثراً في حياة الطفل، والتي تجعله يخرج من الحدث مستمتعاً بما قرأه ولديه شعور بالسعادة للوقت الجميل الذي قضاه في عالم القراءة، بما يشجعه على العودة لممارسة هذه الهواية الجميلة لينهل من فوائدها الغزيرة. روح التفكير أما عيسى محمد موظف بأحد بنوك أبوظبي، فقال عن حملة «أبوظبي تقرأ»، إن هذه المبادرة تقوي روح التفكير عند الطفل وتنمي عنده مهارة الكتابة والإبداع الكتابي والانتقال إلى كتابة القصص القصيرة والأشعار البسيطة، كون كثرة القراءة تنمي قدرة الطفل على التفكير والإبداع. ويتابع: الحملة يحتاجها الطلاب من أجل المساعدة على دراسة مهارات اللغات الأخرى من خلال القصص، خاصة وأن اللغة تكتسب لدى الطفل من القراءة والاستماع، أكثر من التعلم المباشر، كما أن المبادرة تنمي روح التواصل والعمل الجماعي مع الأفراد لأن بعدنا عن القراءة واتجاهنا إلى التكنولوجيا أدى إلى غلبة السلوك الفردي، في حين القراءة تتسم بجماعية السلوك من خلال تبادل الكتب مع الغير وزيارة المكتبات التي تجمع أصحاب الهواية الواحدة، فضلاً عن أن قراءة القصص مع الأطفال تتم بطريقة حوارية معهم، وتطرح أسئلة تثير اهتمام الطفل نحو البحث عن الحقيقة، مشيراً إلى أن أجمل ما في هذه المبادرة، اندماج الأطفال مع بعضهم، وتنوع الأطفال من حيث الثقافات والسلوكيات، ومع ذلك كان العامل المشترك بين الجميع هو الاهتمام بالقراءة، ومن خلال القراءة استطعنا أن ننمي في الطفل روح المنافسة واكتساب سلوكيات جديدة وثقافات إضافية من خلال احتكاكه بأطفال آخرين ينتمون إلى جنسيات وثقافات مغايرة. أسلوب حياة حول أهداف الفعالية أوضح أحد مشرفي فعاليات «أبوظبي تقرأ» في مركز الخالدية التجاري، أيمن الجبلاوي أن مجلس أبوظبي للتعليم نظم هذه الفعالية لتحفيز الأطفال وأفراد الأسرة جميعاً على القراءة والاهتمام بها إلى أن تصبح أسلوباً للحياة، حتى تتم الاستفادة من القراءة في شتى المجالات، وتطبيق ذلك في الحياة العملية، كما أن المجلس اهتم بقراءة القصص كونها مصدر جذب وتشويق للأطفال، وقادرة على استقطاب قطاعات كبيرة من الأطفال إلى عالم القراءة، حيث تنبع أهمية قراءة القصص لما تحتويه من مواقف ومغامرات محببة ومرغوبة في أعمارهم الصغيرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©