الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

“قلعة” الاشتراكية تتحول إلى بلد المليونيرات

“قلعة” الاشتراكية تتحول إلى بلد المليونيرات
13 نوفمبر 2009 21:50
أظهر “تقرير الثروة العالمية” لعام 2009 أن عدد “المليونيرات” في الصين أكثر من نظرائهم في بريطانيا مهد الرأسمالية، حيث تجاوز عدد أصحاب الملايين في الدولة الاشتراكية، التي ما زالت تحتفظ بالعلم الأحمر، 364 ألف مليونير مقابل 362 ألف مليونير في المملكة المتحدة الأب الروحي للثروة في العالم. وكشفت الدراسة الخاصة بإدارة الثروات والتي درجت مؤسستي “ميريل لانش” و”كابجيميني” على إصدارها بشكل سنوي عن أن الصين أصبحت تشهد صعوداً لا يتوقف في قائمة الأثرياء، بحيث تجاوزت فرنسا بخطوات كبيرة في عام 2007 قبل أن تحتل الآن مرتبة رابعة خلف الولايات المتحدة واليابان وألمانيا، وهو الأمر الذي بات يعكس التحول الكبير للثروات والنفوذ من “الغرب إلى الشرق” وبصورة أصبحت تعيد تشكيل صناعة البنوك الخاصة والاقتصاديات العالمية على حد سواء. وتتوقع مؤسستا “ميريل وكابجيميني” أن منطقة جنوب شرق آسيا سوف تتمكن بحلول 2013 من تجاوز أميركا الشمالية كأكبر مركز للثروات في العالم أجمع، إذ يقدر أن إجمالي الثروات التي يتمتع بها الأشخاص الأغنياء في منطقة آسيا الباسيفيكية سوف تنمو بمعدل 8,8 في المائة سنوياً حتى عام 2018، أي أسرع بمقدار الثلث تقريباً من المتوسط العالمي بمقدار 7,1 في المائة. ويقول ديدير دينكن المدير التنفيذي لمؤسسة باركليز ويلث آسيا باسيفيك “بالنسبة لمثلنا من الأشخاص الذين عاشوا هنا في الغرب لفترة طويلة فقد أدركنا الآن أن المسألة أضحت لا تعدو أن تكون مجرد فترة من الوقت قبل أن يصبح الشرق الورشة العالمية لإنتاج الثروات”، فلقد أصبحت الثروة في جميع أنحاء المنطقة تشهد النمو بوتيرة متسارعة، بحيث أصبحت البنوك تناضل من أجل التكيف مع الطلب على خدمات البنوك الخاصة. أما في الهند وفي الصين الأم، فقد أدى العدد المتنامي للأفراد الأثرياء إلى خلق سوق مزدهر لخدمات إدارة الثروات، بل إن البنوك العالمية والإقليمية أصبحت تتدافع من أجل توسعة عملياتها المصرفية الخاصة في المراكز التقليدية للأموال في آسيا مثل هونج كونج وسنغافورة. ويشير بيير باير الرئيس التنفيذي للأعمال المصرفية الخاصة في بنك “سوسيته جنرال” في سنغافورة أنه يتوقع أن يرتفع عدد الأفراد الأثرياء - الذين بإمكانهم استثمار مبلغ يزيد على مليون دولار - بنسبة 12,3 في المائة في كل عام في سنغافورة مقارنة بالمعدل المتوقع بمقدار 7 في المائة فقط في الولايات المتحدة. ويتوقع المحللون أن يفضي تفجر الثروات في آسيا الباسيفيكية إلى خلق فرص غير مسبوقة بالنسبة لصناعة المصارف الخاصة، إلا أنها من المؤكد أيضاً أن هذه الفرص سوف تنطوي على الكثير من التحديات الفريدة من نوعها، فقد استقال نحو ثلث المستخدمين في بنك آر بي إس كاوتز في سنغافورة خلال 2009 بسبب النزاع حول المكافآت المحتملة. وذهب اثنان من كبار المستخدمين إلى بنك بي إس آي السويسري، وبينما ذكر بعض المطلعين على الموقف بأن عملية الخروج من المصرف أمر يمكن حدوثه وإنما يعكس الاختلافات الاستراتيجية الداخلية، إلا أن المسألة بدأت تسلط المزيد من الضوء على المعركة الدائرة حول أصحاب المواهب والخبرات في السوق الذي يشهد التوسع بازدياد. ويقول كريس ميرز المدير التنفيذي لإدارة الأعمال المصرفية الخاصة في بنك “اتش إس بي سي”: “لقد أصبح التحدي الحقيقي الذي يواجه أي جهة ترغب في المضي قدماً هو الكيفية التي يتم بها توظيف وتدريب الأشخاص وكيفية نقل المستخدمين من مجالات متعددة للأعمال إلى داخل السوق”. ويتفق كذلك العديد من كبار التنفيذيين الماليين على أن حتى أكبر البنوك التي تعهدت بتحقيق النمو العضوي ليس من المرجح أن تتمكن من تطوير المستخدمين بالسرعة التي تكفي لمقابلة الطلب المتزايد على الخدمات المصرفية الخاصة، إذ يقول فون دينكن: “لقد أصبحنا في النقطة التي أصبحت فيها البدائل محدودة فيما يختص بتوظيف ذوي الخبرة من المصرفيين الموجودين في مناطق أخرى، فالوسائل المتبعة لن تصبح ببساطة كافية للتصدي للاحتياجات”. ولكن يبدو أن عمليات الاستحواذ على أعمال بأكملها أصبح يمثل أحد السبل الكفيلة بتجاوز المشكلة. فقد عمد كل من مصرف “إيه إن زد” الأسترالي وبنك “أو سي بي سي” في سنغافورة مؤخراً إلى تملك موجودات مصرفية خاصة منفصلة في منطقة آسيا الباسيفيكية عبر شرائها من بنك “آي إن جي” الأوروبي المتخصص في عمليات الإقراض. وهناك تحدٍ آخر كبير، هو أن الزبائن والعملاء المتميزين في هذه المنطقة والأشبه بزبائن البنوك في الغرب لديهم شهية مختلفة للمخاطر. ففي الوقت الذي ظلت فيه سنغافورة على وجه الخصوص تجتذب المزيد من اهتمام المستثمرين الأجانب في أعقاب المشاكل التي أحاطت بصناعة إدارة الثروات في سويسرا، فقد استمر زبائن المصارف الخاصة في منطقة جنوب شرق آسيا يعتبر أحد رجال الأعمال أو عضو في العائلات الثرية التي بنت أعمالها التجارية منذ عقود طويلة مضت. وكان معظمهم يحتاج إلى الخدمات من كافة أنواع الطيف المصرفي بما في ذلك الانكشاف على أسواق المال ومقدرات البنوك الاستثمارية، إلا أن اعتماد المنطقة تاريخياً على التعاملات في السلع والعملات، من المرجح أن يجعلهم وبقدر أكبر من نظرائهم في الغرب أن يكتسبوا قوة إضافية في هذه المجالات، بحسب بيتر فلافيل رئيس إدارة العمليات العالمية المصرفية الخاصة في مصرف “ستاندرد تشارترد”. عن “فاينانشيال تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©