الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النبي محمد.. خير قدوة في تحقيق العبودية

18 يونيو 2017 19:01
محمد أحمد (القاهرة) كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم خير قدوة لأمته، في تحقيقه للعبودية والقيام بها على أكمل وجه، لأنه سيد ولد آدم، ولا نبي بعده، وإن دعوته للعالمين، وكانت هذه الصفة يحب أن يُنادى بها. وصف الله تعالى نبيه في مواطن كثيرة، ما يدل على عظم مقام العبودية الذي وصل إليه، ففي مقام الوحي، قال تعالى: (إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ...)، «سورة البقرة: الآية 23»، وفي مقام الإسراء، قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا...)، «سورة الإسراء: الآية 1»، وفي مقام النصرة والتأييد، قال تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ...)، «سورة الزمر: الآية 36». كان النبي كثيرا ما ينعت نفسه بالعبودية، قال أبو سعيد الخدري: خطب رسول الله فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله، فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه، فكان الرسول هو المُخيَّر، وكان أبو بكر أعلمنا». وتدل الأحاديث النبوية على علو منزلة العبودية التي وصل إليها النبي. قال ابن عباس إنه سمع عمر بن الخطاب يقول: سمعت النبي يقول «لا تطروني، كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله». وفي حديث النبي للسيدة عائشة رضي الله عنها، ما يدل أنه خُيِّر بين النبوة مع العبودية، وبين النبوة مع الملك، قال صلى الله عليه وسلم: لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك وإن حجزته لتساوي الكعبة، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: إن شئت نبيا عبدا، وإن شئت نبيا ملكا، فنظرت إلى جبريل عليه السلام، فأشار إليَّ أن ضع نفسك»، فقلت: «نبياً عبداً». وكان كثير الاستغفار، يرى في نفسه التقصير في جنب الله تعالى فيسأله أن يعفو عنه ويقول: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة». وكما أن أباه إبراهيم عليه السلام حطم الأصنام، كذلك فعل النبي في فتح مكة وهو يقول: «جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، وما يبدئ الباطل وما يعيد». وعن جهاده فكان يقاتل بسيفه وقلبه متعلق بربه سبحانه وتعالى بالدعاء بالصبر والثبات والنصر القريب. وعن قيامه بدعوة قومه إلى عبادة الله وحده، فقد بدأ بذلك سرا فآمن به قليلون لثلاث سنوات، ثم أمره الله بإظهار دينه، فخرج على جبل الصفا، وأعلن لهم جهارا بأنه نذير ورسول رب العالمين، فعاداه قومه وآذوه وأصحابه، واشتد غضبهم فأخذوا يعذبون المسلمين، فينزِّل الله الوحي لتثبيت النبي وأصحابه ويحثهم على الصبر ويبشرهم بوعد الله بالتمكين وإظهار دينه ولو كره الكافرون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©